انعقاد أشغال الدورة الرابعة للجنة المشتركة للتعاون بين المغرب وبوركينا فاسو بمدينة الداخلة

بوركينا فاسو تجدد تأكيد دعمها للوحدة الترابية للمملكة المغرب يؤكد تضامنه الكامل

مع بوركينا فاسو في مساعيها لمكافحة التطرف والإرهاب

 

جددت بوركينا فاسو، الجمعة، التأكيد على دعمها لمبادرة الحكم الذاتي التي تقدم بها المغرب، مشددة على أن هذا المخطط يشكل «الحل الوحيد ذا المصداقية والواقعي» لتسوية النزاع حول الصحراء المغربية.
وفي البيان المشترك الذي توج أشغال الدورة الرابعة للجنة المشتركة للتعاون المنعقدة بالداخلة، برئاسة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج ناصر بوريطة، ونظيرته البوركينابية أوليفيا راجنيويندي روامبا، ذكرت رئيسة الدبلوماسية البوركينابية، أيضا، بدعم بوركينا فاسو «الثابت والمتواصل» للوحدة الترابية للمملكة المغربية.
وأبرزت، في هذا الصدد، أن فتح بوركينا فاسو قنصلية عامة لها بالداخلة، في 23 أكتوبر 2020، يندرج ضمن استمرارية موقفها التاريخي.
كما نوهت الوزيرة البوركينابية بجهود منظمة الأمم المتحدة كإطار حصري وتوافقي للتوصل إلى حل واقعي وعملي ودائم للنزاع الإقليمي حول الصحراء.
وكانت مدينة الداخلة قد احتضنت يوم الجمعة بالداخلة، أشغال الدورة الرابعة للجنة المشتركة للتعاون بين المغرب وبوركينا فاسو.
وأكد بوريطة، في كلمة بالمناسبة، أن الدورة الرابعة للجنة المشتركة للتعاون بين المغرب وبوركينا فاسو، التي حالت ظروف دولية ومحلية وصحية دون انعقادها في الموعد المقر، تأتي لتبرهن على متانة وتميز العلاقات بين البلدين، ولتؤكد أن مرور الوقت لم يزد هذه الروابط إلا قوة وصلابة. وأضاف أن انعقاد أشغال هذه الدورة دليل على الحرص المشترك على تكريس دور هذه اللجنة كآلية مهمة لتطوير التعاون بين المغرب وبوركينافاسو، وكذا على الرغبة في تعزيز الإطار القانوني لهذا التعاون وتنويع مجالاته وتوسيعها، بما يضمن المضي نحو إرساء شراكة مثمرة في العديد من المجالات.
وأكد أن المملكة المغربية، التي أدركت دوما أهمية عمقها الإفريقي، ملتزمة بنسج علاقات استثنائية مع دول قارتها الأم، مبرزا في هذا الإطار حرص جلالة الملك على أن تكون أواصر التضامن والتعاون مع الدول الشقيقة بالقارة، من خلال إنجازات ملموسة وخطوات عملية ومشاريع كبرى مهيكلة، هي الموجه الرئيسي لتلك العلاقات.
من جهتها، أكدت وزيرة الشؤون الخارجية لبوركينا فاسو، أوليفيا راجنيويندي روامبا، أن بلادها ترغب في الاستفادة من التجربة المغربية في مجال الأمن ومكافحة الإرهاب.
وقالت راجنيويندي روامبا .. «نرغب في تعزيز قدرات فاعلينا المحليين في مجال الأمن والاستفادة من التجربة المغربية في هذا المجال، من خلال التعاون وتبادل الوفود».
وأبرزت أن المغرب يعد مرجعا في المجال الأمني، مضيفة أن المملكة المغربية وبوركينا فاسو وقعتا عدة اتفاقيات ثنائية تهم مجالات ذات أولوية ورفيعة المستوى بما يعود بالنفع على الشعبين.
وعلاوة على ذلك، أشادت الوزيرة البوركينابية بالجهود التي تبذلها المملكة المغربية لفائدة السلام والأمن في بوركينا فاسو وفي منطقة غرب إفريقيا عموما، مشيرة إلى أن بلادها ستستمر في الاستفادة من مواكبة المملكة المغربية، لا سيما في التنفيذ الفعال لخطة العمل من أجل الاستقرار والتنمية التي تم اعتمادها في يناير 2023.
وتوجت أشغال هذه الدورة، بالتوقيع على 12 اتفاقية، تشمل عددا من مجالات التعاون الثنائي.
