بالتزامن مع مبادرة نظمها المركز الاستشفائي الجامعي ابن رشد .. مرضى، حوامل وضحايا حوادث مختلفة في خطر بسبب الخصاص في الدم

تشير الأرقام والإحصائيات الرسمية إلى أن عدد حوادث السير يرتفع بشكل كبير خلال فترة العطلة الصيفية تزامنا وتصاعد وتيرة السير والجولان على امتداد تراب المملكة، مما يجعل العديد من المصابين في حاجة إلى الدم الذي يصبح عملة «مفقودة» نظرا لكثرة الطلب عليه، في الوقت الذي يتم فيه تسجيل تراجع ملحوظ في أعداد المتبرعين، مما يشكل تهديدا لحياة من هم في حاجة إلى الدماء.
هذا الوضع يجعل العديد من الفاعلين الصحيين والمدنيين يناشدون المواطنين والمواطنات للتبرع بالدماء أينما تواجدوا، سواء على مستوى المراكز الجهوية لتحاقن الدم أو بالإقبال على الوحدات المتنقلة أو التوجه إلى حيث تبرمج حملات التبرع التي يتم تنظيمها في عدد من النقاط، بما في ذلك على مستوى الشارع العام. وإلى جانب المصابين في حوادث السير فإن هناك حالات صحية استعجالية جراء حوادث مختلفة أو أمراض معينة أو بفعل ولوج المركبات الجراحية للقيام بتدخل جراحي معين أو للولادة تكون كلها هي الأخرى في حاجة إلى الدم الذي يعتبر مادة حيوية من أجل إنقاذ الأرواح، هاته الأخيرة التي لايمكن توفيرها إلا من خلال متبرعين، خاصة الدائمين منهم والذين يقومون بهاته الخطوة الإنسانية بشكل منتظم وفقا لجدولة زمنية على امتداد السنة.
ولأن ثقافة التبرع بالدم لا تزال تعتريها العديد من الصعوبات المتعلقة بسوء الفهم وبالتخوف والكثير من علامات الاستفهام المبهمة والغامضة والتي قد لا يكون لها أي أساس من الصحة، فإن الفاعلين في المجال يشددون على ضرورة الرفع من مستوى الوعي الجماعي بأهمية التبرع بالدم، إذ لا تزال بلادنا لم تصل إلى المعدل السنوي الذي توصي به منظمة الصحة العالمية المتمثل في نسبة 3 في المئة من المتبرعين من مجموع مواطني كل بلد، مما يدفع عددا من الغيورين على صحة المواطنين لتنفيذ حملات كلما سمحت الظروف بذلك على مستوى المساجد ومؤسسات عمومية وإدارية، كما هو الحال بالنسبة لمصالح الأمن الوطني، على سبيل المثال لا الحصر، إضافة إلى جمعيات محبي فرق رياضية وإلتراتها، كما هو الشأن بالنسبة لجماهير الوداد والرجاء البيضاويين، نموذجا، وغيرهم لكي يتواصل تدفق الدماء في شرايين من هم في حاجة إليها.
مبادرات إنسانية نبيلة تنخرط فيها كذلك عدد من المؤسسات الصحية كما هو الحال بالنسبة لحملة التبرع الثالثة التي قامت بها مصالح المركز الاستشفائي الجامعي ابن رشد في الدارالبيضاء، خلال الفترة ما بين 10 و 13 يونيو، استعدادا للتعامل مع فترة العطلة التي تنطلق عند البعض منتصف شهر يونيو وقد تمتد عند البعض الآخر إلى غاية شتنبر وربما حتى أكتوبر. هاته الحملة عرفت تطوع 779 شخصا من مهنيي الصحة بهذا المرفق الصحي، وتم تسجيل 454 تبرعا بالدم، جاء في مقدمة المتبرعين على مستوى المصالح ما عرفته مصلحة استقبال المستعجلات، متبوعة بمصلحة مستعجلات الجراحة الباطنية، فمصلحة الإنعاش بالمستعجلات الجراحية، ثم مصلحة الجراحة الباطنية، وأخيرا مصلحة أمراض الكلي. وكان المركز قد أشاد بجهود كل العاملين والتقنيين والإداريين، إلى جانب الممرضين والأساتذة والطلبة والمتدربين، ومعهم زوار المركز الذين انخرطوا في إنجاح المبادرة للسنة الثالثة على التوالي.
هذا وتتوصل العديد من المراكز الجهوية لتحاقن الدم، خاصة في جهة كالدارالبيضاء سطات نموذجا، بحوالي 300 طلب على الدم كمعدل في اليوم الواحد، وهو رقم يرتفع في عدد من الحالات، وهو ما يبين حجم التحدي وسبب الصعوبات التي تعترض حصول المرضى وأسرهم على أكياس الدم التي يطلبونها، بالنظر إلى عدم توفر مخزون كافٍ، الأمر الذي يستدعي تكثيف كل الجهود لكي يصبح التبرع بالدم ثقافة قارة ومنتظمة عند المغاربة.


الكاتب : وحيد مبارك

  

بتاريخ : 31/07/2025