انطلاق المؤتمر الوطني 12 بحضور وطني ودولي وازن وجماهيري مكثف في الجلسة الافتتاحية

المؤتمر الوطني 12 لحزب الاتحاد الاشتراكي يصوت بالأغلبية الساحقة على تمديد ولاية الكاتب الأول إدريس لشكر

 

صادق المؤتمر الوطني الثاني عشر لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، المنعقد بمدينة بوزنيقة، على الملتمس المرفوع من المجلس الوطني إلى المؤتمر، والقاضي بتمديد مهمة الكاتب الأول، الأستاذ إدريس لشكر، وذلك بعد المصادقة على التوصية التي تهم تعديل المادة 217 من القانون الأساسي والمادة 212 من القانون الداخلي بما يجعل «قاعدة التمديد قاعدة عامة تسري على جميع الأجهزة الحزبية انطلاقا من المكتب السياسي إلى الفرع، وأيضا استجابةً لمطلبٍ واسع عبّرت عنه القواعد التنظيمية والهيئات المجالية والقطاعية للحزب، تقديراً لمسار قيادي استثنائي بصم المرحلة الأخيرة من تاريخ الاتحاد.
الملتمس، الذي تلاه رئيس المؤتمر عبد الرحيم شهيد، أبرز أن المؤتمر يشكل تتويجاً لدينامية تنظيمية وسياسية ودبلوماسية قادها الكاتب الأول، تميزت بانفتاحه على مختلف مكونات الحزب وحرصه على التواصل الميداني مع الاتحاديات والاتحاديين داخل المغرب وخارجه. وقد ساهم هذا التوجه، وفق الملتمس، في إعادة إشعاع الحزب ومكانته داخل المشهد الوطني، وتعزيز البعد الإنساني والأخلاقي لنضاله.
كما نوه الملتمس بما شهدته قيادة إدريس لشكر من إعادة حيوية للمؤسسات الحزبية، ومشاركة فاعلة للاتحاد الاشتراكي في محطات وطنية ودولية، إلى جانب انخراط الحزب في الدفاع عن قضاياه الكبرى بروح وحدوية ومسؤولية.
وتمّت الإشارة كذلك إلى الجهود التي بذلت في التحضير للاستحقاقات المقبلة، ومواكبتها بمبادرات ومشاورات مع الجهات المعنية لضمان نزاهة وشفافية العملية الانتخابية.
وبعد التداول الجماعي، صوّت المؤتمرون لصالح تمديد ولاية الكاتب الأول، تأكيداً للثقة في قدرته على مواصلة قيادة الحزب في مرحلة وُصفت بالدقيقة، لما تتطلبه من تجربة وتوازن سياسي. ويأتي هذا القرار في إطار توجه جماعي يروم تكريس الاستمرارية والتجديد داخل المؤسسة الحزبية، وتجسيداً للروح الديمقراطية التي تطبع التجربة الاتحادية منذ تأسيسها.
الاتحاد الاشتراكي يدشّن مؤتمره الثاني عشر برؤية نقدية للإصلاح ووفاء للثوابت الوطنية

في أجواء تنظيمية حماسية واحتفالية مطبوعة بالوعي العالي ودقة المرحلة، شهدت القاعة الكبرى للمركب الدولي ببوزنيقة، مساء الجمعة 17 أكتوبر 2025، انطلاق أشغال المؤتمر الوطني الثاني عشر لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، بحضور وطني ودولي لافت، ضمّ رئيس الحكومة وزعماء أحزاب وطنية وأمناء وممثلين عن النقابات والمنظمات الحقوقية والمدنية، إضافة إلى وفود من أحزاب اشتراكية صديقة وشقيقة.
وفي كلمته الافتتاحية، شدد الكاتب الأول للحزب، إدريس لشكر، على أن انعقاد المؤتمر يترجم التزاماً سياسياً وأخلاقياً راسخاً، ويأتي تتويجاً لمسار تنظيمي واسع شمل 72 مؤتمراً إقليمياً، عكست – بحسب تعبيره – حيوية الحزب وديناميته الداخلية. واعتبر أن هذا المؤتمر يشكل محطة مفصلية لتجديد استراتيجية الحزب في خدمة الوطن، ضمن قراءة جماعية نقدية للواقع المغربي.