وفي البيان المشترك الذي صدر عقب هذه الدورة، أعرب البلدان، مجددا، عن إرادتهما المشتركة في جعل شراكتهما نموذجا للتعاون جنوب-جنوب والبين-إفريقي.
ورحب الجانبان بوتيرة التعاون الثنائي المثمر والمتواصل الذي يعود بالمنفعة على البلدين، فضلا عن آفاق تنويع وتوطيد هذه الشراكة في قطاعات واعدة على غرار الأمن، والنقل، والتكوين والفلاحة، والأمن الغذائي، والماء، والصحة.
من جهة أخرى، أكد الوزيران على الاهتمام الذي يوليه قائدا البلدين لتطوير العلاقات الاقتصادية بين البلدين الشقيقين في إطار استراتيجية شراكة جديدة.
وفي هذا الإطار، عبر بوريطة عن استعداد المملكة المغربية للمساهمة في جهود التنمية الاقتصادية والاجتماعية لبوركينا فاسو.
كما أعرب عن تضامن المغرب الكامل مع بوركينا فاسو في مساعيها الدؤوبة لمكافحة آفتي التطرف والإرهاب، واجتثاث جذورهما من البلاد.
وأكد بوريطة، خلال ندوة صحافية مشتركة مع نظيرته البوركينابية أوليفيا راغناجنيويندي روامبا، إدانة المغرب وشجبه الشديد للاعتداءات الجبانة التي يتعرض لها هذا البلد الشقيق، والتي تنافي ما اشتهر عن «أرض الناس الشرفاء» من تسامح وتعايش، اعتبر دوما مثالا يحتذى به.
وأوضح أن الوضع الذي تمر به بوركينا فاسو يرتبط ارتباطا وثيقا بعدم الاستقرار المتفشي في منطقة الساحل والصحراء، حيث وجدت الجماعات المسلحة والإرهابية ظروفا مواتية في هذه المنطقة لتعزيز وجودها، مسجلا في هذا الإطار أن أكثر من 60 في المائة من العمليات الإرهابية في العالم ترتكب في منطقة إفريقيا جنوب الصحراء. وأضاف أن عدد ضحايا العمليات الإرهابية في هذه المنطقة يفوق ضحايا العمليات الإرهابية في منطقتي الشرق الأوسط وجنوب شرق آسيا مجتمعتين.
وتابع قائلا: «اليوم هناك على الأقل 12 مجموعة إرهابية تنشط في منطقة الساحل والصحراء، وتدخل في تحالفات مع 19 جماعة انفصالية تهدد الوحدة الترابية للدول الإفريقية»، مؤكدا أن ظاهرة تغلغل الإرهاب في إفريقيا هي ظاهرة عامة. وأشار إلى أن بوركينا فاسو، التي وجدت نفسها في الواجهة، تحتاج إلى الدعم والمساندة لأن مكافحة الإرهاب في هذا البلد سيكون لها أثر في كل منطقة الساحل وغرب إفريقيا.
وسجل أن المملكة، التي جعلت مكافحة التطرف ومواجهة الإرهاب في مقدمة أولوياتها، ما فتئت تدعو المجتمع الدولي إلى إيلاء مواجهة هذه الآفة الأهمية التي تستحقها، وذلك بدعم ومساندة التدابير والإجراءات المتخذة من طرف الدول الإفريقية التي تواجه هذه الآفة، وفق مقاربة شاملة ومبتكرة ترسي الصلة بين العمل الإنساني والتنمية وبناء السلام، بغرض معالجة الأسباب العميقة لظاهرة الإرهاب والتطرف العنيف.
وقال بوريطة إن المغرب يتابع بارتياح تطور المسلسل الانتقالي في بوركينا فاسو، ولديه ثقة كاملة في قدرة القيادة البوركينابية على التعامل مع كل المستجدات بحكمة وبتغليب المصلحة الوطنية العليا، مؤكدا أن ما قام به فخامة الرئيس ابراهيم تراوري خلال الأشهر الأخيرة مهم لتعزيز الاستقرار وإعادة إطلاق مسلسل التنمية في هذا البلد الشقيق.
وبعد أن أبرز أن المسلسل الانتقالي يسير في الطريق الصحيح، أكد بوريطة أن المغرب يرى دائما أن الانتخابات ليست غاية في حد ذاتها وإنما تنظم من أجل تحقيق الاستقرار، وبالتالي يجب تهيئة الظروف المناسبة لها، مشددا على أنه «لا معنى لتنظيم انتخابات في ظل غياب الأمن واستمرار الهجمات»، وبالتالي فإن التعامل الحكيم الذي أبدته السلطات البوركينابية هو مصدر ارتياح بالنسبة للمملكة المغربية التي تعبر مرة أخرى عن تضامنها المطلق مع بوركينا فاسو في هذه المرحلة.


بتاريخ : 13/06/2023