انعقاد الدورة الأولى للحوار الاستراتيجي بين المغرب وألمانيا .. ألمانيا تعتبر المخطط المغربي للحكم الذاتي أساسا جيدا لحل نهائي

أكدت وزيرة الشؤون الخارجية لجمهورية ألمانيا الاتحادية، أنالينا بيربوك، الجمعة ببرلين، أن ألمانيا تعتبر المخطط المغربي للحكم الذاتي «قاعدة جيدة وأساسا جيدا جدا من أجل التسوية النهائية» للنزاع حول الصحراء المغربية.
وأبرزت بيربوك، في ندوة صحفية عقدت عقب أشغال الدورة الأولى للحوار الاستراتيجي الثنائي بين المغرب وألمانيا، التي ترأستها بشكل مشترك مع وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، وجاهة المبادرة المغربية للحكم الذاتي.
كما جددت التأكيد على دعمها للجهود الأممية الرامية للتوصل إلى حل سياسي لنزاع الصحراء.
وعقد ناصر بوريطة، ونظيرته الألمانية أنالينا بيربوك، الجمعة ببرلين، الدورة الأولى للحوار الاستراتيجي متعدد الأبعاد، طبقا لما تم الاتفاق عليه في الإعلان المغربي-الألماني الصادر في 25 غشت 2022.
وفي أعقاب الدورة الأولى من هذا الحوار، أكد الوزيران مجددا اهتمامهما المشترك بمواصلة تنفيذ الإعلان المشترك وتعزيز الشراكة متعددة الأوجه في كافة المجالات السياسية.
كما جددا الإعراب عن رغبتهما في مواصلة تطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية الثنائية وشجعا الفاعلين الاقتصاديين في هذا الشأن. مبرزين الإمكانات الاستثمارية الكبرى التي يتمتع بها المغرب، والتي يكرسها الميثاق المغربي للاستثمار.
وبخصوص التعاون في مجال الهجرة، عبر الوزيران عن دعمهما لعمل المجموعة الثنائية المشتركة للهجرة التي عقدت دورتها الافتتاحية في 23 يناير 2024، كما نوها باجتماعات العمل المنتظمة.
واتفق الطرفان على أن الحد من الهجرة غير الشرعية يشكل تحديا مشتركا ويتطلب نهجا شاملا يضمن المعايير الدولية لحقوق الإنسان، وعلى مواصلة تحسين تنقل المهنيين، والهجرة القانونية، والعودة، وإعادة القبول، وإعادة الإدماج.
وفي مجال التعاون الأمني، رحب الوزيران بالإعلان المشترك الذي وقعه وزيرا الداخلية في 31 أكتوبر 2023، والرامي إلى استئناف التعاون في كافة مجالات السياسة الداخلية.
وشدد الوزيران على طموحهما المشترك إزاء تعميق الحوار في مواجهة الإرهاب والتحديات الأمنية الأخرى بشكل مشترك، لاسيما في إطار التحالف العالمي ضد «داعش» والمنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب.
وسجلا في هذا الصدد، التعاون الناجح في مجالات سياسة المناخ والتنوع البيولوجي والطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر، والذي سيتم تكثيفه على المستوى الاستراتيجي.
واتفق بوريطة وبيربوك على تعزيز التعاون الثنائي في المجالين الثقافي والأكاديمي وتعزيز العلاقات بين الشعبين.
كما ركزا بشكل خاص على تعزيز السلام والأمن الإقليميين والدوليين، فضلا عن تعزيز المؤسسات متعددة الأطراف.
من جهة أخرى، أكد الإعلان المشترك أن ألمانيا تتابع عن كثب المبادرات التي أطلقها جلالة الملك محمد السادس تجاه إفريقيا، لاسيما المبادرة الملكية لتعزيز ولوج دول الساحل إلى المحيط الأطلسي.
كما أشادت ألمانيا بالدور والمساهمة النشطة والبناءة التي يقدمها المغرب، تحت قيادة جلالة الملك محمد السادس، لصالح السلام والاستقرار بالمنطقة، مجددة تأكيدها على أن المملكة شريك أساسي للاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي وألمانيا في إفريقيا وحلقة وصل جوهرية بين الشمال والجنوب.
كما أشادت ألمانيا بالإصلاحات التي يقوم بها المغرب، بقيادة جلالة الملك محمد السادس، من أجل مجتمع واقتصاد مغربيين أكثر انفتاحا ودينامية.
كما نوهت ألمانيا في هذا الإعلان بالدور والمساهمة النشطة والبناءة للمغرب، تحت قيادة جلالة الملك، في سبيل السلام والاستقرار بالمنطقة.