تشخيص للأزمة
ودعوة للإصلاح الجذري

لشكر قدّم تشخيصاً لما وصفه بـ»المنعطف التاريخي» الذي تمر به البلاد، حيث تتقاطع أزمات اقتصادية واجتماعية خانقة، وسط تآكل متزايد في منسوب الثقة بين المواطنين والفاعل الحكومي، نتيجة غياب الوضوح الفكري والجرأة السياسية. وأكد أن الحلول التقنية لم تعد كافية، داعياً إلى تبني مقاربة نقدية شاملة تعيد صياغة العلاقة بين الدولة والمجتمع.
وفي ذات السياق، وجّه نداءً مباشراً للنخب السياسية لتجاوز منطق المجاملة، مشدداً على أن الاحتجاجات الأخيرة تعبّر عن قلق جماعي يتجاوز الفئات الشبابية، داعياً إلى «طرق باب المستقبل من أجل إصلاح جذري يقوم على المساواة والكرامة والسيادة».

نقد للنموذج الاقتصادي والدعوة إلى عدالة جبائية

توقف الكاتب الأول عند ما وصفه بخلل بنيوي في النموذج الاقتصادي المغربي، الذي اعتبره هشاً وريعياً، وأكد أن السياسات الليبرالية المتبعة خلال العقود الماضية لم تحقق توزيعاً عادلاً للثروة، بل زادت من الفوارق الاجتماعية. ودعا في المقابل إلى بلورة نموذج تنموي بديل، يقوم على العدالة الجبائية، وتوسيع قاعدة المستفيدين من التنمية.
الدولة الاجتماعية والديمقراطية المجالية

أكد لشكر أن العدالة الاجتماعية تظل شرطاً تأسيسياً لأي مشروع وطني ديمقراطي، معتبراً أن بناء الدولة الاجتماعية لا يتم بالتكيّف مع منطق السوق، بل من خلال إعادة توزيع الثروة، وتكافؤ الفرص، وتمكين المواطن من أن يكون فاعلاً في القرار العمومي، وليس مجرد متلقٍّ للسياسات.

القضية الوطنية في صلب التوجه الاتحادي

أوضح لشكر أن اختيار شهر أكتوبر لانعقاد المؤتمر ليس اعتباطياً، بل مرتبط بالمسار الأممي لقضية الصحراء المغربية وذكرى المسيرة الخضراء. وأكد أن المغرب نجح في تحصين وحدته الترابية، بفضل مصداقية مبادرة الحكم الذاتي والتنمية الميدانية التي غيّرت سردية المجتمع الدولي تجاه النزاع، داعياً إلى إدراج المقترح المغربي ضمن المرجعيات الأممية.

مواقف دولية وتضامن مع فلسطين

وفي الشأن الدولي، ندد لشكر بـ»الصمت الدولي المريب» تجاه ما يتعرض له الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية، مؤكداً أن الاتحاد الاشتراكي يعتبر القضية الفلسطينية قضية تحرر وطني عادلة. كما عبر عن تضامن الحزب مع القوى التقدمية حول العالم، محذراً من تصاعد اليمين المتطرف، وأزمة القيم، وتهديد الحريات.

الملكية الدستورية وضمان الاستقرار

شدد الكاتب الأول على أن الملكية في المغرب تُعدّ ضامناً للاستقرار واستمرارية الدولة، مشيراً إلى أن الملك محمد السادس لطالما عبّر عن رغبة في إطلاق إصلاحات كبرى، محذراً من محاولات استخدام المؤسسة الملكية كأداة لتبرير الإخفاقات أو تهميش الفاعلين السياسيين.

إصلاحات انتخابية ورقمنة حزبية

وعرض لشكر مضامين مذكرة إصلاحية تقدم بها الحزب لوزارة الداخلية، تشمل التسجيل التلقائي للشباب، تخفيض سن الترشح إلى 18 سنة، رفع تمثيلية النساء، ومحاربة الفساد الانتخابي. كما دعا إلى إدماج أدوات الذكاء الاصطناعي في الحملات السياسية وتأهيل الإعلام الحزبي ورقمنة الأرشيف، مؤكداً أن الرقمنة تمثل فضاءً جديداً للديمقراطية التشاركية.
في ختام كلمته، وجّه لشكر تحية تقدير للجان التنظيمية واللوجستية التي ساهمت في إنجاح المؤتمر، مشيداً بروح الوحدة التي تسود أوساط الحزب، ومؤكداً أن الاتحاد الاشتراكي يخوض مؤتمره الثاني عشر برؤية جديدة تستند إلى الواقعية النقدية، والوفاء لثوابته التاريخية في خدمة مشروع ديمقراطي حداثي، اجتماعي وتقدمي. (انظر نص الكلمة جانبا)

