انطلاق فعاليات المؤتمر الوطني بجلسة افتتاحية ناجحة بكل المقاييس

. نجاح التواصل التقني والرقمي عبر منصة مركزية ببوزنيقة و12 منصة جهوية وثلاث منصات لمغاربة العالم
.المصادقة على مشاريع التعديلات التي كانت نتيجة خلاصات ومناقشات مشاريع الورقة السياسية والورقة التنظيمية والمقررات التنظيمية في الجهات والأقاليم

 

الحبيب المالكي في آخر دورة للمجلس الوطني: الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية حزب واثق من نفسه!

 

صادق المجلس الوطني للحزب بالإجماع على مشاريع التعديلات التي كانت نتيجة خلاصات ومناقشات مشاريع الورقة السياسية والورقة التنظيمية والمقررات التنظيمية في الجهات والأقاليم.
وقد تميز المجلس الوطني الذي انعقد يوم 27 يناير 2022، بالكلمة التي ألقاها الحبيب المالكي، رئيس المجلس الوطني الذي هنأ الاتحاديات والاتحاديين وطنيا وجهويا ومحليا، وعلى مستوى بلدان المهجر، على الجهد التعبوي والتنظيمي والإعلامي والتواصلي واللوجستيكي الذي بذلوه لإنجاح الأشغال التحضيرية لمؤتمرنا الوطني 11، من أجل استمرار حضور الحزب كحركة سياسية تقدمية حداثية لها رهاناتها في التغيير والإصلاح والبناء، والتنمية الشاملة. مؤكدا أن حزب الاتحاد الاشتراكي “حزب واثق من نفسه”، ومن إمكاناته، ومن أطره، أين ما كان موقعه في المشهد السياسي المغربي.
وقال المالكي “يسعدني باسم أخواتكم وإخوانكم أعضاء المكتب السياسي والمجلس الوطني، أن أرحب بكم في هذا المؤتمر الوطني الحادي عشر، الذي ينعقد في ظروف استثنائية، عن بعد-عبر تقنية التناظر المرئي في منصة مركزية واثنا عشر منصة جهوية، وثلاث منصات ببلدان المهجر: فرنسا – إسبانيا – إيطاليا، في أول تجربة يخوضها حزبنا للتأقلم مع إكراهات وتداعيات الوضعية الوبائية الصعبة التي تعيشها بلادنا ويعيشها العالم”.
وأضاف المالكي أن الوصول إلى “مغرب قوي تعددي، سيادي ومتضامن” يطرح على الاتحاديات والاتحاديين من جديد أن يقرؤوا الواقع جيدا، و”أن نقوم بتشخيص تداعياته، وأن نستخلص الخلاصات الضرورية لفهم هذا الواقع واستيعابه، والاشتغال عليه، وهذا ما سينكب عليه بكل تأكيد مؤتمرنا الوطني الحادي عشر”.
وأكد رئيس المجلس الوطني على أهمية محطة المؤتمر الوطني الحادي عشر ليس فقط بالنسبة للاتحاديات والاتحاديين بل للبلاد ككل، باعتبار أن حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، حزب لاستمرار الحركة الوطنية يساهم بفعالية في البناء الديمقراطي للبلاد والمسار التنموي للمغرب. كما نوه بالمجهودات المبذولة من طرف القيادة الحزبية المتمثلة في العمل التنظيمي والسياسي والإعداد المادي واللوجيستيكي للوصول إلى هذه المحطة التي يمكن الاتحاديات والاتحاديين الافتخار بها.
ودعا رئيس المجلس الوطني الاتحاديات والاتحاديين إلى استخلاص الدروس الممكنة وتضمينها في برامجهم السياسية المستقبلية للدفع بالبلاد لمراتب الرقي والتقدم والتنمية الشاملة.
وشهدت هذه الجلسة الافتتاحية استعراضا رقميا لبرقيات وكلمات التهاني والمتمنيات بنجاح محطة المؤتمر الوطني من طرف عدد من الأحزاب الاشتراكية والديمقراطية الاجتماعية الصديقة والحليفة العربية والإفريقية والأوروبية، فضلا عن الفعاليات المكونة للفصائل الفلسطينية.
إلى ذلك تميزت دورة المجلس الوطني بالعرض الذي تقدم به إدريس لشكر، الكاتب الأول للحزب، الذي استعرض الوضع الاقتصادي والسياسي والاجتماعي للبلاد ثم الوضع التنظيمي للحزب ومسار تطوره وبناء الأداة الحزبية وتصليبها لاستعادة المبادرة السياسية داخل المشهد السياسي المغربي.
وأكد الكاتب الأول للحزب أن اختيار شعار “الوطن أولا” الذي خاض به الحزب غمار انتخابات 8 شتنبر الماضي في الحواضر والمدن، شكل للاتحاديات والاتحاديين أكثر من شعار، هو التزام من أجل فتح مسيرة جديدة، تحشد العزائم وتقوي الوحدة الوطنية في زمن الردة الديمقراطية التي تعيشها عدد من البلدان العربية والإسلامية.
