بالسوق الأسبوعي «الأحد» بالرشيدية ..ترويج «أدوية» باسم «الطب البديل» يثير القلق ومطالب باستعجالية تدخل الجهات المسؤولة

تلعب الأسواق الأسبوعية في مختلف الجهات دورا حيويا بالنسبة للساكنة المحلية، وتعتبر مقصدا دائما لساكنة الأرياف وكذا المدن القريبة. وهي مناسبة للبيع والشراء، وقضاء الأغراض بشتى أنواعها، وموعد للتلاقي بين القرويين، وبشكل عام تتم إقامة هذه الأسواق في أيام معينة من كل أسبوع، إلا أنه، في السنوات الأخيرة، بدأت مجموعة منها تعرف ظهور العديد من الظواهر السلبية التي تزعج مرتادي مثل هذه الأسواق. علما بأن هذه الفضاءات تشكل مورد رزق لفئة عريضة من المجتمع، ولا يمكن الاستغناء عنها لِـما تخلقه من رواج اقتصادي هام.
وفي هذا السياق، يلاحظ الزائر للسوق الأسبوعي ليوم «الأحد» بالرشيدية، تعالي الأصوات المنبعثة من مكبرات الصوت التي يستعملها العشرات من الباعة الذين يتفننون في تشنيف آذان المتسوقين بوصلات إشهارية لبضاعتهم. واللافت أن تسمع من خلال هذه المكبرات دروسا في» الطب» والشعوذة والسحر والجنس… هؤلاء «الأطباء» نصبوا طاولاتٍ أنيقة أمام سياراتهم ، واضعين عليها علبًا تحوي أعشابًا وحبوبًا بعضها ذات أصول محلية، وأخرى ذات أصول خليجية وصينية او مجهولة المصدر… يروجون ل «سلعهم «بلغة مغرية، «ويطلقون عليها أوصافًا سحرية. يتحدثون عبر مكبرات الصوت باأساليب مختارة، مستدلين احيانا بآيات قرآنية واحاديث نبوية لاستمالة أكبر عدد ممكن من الزبائن – الضحايا» تقول مصادر من عين المكان ، مضيفة أن بعض هؤلاء «لا يترددون في القسم بأغلظ الإيمان أن لديهم وصفات لعلاج جميع الامراض والأعراض»، بما فيها تلك التي وقف الطب الحديث عاجزا أمامها، عندهم «أدوية لعلاج العقم والسرطان وآلام المعدة والعظام وضعف البصر والسمع والمتانة وآلام الفم والأسنان وآلام الدورة الشهرية والأمراض الجلدية والأعصاب والكلي والضعف الجنسي…»؟
وحسب المصادر ذاتها، فإن بعض هؤلاء «يركزون أساسا على الضعف الجنسي ويستعملون لذلك مفردات من القاموس الاباحي على مسمع من الكبار والصغار ومن الأمهات والآباء والأبناء»، مبررين ذلك بعبارة «لا حياء في الدين». «إن هؤلاء – وفق زعمهم – يتوفرون على دواء لكل داء يمكن ان يصيب جسم الإنسان». «ولا يقف الامر عند هذا الحد، بل إن «طبيب السوق» يضع رهن اشارة زبنائه، ممن تنطلي عليهم حيل الدجل والنصب، إمكانية تجريب دوائه في عين المكان، ويمدونهم بجرعات من محلولات مختلفة الألوان من زجاجات مفتوحة، ويضعون مراهم او قطرات في أعين وآذان «مرضاهم» ويتحدونهم ان يصرحوا بأنها لم تحدث لهم أي مفعول « تتابع المصادر نفسها.
«إنها مسلكيات خطيرة تسود في سوق الاحد بالرشيدية وغيره من الأسواق الأسبوعية، تهدد صحة المواطنين بأوخم العواقب، علما بأن عددا من سكان المناطق القروية، وتحت وطأة الهشاشة والفقر المدقع يستسلمون لإغراءات هؤلاء الباعة، الذين يستغلون نقط ضعفهم وعجزهم عن توفير مصاريف التطبيب بالمستشفى، لإيهامهم بأن «أدويتهم» تساوي الشفاء المضمون لكل الأسقام «تؤكد مصار جمعوية، داعية الجهات المسؤولة إلى التدخل قبل فوات الأوان».


الكاتب : فجر مبارك

  

بتاريخ : 15/02/2023