المؤتمر الوطني 12 للاتحاد الاشتراكي: وفاءٌ للتاريخ وبداية لانطلاقة تنظيمية جديدة

في أجواء احتفالية مفعمة برمزية التاريخ وروح التجديد، افتُتحت أشغال المؤتمر الوطني الثاني عشر لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بكلمة افتتاحية ألقاها يوسف أيذي، رئيس اللجنة التحضيرية، أمام حضور غفير من المؤتمرين والمؤتمرات الذين ملأوا القاعة الكبرى، وسط تصفيقات متواصلة وهتافات عكست الانتماء والاعتزاز الحزبي.
وفي كلمته، وصف أيذي هذه اللحظة بـ»الحزبية التي تتجاوز الطابع التنظيمي»، مؤكداً أن المؤتمر يمثل محطة تعبير عن «نضج جماعي واستعداد جماعي لصياغة عرض سياسي وتنظيمي يليق بتاريخ الحزب ويستجيب لتحديات مغرب اليوم».
رئيس اللجنة التحضيرية استعرض المسار الطويل والدقيق الذي سبق انعقاد المؤتمر، مشيراً إلى أن اللجنة اشتغلت عبر 11 فريقاً موضوعاتياً عقدت أكثر من 70 اجتماعاً ناقشت خلالها قضايا متعددة، من السياسة والاقتصاد إلى الثقافة وقضايا المرأة والشباب والإعلام والعلاقات الخارجية، بما في ذلك هموم مغاربة العالم.
وأوضح أن هذه الأوراق ليست تقارير إدارية فقط، بل تجسيد لـ»نبض الاتحاديات والاتحاديين ورؤيتهم لمغرب اليوم والغد»، مشيداً بالمشاركة الواسعة في اللقاءات الجهوية التي ساهمت في توسيع النقاش وتعزيز الطابع التشاركي للمؤتمر.
وفي سياق رمزي، أشار أيذي إلى تزامن المؤتمر مع الذكرى الخمسين لاعتماد استراتيجية النضال الديمقراطي وإصدار التقرير الإيديولوجي للحزب، معتبراً أن المناسبة تفرض إعادة التفكير في المشروع الاتحادي وتجديد قراءته لعلاقة الديمقراطية بالتنمية، مضيفاً: «اللحظة تفرض علينا إعادة تركيب عناصر التحليل دون التفريط في هويتنا التقدمية».

مشاركة واسعة وتجند تنظيمي

على المستوى التنظيمي، كشف يوسف أيذي أن التحضير للمؤتمر توّج بتنظيم 72 مؤتمراً إقليمياً شارك فيها آلاف المناضلات والمناضلين، معتبراً أن هذا الزخم يعكس «عودة الألق إلى الاتحاد»، ويؤكد استمرار حضوره الحيوي في مختلف الجهات.
كما أشار إلى الجهود التي بذلتها لجان التنظيم واللوجستيك لضمان نجاح هذه المحطة، من خلال تأمين ظروف استقبال أزيد من 1600 مؤتمر ومؤتمرة، بلغت نسبة النساء بينهم 21 في المائة، إلى جانب حضور وازن للشباب وممثلي القطاعات الحزبية المختلفة.

دعوة إلى الأمل وتجديد المشروع الاتحادي

واختتم رئيس اللجنة التحضيرية كلمته بالدعوة إلى تحويل المؤتمر إلى «نقطة انطلاق جديدة نحو أفق اشتراكي ديمقراطي حداثي»، مشدداً على أهمية المضي في هذا المسار بـ»عزيمة الاتحاديين الأوفياء»، مضيفاً: «لنجعل من المؤتمر لحظة تأسيسية تعيد للاتحاد وهجه، وللسياسة صدقيتها، وللأمل ملامحه الواضحة».
وقد قوبلت كلمته بتفاعل كبير من الحضور، حيث عمّت القاعة أجواء من الحماس والتصفيق، إيذاناً بانطلاق مرحلة جديدة في مسار الحزب، تؤكد على أن « حزب الاتحاد الاشتراكي… وفاء للتاريخ، وانفتاح على المستقبل».