وشدد الكاتب الأول، خلال هذا التقرير، على أن المغرب، كان وسيظل مغرب الكفاح والبناء، بفضل حنكة ملكه محمد السادس وقوة شعبه وتفاني أبنائه الأحرار، مشيرا في نفس الوقت إلى أن كلمة النشيد الوطني “موطن الأحرار”، تلخص مغرب الشموخ، هذا الشموخ المتمثل في عزة النفس التي يشكل الاتحاد الاشتراكي امتدادا لها.
كما قدم الكاتب الأول، بنفس المناسبة، تحليلا عميقا للوضع الاقتصادي للبلاد وكذا نقط الضعف التي يعاني منها في عدد من الأصعدة، مقترحا في نفس الصدد عددا من المقترحات الوجيهة للخروج من وضعية الاقتصاد غير المهيكل واقتصاد الريع وانعكاساته على المنتوج المغربي والاقتصاد الوطني، كما دعا الكاتب الأول إلى ضرورة توجيه وتطوير النسيج الاجتماعي والاقتصادي والمقاولاتي وتأطيرها من طرف الدولة ومساعدتها.
وبالموازاة مع ذلك أكد الكاتب الأول على دعم الاستثمار الداخلي وجلب الاستثمار الخارجي من أجل خلق فرص الشغل والمساهمة في التنمية المستدامة بالبلاد، مشددا كذلك على دعم الانفتاح الاقتصادي والاستثمار في إفريقيا في إطار تطوير العلاقات الدولية للمغرب مع دول إفريقيا في إطار الشراكة الاستراتيجية التي نهجها جلالة الملك.
أما على المستوى السياسي، فقد أبرز الكاتب الأول للحزب، أن انتقاد كيفية تكون الأغلبية بعد نتائج الانتخابات الأخيرة، ووصف الوضع السياسي والتحالف الثلاثي بالتغول السياسي كان بغرض التأكيد على أن التغيير والتناوب الجديد الذي كان شعارا سياسيا رفعناه، تحول إلى انزلاق سياسي غير محسوب العواقب.
وذكر الكاتب الأول للحزب بأسلوب الهيمنة والإقصاء ضدا على نتائج صناديق الاقتراع التي أفرزت تناوبا جديدا ووضعت حدا حاسما للهيمنة السياسية التي كانت سائدة قبل الاستحقاقات الوطنية، مبرزا أن هذه الأغلبية المكونة الجديدة سارت في منطق هيمنة سياسية جديدة. متسائلا في هذا الإطار “هل نرضى أن تتآكل ديمقراطيتنا؟ طبعا لن نغض الطرف عن هذا الانزلاق المقلق”.
وأشار الكاتب الأول للحزب إلى أن النجاعة السياسية لا تقاس بعدد المقاعد بل بالقدرة على الفعل السياسي والمبادرة السياسية والقوة الاقتراحية، ونقل البلاد إلى محطة النجاح التنموي وتحقيق النمو الاقتصادي والرفاه الاجتماعي.
وبخصوص هذا الانزلاق السياسي الثلاثي المتغول، سجل الكاتب الأول للحزب، على أن هؤلاء قد أعادوا النظر في التوافق السياسي الذي رسخناه منذ 25 سنة، المتسم بالمشاركة السياسية والحفاظ على التعددية الحزبية والديمقراطية التشاركية.
أما على المستوى الحزبي والتنظيمي، فقد أشار الكاتب الأول للحزب، إلى أن القيادة الحزبية عملت على الاستمرار في تحصين الأداة الحزبية وتقويتها وتأهيلها لخوض الاستحقاقات الوطنية، ملفتا النظر إلى أن الحزب عرف، سابقا، نوعا من الانسداد التنظيمي الذي استمر منذ سنوات عديدة بعد المشاركة الحكومية في حكومة التناوب التوافقي والمواجهة المجتمعية مع قوى الإسلام السياسي.
وأبرز الكاتب الأول، أمام أعضاء المجلس الوطني الذين كانوا يتابعون الدورة، أن قيادة الحزب عملت على ترميم الذات الحزبية من خلال مسارين، الأول يتعلق بمسار المصالحة حيث توج باندماج الحزب الاشتراكي الديمقراطي والحزب العمالي والحزب الاشتراكي ورجوع عدد من الفعاليات الاتحادية الغاضبة، ثم المسار الثاني الذي يعكس مسار الانفتاح الذي يجب أن يظل ورشا مفتوحا لتجديد قاعدة الحزب لتصبح أكثر تنوعا، وهذا المسار مكن الحزب من تأسيس فروع جديدة.
وكانت دورة المجلس الوطني تمرينا حقيقيا من الناحية التقنية في مجال التواصل الرقمي عبر المنصة الرسمية والمنشآت الجهوية الداخلية والمنصات الخارجية، حيث لم يسجل أي عطب أو خلل تقني في عمليات التواصل عن بعد، ما يؤشر على ضمان نجاح هذا الرهان التكنولوجي في مجال التواصل الرقمي الذي نجح الاتحاديون في كسبه لعقد مؤتمرهم الوطني الحادي عشر.


الكاتب : مكتب الرباط: عبد الحق الريحاني

  

بتاريخ : 29/01/2022