وفي هذا الصدد، جددت برلين التأكيد على رؤية ألمانيا للمغرب كشريك أساسي للاتحاد الأوروبي، وحلف شمال الأطلسي وألمانيا في إفريقيا، وحلقة وصل حاسمة بين الشمال والجنوب.
كما وقع المغرب وألمانيا إعلانا يهدف إلى تأسيس تحالف مشترك من أجل المناخ والطاقة بهدف تعزيز التعاون الثنائي في مجال حماية المناخ والتحول الطاقي. ويروم الإعلان، الموقع من طرف ناصر بوريطة، والوزيرة الاتحادية الألمانية للتعاون الاقتصادي والتنمية، سفينيا شولز، وكاتب الدولة البرلماني لدى الوزير الاتحادي للشؤون الاقتصادية وحماية المناخ، ستيفان فينزل، إقامة تعاون متزايد في مجال التكيف مع المناخ وتطوير الطاقات المتجددة وإنتاج الهيدروجين الأخضر.
ومن خلال هذه الشراكة، التي تم إبرامها بحضور سفيرة جلالة الملك بألمانيا، زهور العلوي، يعمق البلدان تعاونهما في تطوير صناعة الهيدروجين الأخضر وتجارة الكهرباء وإزالة الكربون والتكيف مع المناخ وتكوين المهارات.
وذكر بيان صادر عن الوزارتين الفيدراليتين الألمانيتين للتعاون الاقتصادي والتنمية، والاقتصاد وحماية المناخ، أن «المغرب يتمتع بظروف ممتازة لتوليد الكهرباء من الرياح والشمس، والتي يمكن من خلالها تغطية احتياجات اقتصاده، وفي المستقبل، البدء أيضا في تصدير الهيدروجين الأخضر إلى ألمانيا».
وأضاف المصدر أن المغرب وألمانيا يمكنهما أن يستفيدا من تجربة غنية من خلال العمل معا، لاسيما في مجال استخدام طاقة الرياح والطاقة الشمسية، مسجلا أن الوزارة الاتحادية الألمانية للتعاون الاقتصادي والتنمية قدمت دعمها لبناء أكبر محطة للطاقة الشمسية الحرارية في العالم بورزازات، والتي توفر الكهرباء لنحو 1.3 مليون شخص.
وأشار البيان إلى أن «الشروع في إنتاج الهيدروجين الأخضر هو الخطوة القادمة بالنسبة للمغرب»، مبرزا أن محطات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح تسمح بالتنفيذ على نطاق واسع وبالتالي الإنتاج المستدام للهيدروجين الأخضر على نطاق صناعي وتطوير القطاعات الاقتصادية الخضراء.
وأضاف أن ألمانيا تشارك بالفعل في بناء أول مصنع مرجعي لإنتاج الهيدروجين الأخضر في المغرب، والذي من المنتظر إنجازه خلال السنوات المقبلة.
وأوضح المصدر أن المصنع سينتج حوالي 10 آلاف طن من الهيدروجين سنويا، وهو ما يكفي لإنتاج 50 ألف طن من الفولاذ الأخضر، مؤكدا أن هذا المشروع يهدف أيضا إلى أن يكون بمثابة مشروع مرجعي لربحية إنتاج الهيدروجين الأخضر في إفريقيا وتعزيز ثقة مستثمري القطاع الخاص في المغرب.
وسيتم الإعلان عن استثمارات أخرى على أساس التحالف المغربي-الألماني الجديد للمناخ والطاقة، وفقا للبيان ذاته.
ومعلوم أن الحوار الاستراتيجي متعدد الأبعاد يعقد مرة كل سنتين، بالتناوب بين المملكة المغربية وجمهورية ألمانيا الاتحادية، ويترأسه وزيرا خارجية البلدين.
ويستند هذا الحوار الاستراتيجي على القيم المشتركة والاحترام المتبادل بهدف إرساء مبادئ ودعائم العلاقات بين المغرب وألمانيا، وتحديد الأسس التي سيتم وفقها تطوير هذه العلاقات والحفاظ على المصالح ذات الأولوية لكلا الجانبين.
ويعد هذا الحوار أساسا للمضي قدما في العلاقات الثنائية وتعزيز التماسك بين مختلف مجالات التعاون الثنائي.
كما أنه يعتبر منصة للمناقشة والتشاور حول القضايا الاستراتيجية ذات الاهتمام المشترك، بما في ذلك قضايا الأمن والتنمية الإقليمية والدولية.


بتاريخ : 01/07/2024