المؤتمر الوطني 12 للاتحاد الاشتراكي ينطلق بمداخلات دولية وازنة وإشادة بالملك محمد السادس

شهدت مدينة بوزنيقة، مساء الجمعة، في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الوطني الثاني عشر لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، بمشاركة شخصيات دولية ووطنية وازنة، من قيادات حزبية ونقابية ومدنية، إلى جانب حضور دبلوماسي مكثف ووفود أجنبية تمثل أزيد من 30 حزباً ومنظمة اشتراكية وتقدمية من مختلف أنحاء العالم.
ويُعدّ المؤتمر، الذي انطلق تحت شعار يعكس تطلع الحزب إلى الإسهام في بناء مغرب حديث وديمقراطي، محطة سياسية وتنظيمية مفصلية في مسار الاتحاد الاشتراكي، وفرصة لتجديد النقاش حول القضايا الوطنية الراهنة وتعزيز موقع الحزب في المشهد السياسي الوطني.
* احمد روحي فتوح رئيس المجلس الوطني الفلسطيني: نقدّر عالياً جهود الملك محمد السادس في الدفاع عن القدس
وفي كلمة مؤثرة خلال الجلسة الافتتاحية، عبّر أحمد روحي فتوح، رئيس المجلس الوطني الفلسطيني، عن تقدير الشعب الفلسطيني الكبير لجهود جلالة الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، في الدفاع عن القضية الفلسطينية ودعم صمود الفلسطينيين في مواجهة العدوان الإسرائيلي المتواصل.
وأكد فتوح أن الشعب الفلسطيني يواجه «عدواناً شاملاً وإبادة جماعية»، مشيراً إلى تصاعد عمليات التهجير، وتدمير البنى التحتية، وتوسيع الاستيطان، في ظل صمت دولي وعجز المؤسسات الأممية عن فرض قراراتها.
وأوضح أن احترام القانون الدولي ليس فقط التزاماً قانونياً بل أخلاقياً أيضاً، مؤكداً أن لا سلام حقيقياً دون إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية. كما شكر جميع الدول والقوى الحرة التي اعترفت بدولة فلسطين وساندت حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره.

الاشتراكية الأممية تشيد بدور الاتحاد الاشتراكي في ترسيخ الديمقراطية والحداثة بالمغرب

من جانبها، قدّمت شانتال كامبيوا، المنسقة العامة للأممية الاشتراكية، تهاني المنظمة، برئاسة بيدرو سانشيز، لحزب الاتحاد الاشتراكي بمناسبة مؤتمره الوطني، مشيدة بالدور البارز الذي لعبه الحزب في ترسيخ قيم العدالة والمساواة والديمقراطية في المغرب.
وأكدت كامبيوا أن الاتحاد الاشتراكي كان ولا يزال فاعلاً أساسياً في بناء أسس المجتمع الديمقراطي والحداثي، سواء من موقع تدبير الشأن العام أو من موقع المعارضة المؤسساتية، مضيفة أن الحزب قدّم تضحيات معتبرة من أجل الحرية والكرامة.
وشددت المتحدثة على أن الأممية الاشتراكية، التي تضم أكثر من مائة حزب عبر العالم، تظل ملتزمة بالدفاع عن حقوق الإنسان، وقيم الديمقراطية والتضامن العالمي.

1700 مؤتمر ومؤتمِرة يمثلون جهات المملكة ووفود دولية تعزز البعد الأممي للمؤتمر

عرفت الجلسة الافتتاحية حضور 1700 مؤتمر ومؤتمِرة يمثلون مختلف فروع حزب الاتحاد الاشتراكي بجميع جهات وأقاليم المملكة، إضافة إلى مشاركة قوية لأزيد من 30 وفداً أجنبياً يمثلون أحزاباً ومنظمات اشتراكية وتقدمية من القارات الخمس.
وتواصلت أشغال المؤتمر الوطني، بجلسات نقاش وندوات فكرية وتنظيمية، لمناقشة التحديات الوطنية والدولية، وتجديد هياكل الحزب بما يعزز من ديناميته السياسية والتنظيمية في المرحلة المقبلة.


الكاتب : n بوزنيفة: بعثة الاتحاد الاشتراكي

  

بتاريخ : 19/10/2025