قال محمد الصديقي، وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، إن العالم اجتمع سنة 2008 لتشخيص الأزمة العالمية لمعرفة أسبابها العميقة وتداعياتها والآثار المترتبة عنها والبحث عن حلول ووضع أسس التعامل مع نتائجها خلال فترة العولمة بعد أن أصبح الجميع يتحدث عن النقل والإنتاج وتسهيل التبادل الحر. وبعد كوفيد يقول الصديقي، الذي كان يتحدث أمام طلبة السنة الأولى بالمدرسة الوطنية للفلاحة بمكناس، حيث أشرف على إعطاء انطلاق الدخول الأكاديمي 2022-2023، وفي الوقت الذي كان العالم ومن بينه المغرب يتهيأ لإعادة الانتعاش الاقتصادي من خلال الاستثمار العمومي وإعطاء دفعة للاستثمار في القطاع الخاص اصطدمنا بمشاكل أخرى أكثر تعقيدا نتيجة تداعيات الحرب الروسية الأكرانية وما تولد عنها من أزمة في الطاقة (الغاز) والبترول و ما يترتب عنها من غلاء في شتى المناحي.
وقال إننا مطالبون بتأمين الزيادة في الإنتاج المحلي، وبموارد أقل والعمل على تأمين السيادة الغذائية مع تجنب الخسارة وحماية الموارد الطبيعية كالماء والأرض وكل ما يصاحبهما من طاقة وتجهيزات باستعمالها بطريقة معقولة.
وذكر الطلبة خلال كلمته بما تحقق في مخطط المغرب الأخضر المنتهي سنة 2020، وإعطاء جلالة الملك انطلاقة مخطط الجيل الأخضر مع التشديد على إعادة هيكلة القطاع الفلاحي وإعادته لمكانه الطبيعي بتطوير المكتسبات وتجاوز الاختلالات والمثبطات.
وتميزت انطلاقة الدخول الأكاديمي 2022-2023 بالمدرسة الوطنية للفلاحة بمكناس بتقديم الديبلومات ل 12 مهندسا زراعيا في مختلف التخصصات من علوم وتقنيات الإنتاج النباتي وعلوم زراعة الأشجار والزيتون والعنب، وعلوم حماية النباتات والبيئة وعلوم الإنتاج الحيواني والرعي وعلوم الهندسة الزراعية وعلوم هندسة التنمية القروية. كما تم توزيع جوائز التميز على أربعة طلبة من مختلف المسالك الحائزين على أعلى المعدلات، وكانت مناسبة أيضا لتقديم أوسمة ملكية على إطارين بالمؤسسة.
وفي إطار توطيد السياسة التشاركية للموارد البشرية والمادية للمؤسسة، قام الوزير والوفد المرافق له بزيارة المختبر المشترك والشطر الأول للبيت الزجاجي الأوتوماتيكي وتدشين الشطر الثاني الذي تم تسلمه مؤخرا. وفي إطار الرفع من العدد الإجمالي لطلبة المؤسسة تم إعطاء الانطلاقة لمشروع بناء سكن طلابي بكلفة 8 ملايين درهم، وإطلاق مشروع بناء مركز متعدد التخصصات للمعلومات والتوثيق واللغات وافتتاح قاعة رياضية للطلبة.
وجدير بالذكر أن الوزير محمد الصديقي تحدث أمام الطلبة والوفد الرسمي والمدعوين والمنتخبين بلغة موليير بدل اللغة الرسمية للبلاد في الوقت الذي تمر به العلاقة المغربية الفرنسية بأزمة صامتة، جعلت المجتمع المغربي ونخبه يطالبون بإعادة النظر في لغة التدريس (الفرنسية) بالمغرب التي تعد لغة البحث العلمي.