بالنفوذ الترابي للخميسات ..معالم أثرية منسية تسائل الجهات المسؤولة ومطالب باستعجالية إنقاذها

كان من ضمن برنامج المعرض الجهوي للكتاب المنظم بمدينة الخميسات مابين 4 و10 من الشهر الجاري، ندوة في موضوع «قراءة وصفية تاريخية للمعالم التاريخية بمنطقة الخميسات» من تأطير الأستاذ مولود عشاق، والتي أشارت مداخلاتها إلى «أن معالم أثرية بالخميسات تعاني نضوبا حقيقيا في ظل وجود سحب كثيفة وضباب يحجب معرفة العموم لتاريخها»، علما بأن «أبحاثا واكتشافات – تعود لسنوات قليلة – كشفت أن دارا بنيت بمنطقة زمور سنة 1815، وهي المعروفة بدار بلغازي، تؤشر على أن هناك معالم أثرية لا يعرفها الكثيرون، من قبيل» إفري نعمرو موسى»، موقع سيدي علال البحراوي، تيغرمت، بالضاحية الشمالية لمدينة الخميسات، قصبة أيت عبو، قرية تامسنا، دار أم السلطان، قنطرة الديك، مواقع المعازيز، الصفاصيف، عين الخميس… آثار بحودران تعود للعهد  السعدي، وقرية فنزارة، هذه الأخيرة التي تحدث عنها كل من «ألبير عياش»، وكذا الرحالة حسن الوزان. كما ورد ذكرها في المصنفات التاريخية بعدة صيغ، مثل الفزارى والفنزارى وفزارة… وهي صيغ لا تجردها من أصلها  الأمازيغي، الدي يفيد معنى «انكر أنزرا»، أي بين الصخور، وقد يكون اسمها يطلق حسب، ليفي بروفنصال، على مكان في الطريق بين سلا و مكناس. كما يطلق على جماعة يظهر أنها انتقلت من هذا المكان واستقرت بسلا منذ عهد المرابطين وقبلها». وبهذا الخصوص تم التساؤل : «فهل تكون «فنزارة» في الأصل إسما لقبيلة بربرية استقرت بهذه الجهة التي كان فيها المكان المعروف بخميس فنزارة؟ وهل خميس فنزارة هو المكان عينه الذي أشار إليه كتابات «البيدق» بالقول:» فاعلم أنه لما خرج المهدي بن تومرت من مكناسة جدبنا السير حتى وصلنا خميس فنزارة، فنزلنا هناك». ثم هل تكون هي المدينة التي قال عنها الرحالة حسن الوزان بأنها «بنيت في سهل جميل من طرف أحد الملوك الموحدين»، على بعد 10 أميال من سلا، وتوجد خارج المدينة بقرب الأسوار سقايات من بناء أبوالحسن المريني، وتعرضت للتخريب على يد أحد ملوك بني مرين؟ وهل تكون كلمة فنزارة تحريف لكلمة فنزرة التي لاتزال معروفة إلى اليوم بتلك الجهة وأطلق اسمها على السد الذي شيد في ثلاثينيات القرن الماضي على وادي بهت، أم أنها هي مدينة تيغرمت الواقعة على ربوة بالقرب من عين سيدي عرجون والتي لا تزال أطلال سورها الوحيد تنبض بالحياة إلى اليوم، بعدما تم الإجهاز على أنقاضها  خلال الفترة الإستعمارية لبناء المرافق الإدارية والدور السكنية بمدينة الخميسات؟ أم أن خميس فنزارة هو على وجه التحديد المكان المعروف بسوق خميس قبليين على بعد بضع أميال شمال الخميسات؟ وهل «بنية الدواوير» التي أشار إليها شارل دوفوكو عام 1883هي نفسها المكان المعروف بخميس فنزارة أم أن خميس فنزارة هي عينها مدينة الخميسات حسب عبدالوهاب بنمنصور، ثم هل خميس فنزارة وتيغرمت وخميس قبليين أسماء لمسمى واحد؟ تساؤلات عديدة طرحتها الندوة تحتاج إلى أبحاث معمقة لتسليط الضوء على عدد من النقط المعتمة.
هذا «وأثبتت التحريات الميدانية وجود قرية محصنة لا تزال آثارها بادية للعيان ،مما يرجح أن تلك الآثار هي بقايا قرية  فنزارة، المعروفة اليوم بالكنزرة، بالكاف المعقودة، ويغلب على الظن أنها القرية التي أشار إليها رومان.»
«وتطرح قبيلة فنزارة، كمكون بشري، إشكالية أصلها الإثني، هل هي عربية تمت بصلة القربى لقبيلة فزارة بن ذبيان من قيس عدنان، ولها أوزاع بمصر والسودان وليبيا والأندلس، وإليها ينسب بيت بني المدبر ،أم هي بربرية تمت بصلة لقبيلة قنصارة البترية التي فقدت كل روابطها القديمة ، أوبالأحرى تلاشى اسمها داخل كيانات قبلية أخرى لأسباب متداخلة…؟».. لتبقى التساؤلات مطروحة في انتظار الكشف عن المزيد من المعطيات التاريخية الموثقة.


الكاتب : علي أورارى

  

بتاريخ : 15/11/2022