«باعزيزي»: وداعا سكر الشاي وضحكة الخشبة

غادرنا إلى دار البقاء، مساء أول أمس الأربعاء، الفنان المغربي بوجمعة أوجود، الشهير بلقب «با عزيزي»، بعد معاناة طويلة مع المرض.
وكانت نوال أوجود، نجلة «با عزيزي»، قد كشفت، في الأيام القليلة الماضية، أن والدها يمر من وعكة صحية صعبة جدا بسبب معاناته مع مرض فقر الدم الحاد، ألزمته الدخول إلى إحدى المصحات الخاصة بالدار البيضاء.
يذكر أن الراحل المنحدر من حاحا بالصويرة، من مواليد المدينة القديمة بالدار البيضاء سنة 1940، ولج عالم المسرح بالاشتغال مع البشير لعلج وبوشعيب البيضاوي وعبد الرحمان الصويري، وحقق شهرة واسعة منذ الستينات عقب ظهوره في مجموعة من العروض المسرحية والأعمال التلفزيونية، كما جسد في فترة شبابه أدوارا فكاهية أمام الملك الراحل محمد الخامس. كما اشتهر بوجمعة أوجود، بإعداد الشاي في الاحتفالات الرسمية والوطنية، وهو من الأسماء التي بصمت اسمها في المسرح.
ارتبطت أدواره الأولى على خشبة المسرح بدور»الخادم»، ومنه أطلق عليه لقب «عزيزي» ، لكن حين مثوله إحدى المرات أمام الملك الراحل الحسن الثاني في قصره الصيفي بإفران، طلب منه إجراء تعديل على اسمه الفني بإضافة «با» على كلمة «عزيزي».
بعد مشاركته في المسيرة الخضراء لتحرير الصحراء المغربية سنة 1975، حظي «باعزيزي» الى جانب عدد من المشاركين، باستقبال في مقر عمالة الدار البيضاء فاقترح عليه مولاي مصطفى العلوي العامل السابق على المدينة أن يعمل ضمن أعوان السلطة، فرحب بالفكرة قبل أن يكتشف أن المهمة التي أوكلت إليه، ستحوله من فنان إلى «مقدم» للحي، وسلمته العمالة حينها دراجة نارية لمساعدته على تنقلاته بين مختلف دروب الحي، إلا أنه سرعان ما قدم استقالته حين أحس أنه بدأ يفقد مكانته الاعتبارية كفنان.. وحين سأله القائد عن سر الاستقالة أجابه بدون تردد «لا يمكن أن أوزع الشهادات الإدارية صباحا وأمثل مساء، أريد أن تبقى صورة الفنان حاضرة في نفوس المواطنين لا صورة «مقدم» أو «شيخ».


بتاريخ : 05/01/2024