الرباط حرصت أن لا يتسلل مشتبه بهم التحقوا بالتنظيمات المسلحة
بسوريا والعراق إلى لوائح المرحلين
انطلقت، مساء أول أمس الثلاثاء، المرحلة الرابعة لترحيل المغاربة العالقين بالخارج، بعدما حطت ثلاث طائرات تابعة للخطوط الملكية المغربية بمطار سانية الرمل بتطوان قادمة من مطار اسطنبول وعلى متنها 313 مغربيا، من بينهم أطفال ورضع وشيوخ ومرضى، كانوا عالقين في تركيا.
وكان على متن هذه الرحلات الثلاث، المندرجة في سياق عملية إعادة المغاربة العالقين في الخارج بسبب جائحة فيروس كورونا المستجد، على التوالي 102 و 104 و 107 راكبين، مواطنون مغاربة ممن كانوا عالقين بمختلف المدن التركية، حيث تمت مراعاة الظروف الإنسانية في تحديد المستفيدين من هذه العملية.
وعلى غرار المراحل الثلاث الأولى فقد جرت العملية المجانية، التي تكلفت بتغطية مصاريفها المصالح الدبلوماسية المغربية، في احترام تام للتدابير الاحترازية والبروتوكول الصحي المعمول به، وذلك تحت إشراف المصالح المعنية بالمطار، إذ تمت خلال تدبيرها مراعاة الحالات الإنسانية والأكثر هشاشة في الدفعات الأولى للعالقين مثل المرضى والمسنين والأطفال والعالقين بدون موارد والأمهات الحوامل.
وقد تم نقل جميع العالقين القادمين من تركيا إلى منتجع «تامودا باي» التابع لعمالة المضيق الفنيدق، خاصة بعد نجاح مصالح العمالة في محطتين اثنتين سابقتين في تدبير عملية استقبال المغاربة العالقين بسبتة المحتلة والجنوب الإسباني، حيث تم إيوائهم في فنادق من أربعة نجوم، مع التكفل بمصاريف الإقامة والأكل طيلة فترة الحجر الصحي، مع إخضاعهم للبرتوكول العلاجي، الذي أقرته وزارة الصحة المغربية، حيث تم إخضاع المغاربة المرحلين من تركيا، لتحليلتين عند ولوجهم لبهو الفنادق الثلاثة التي خصصت لهذه العملية، تحليلة بيولوجية PCR، والثانية تحليلة سريعة للكشف عن فيروس كورونا المستجد DIGG، على أن يتم إخضاع جميع المرحلين في اليوم التاسع لتحليلة بيولوجية PCR، على أساس عودتهم لديارهم فور ظهور النتائج السلبية التأكيدية.
وبحسب مصدر طبي فإن جميع التحليلات السريعة، التي أجريت للمرحلين جاءت نتائجها سلبية، باستثناء حالة واحدة مشكوك فيها، جرى نقلها إلى مركز كوفيد 19 بالمستشفى المدني سانية الرمل، لعزلها عن باقي المرحلين، في انتظار ظهور نتيجة التحليلة البيولوجية، لتأكيد إصابتها من عدمها.
وبحسب مصدر مسؤول فإن المغاربة العالقين بتركيا سيتم ترحيلهم على متن 15 رحلة جوية، إذ تم وضع قوائم ولوائح للعالقين الحقيقيين الذين قادتهم ظروف السفر إلى هذا البلد لأغراض مهنية وسياحية وطبية قبيل إغلاق الحدود من طرف السلطات المغربية، حيث تفاجأت المصالح القنصلية بتركيا بالأعداد الكبيرة من المغاربة العالقين بتركيا، منهم عدد كبير من المهاجرين السريين الراغبين في الدخول إلى التراب الأوروبي (أكثر من 3000 طلب مغادرة التراب التركي)، حيث أكدت مصادرنا أن إعداد قوائم المغاربة العالقين بتركيا يتم تدبيره مركزيا بالرباط نظرا للحساسية الأمنية للملف، خاصة منهم بعض المغاربة الذين التحقوا بالتنظيمات المسلحة خاصة بسوريا والعراق، والتي يعتقد أن بعضهم قد يستغل هذه الجائحة من أجل العودة إلى المغرب.
هذا وتجري، منذ أسابيع، عمليات إعادة المغاربة العالقين بالخارج، والتي كانت قد انطلقت من سبتة ومليلية المحتلتين والجزائر ثم إسبانيا، حيث بلغت إلى حدود اللحظة أكثر من 2500 مواطن مغربي عالق بالخارج، إذ قامت السلطات المغربية ما بين 15 و22 ماي الماضي بتنظيم رحلات لإرجاع أكثر من 500 مغربي عالق بمدينتي سبتة ومليلية المحتلتين، وأكثر من 600 مغربي عالق بالجزائر تم ترحيلهم في الفترة الممتدة ما بين 30 ماي و 4 يونيو الجاري، وأكثر من 1100 مغربي عالق تم ترحيلهم مابين 10 و 15 يونيو الجاري من مالقا ومدريد وبرشلونة ولاس بالماس، وأكثر من 300 مغربي كدفعة أولى من تركيا في انتظار 12 رحلة أخرى مقررة انطلاقا من مطار أسطنبول.
ويشار إلى أن وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، كان قد أعلن أمام مجلس المستشارين أن الشروع في عمليات الإعادة، يندرج في صميم الاستراتيجية الشاملة المعتمدة في المغرب طبقا للتوجيهات السامية لجلالة الملك محمد السادس، حيث تم إعداد جدولة محددة لإعادة المغاربة العالقين بالخارج.