باسم العقل الجماعي الذكوري : اللعب ممنوع عليكن أيتها الفتيات الصغيرات

6نعم اللعب ممنوع على الفتيات الصغيرات في جل المدن المغربية، ولعل المنع مستمر إلى أمد طويل.. يمكن أن يجزم الإنسان بأن
اللعب شبه محرم، أو هو محرم على الأقل في برامج العمل
الجماعية.
نأخذ في المثل مدينة الدار البيضاء، ليس اعتباطا ان نختار هذا
المثال، فالدار البيضاء هي العاصمة الاقتصادية ،وهي عاصمة
المال والأعمال، وهي بذلك عاصمة الحداثة على الورق ،على الأقل ، وفي المتخيل العقلي العام.
هذه المدينة التي نتشدق بها كثيرا، هي بمثابة صحراء قاحلة على
مستوى الترفيه وحدائق الألعاب، ويكفي هنا أن تذكر بأن الدار
البيضاء بطولها وعرضها لا تتوفر إلا على أربع حدائق، يمكن
اعتبارها حدائق مؤمنة إلى حد ما وهي حديقة الجامعة العربية التي تركها الاستعمار الفرنسي، تمتد على مساحة 30 هكتارا، تليها
حديقة نيرشور بمنطقة سيدي معروف مساحتها تصل إلى 5
هكتارات، وحديقة الإيسيسكو المعروفة «بمردوخ» تركها الاستعمار أيضا وتصل مساحتها إلى 4 هكتارات ،بالإضافة إلى حديقة
فلسطين المتواجدة قرب محطة القطار المسافرين، بحوالي هكتار ونصف وهي مساحة أيضا كانت متواجدة منذ الاحتلال الفرنسي،
وتنضاف اليها حدائق اخرى ولا تتعدى المساحة الاجمالية للمساحات الخضراء عموما ل 5 ملايين نسمة هي أمام حوالي 400 هكتارا من العشب الأخضر.
أما على مستوى حدائق الألعاب، فأعتقد أن جيلي هو آخر جيل
حضي بألعاب في الدار البيضاء قبل إقفال حديقة الألعاب ياسمينة
وبعد أن تحولت سندباد إلى ما تحولت إليه، أي أننا أمام أجيال لم
تحض بألعاب الترفيه في هذه المدينة، وأعتقد أن أيام السيرك
الشعبي كانت أفضل من نظام وحدة المدينة ومن شركات التنمية
المحلية وكل التسميات والفيترينات المحدثة على مستوى التدبير
الجماعي، كم كان ذلك السيرك الشعبي رائعا، ويسد فراغا كبيرا
فيما يخص الترفيه، كنت تتمتع بالرأس المقطوع والألعاب السحرية والفرجة، وكل  ما يمكنك أن تتخير من انواع الالعاب وهي ألعاب صالحة لكل الأطفال دون تمييز بين ذكر وأنثى.
أناس من أبناء الشعب لا يتأبطون أي تكوين أكاديمي وبدون أي رأسمال و بدون شركة براقة، وبدون دراسة نفسية، كانوا يرفهون عن أنفس الساكنة وناجحون في هذا الترفيه ومع ذلك كانت مصيبتهم مصيبة مع القايد و المقدم
في ذلك الوقت، جماعة ومقاطعات بمهندسين وأطر وعلماء في
الكلام والخطب السياسية، وكتبة كبار في برامج الأحزاب السياسية، وشركات تنمية بمدراء، رؤوسهم في السماء العالية، بأجور تتعثر معها آلة الحساب، حين تطل على برامج تهييئته لخدمة ألعاب
الشباب، لن تجد إلا، ملاعب القرب ملاعب القرب، ملاعب القرب…حتى تعتقد أن الكلمتين هي عقوبة طلب منهم تدوينها في كل تلك الحواسيب وصناديق الورقة، التي تمتلئ بها خزائن الجماعة
والمقاطعات ورفوف هذه الشركات.
وما هي ملاعب القرب هذه، ما هي إلا ملاعب لكرة القدم، وكأن
ليس لأبناء هذا الوطن الحق في ممارسة أي رياضة أخرى، فلم
يسبق أ ن سمعنا عن ملاعب القرب للغولف أو التنس و مسابح
القرب لممارسة الرياضات المائية وغيرها، إذ على من له هذه الهوايات أن يكبت موهبته هذه إلى حين أن يجود الله عليه
«بشي حركة» الى بلاد العجم ، في سن صغيرة، الادهى والأنكى والمخجل، أن حتى ملاعب
بعض الرياضات ككرة السلة وكرة اليد والكرة الطائرة والكرة الحديدية قد اندثرت
تماما من جل الأحياء.
وحتى ملاعب القرب الخاصة بكرة القدم فلن تلجها إلا إذا كنت على معرفة بجمعية لها معرفة بمستشار أو رئيس منتخب.
الحق في اللعب أضحى بدوره انتخابيا، ولعمري لهو اندحار كبير
بلغته المدن المغربية في القرن الواحد والعشرين.
أمام عنوان
الاندحار في حق اللعب، فلن تجد وسط غابة أولئك المسؤولين الذين ذكرت من فكر في ملاعب للفتيات الصغيرات، فليس في تخيلهم
أي ناقوس يذكرهم أنهم بصدد مدينة أرادتها الدولة أن تناطح
عواصم العالم الحديث.
أما ابناؤنا من ذوي الاحتياجات الخاصة، فليس لهم من حق الا واجب التسجيل في الإحصاء ..والله المستعان.


الكاتب : العربي رياض

  

بتاريخ : 26/02/2021