الدكتور سعيد عفيف: المغرب يشكّل قبلة مفضلة للطلبة الأفارقة في مجال الطب والصيدلة
27 ألف طالب أجنبي ينحدرون من 164 دولة يتابعون دراستهم في المغرب، 85 في المائة منهم أفارقة
هناك أمراض لا تزال حاضرة على مستوى القارة الإفريقية والحال أنه كان يجب طيّ صفحتها مند زمن
انطلقت صباح أمس الجمعة 10 يناير 2025، فعاليات المؤتمر الأول لطب الأطفال في إفريقيا، الذي تنظمه الجمعية البيضاوية لأطباء الأطفال في القطاع الخاص، تحت الرعاية السامية للملك محمد السادس، وبشراكة مع وزارة الصحة ومؤسسة محمد السادس للعلوم والصحة ومجموعة من الجمعيات العلمية المختصة في طب الرضع والأطفال من المغرب ومن خارجه.
وتعليقا على هذا الحدث العلمي أكد الدكتور مولاي سعيد عفيف، رئيس الجمعية البيضاوية لأطباء الأطفال، في تصريح لـ «الاتحاد الاشتراكي»، على أن هناك العديد من المستجدات الوبائية والصحية التي تهمّ صحة الرضع والأطفال، إلى جانب ما يتعلق بالتحديات المرتبطة بهذه الأمراض المختلفة، خاصة على صعيد القارة الإفريقية، وهو ما يعتبر مناسبة لتسليط الضوء عليها ومناقشة تفاصيلها والوقوف على آخر الدراسات العلمية التي تم إنجازها في هذا الإطار، لاسيما في ظل حضور خبراء ومختصين من أوروبا ومن عدد من دول القارة.
وشدّد الدكتور عفيف على أن الاهتمام بصحة المواليد الخدج والرضع والأطفال، والحرص على مواجهة العديد من الأمراض بل والقضاء عليها، من خلال برامج التلقيح المختلفة، يشكّل تحديا كبيرا، لأن هناك أمراض لا تزال حاضرة على مستوى القارة الإفريقية والحال أنه كان يجب طيّ صفحتها مند زمن، مشيدا في هذا الإطار بأهمية البرنامج الوطني للتلقيح المتوفر في المغرب الذي يضاهي بحسبه برامج التلقيح في كبريات دول العالم، والذي مكّن من القضاء على العديد من الأمراض، في حين أنه وللحيلولة دون عودة ظهور أخرى واتساع رقعتها يجب الحفاظ على التغطية التلقيحية بنسبة 95 في المائة.
وأبرز رئيس المؤتمر الأول لطب الأطفال في إفريقيا بأن رهان وتحدي تكوين الأطباء الشباب والاستمرار في التكوين المستمر بالنسبة للمختصين في طب الأطفال يبقى حاضرا وبقوة هو كذلك، لتمكينهم من كل الخبرات والمهارات الضرورية للتعامل مع الرضع والأطفال والقدرة على تحديد الأمراض وكل المؤشرات التي قد تكون عنوانا على عارض صحي للقيام بما يلزم في هذا الإطار، إما من خلال الطبيب نفسه حسب اختصاصه أو بالإحالة على زملاء له حين يتعلق بأمراض أخرى، مضيفا بأن هذا الأمر هو ما شجع على تخصيص جائزة مالية لأحسن بحث علمي، أطلق عليها اسم الجائزة الإفريقية للصحة «الدكتور عبد اللطيف برادة» التي تنظم برعاية من مؤسسة محمد السادس للعلوم والصحة وبشراكة مع مجموعة القرض الفلاحي للمغرب.
وأوضح الدكتور عفيف بأن التكوين في المغرب يستقطب عددا مهما من الطلبة الأجانب، مشيرا إلى أن الأرقام الرسمية تفيد بأن هناك حوالي 27 ألف طالب أجنبي ينحدرون من 164 دولة يتابعون دراستهم في بلادنا، نسبة 85 في المائة منهم ينتمون لدول القارة الإفريقية، مؤكدا على أن قطاع الصحة يعتبر رافعة من رافعات الدبلوماسية الموازية، التي يمكنها المساهمة في تطوير الشراكات جنوب جنوب.