باحثون مغاربة يطورون مشروعا إيكولوجيا نموذجيا يروم عقلنة استعمال الطاقة في مجال البناء

تمكن فريق من الباحثين بجامعة القاضي عياض بمراكش، من رفع تحد حقيقي يتمثل في إحداث بناية تحترم البيئة، من خلال تطوير مشروع إيكولوجي نموذجي يتوخى منه عقلنة استعمال الطاقة في قطاع البناء.
ووعيا منه بالأهمية التي تكتسيها النجاعة الطاقية كآلية لتقليص استهلاك الطاقة في مجال البناء، الذي يعتبر من بين أهم القطاعات المستهلكة للطاقة بنسبة 25 في المئة على المستوى الوطني، طور المركز الوطني للدراسات والأبحاث حول الماء والطاقة التابع لجامعة القاضي عياض بمراكش هذا المشروع النموذجي، الذي أطلق عليه «كوب 22».
ويقضي هذا المشروع، الذي يندرج في إطار الجهود التي يقوم بها المركز في مجال البحث العلمي بخصوص الطاقات المتجددة والنجاعة الطاقية، ببناء قاعة نموذجية متعددة الاستعمالات بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بمراكش تحترم البعد البيئي والنجاعة الطاقية، من خلال استعمال مواد محلية طبيعية.
وتتمثل مهمة هذه البناية، التي تمتد على مساحة 60 مترا مربعا والممولة من قبل جامعة القاضي عياض بغلاف مالي إجمالي يقدر ب 200 ألف درهم، في إرساء نموذج بيداغوجي متجدد من خلال استعمال مواد محلية غير قابلة للتحول خاصة الحائط والأرضية والسقف وأساس البناية، حيث تتيح الرفع من مستوى النجاعة الطاقية للبناية، وتقليص كلفة الفاتورة الطاقية والمساهمة في التنمية المستدامة.
وحسب مديرة المركز الوطني للدراسات والأبحاث حول الماء والطاقة، والأستاذة بجامعة القاضي عياض بمراكش ليلى ماندي، فإن هذا النموذج المتطور تم إنجازه عبر استعمال مواد محلية طبيعية (الطين، الحجر والقصب)، بحيث يساهم في تقليص حدة انبعاثات الكاربون، مضيفة أن الطين، الذي يعد المادة الأساسية في تشييد هذه القاعة، لديه مميزات تتمثل في امتصاص الرطوبة وارتداد الصوت.
وأضافت ماندي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن قطاع البناء يستهلك الكهرباء بشكل كبير، مما يجعل استعمال المصابيح الاقتصادية واللجوء إلى الكهرباء المنتجة عن طريق الألواح الشمسية يكتسي أهمية كبرى في مجال النجاعة الطاقية، مبرزة أن إدماج الألواح الشمسية في البناء المتعدد الاستعمالات سيمكن هذه البنايات من تحقيق الاكتفاء الذاتي بخصوص استهلاك الطاقة.
وأشارت إلى أن هذا المشروع، المنجز لأول مرة بجامعة القاضي عياض بمراكش، يشكل نموذجا للنجاعة الطاقية بقطاع البناء، ويمكن تعميمه لبناء حجرات دراسية عمومية.
وبعد أن أبرزت أن اللجوء إلى أنظمة التبريد التقليدية في قطاع البناء يساهم بشكل كبير في الرفع من انبعاثات الكاربون، قالت المتحدثة إن تصميم البناء وتوجيهه واختيار المواد الطبيعية المحلية في البناء وإدماج أنظمة إيجابية للتبريد والتسخين، من شأنها ضمان ظروف جيدة داخل هذه البنايات وبالتالي تقليص استهلاك الطاقة بها.
ومن شأن هذا المشروع، المنجز بمبادرة من قبل مجموعة علمية تتكون من باحثين وأساتذة جامعيين بجامعة القاضي عياض بمراكش، أن يكون له وقع إيجابي في ما يرتبط بعقلنة الطاقة في قطاع البناء من خلال مساهمته في تقليص فاتورة استهلاك الكهرباء وحدة انبعاثات الكاربون إسهاما في الجهود المبذولة من أجل حماية البيئة.
و م ع


بتاريخ : 29/12/2017