بايتاس يفقد أعصابه على الهواء ويحول الحوار إلى تحقيق بوليسي ضد الإعلامي نوفل العواملة

 

لم يتورع مصطفى بايتاس، الناطق الرسمي باسم الحكومة، عن توجيه الاتهام إلى الإعلامي نوفل العواملة في الحلقة الأخيرة للبرنامج الحواري على قناة “ميدي 1 تي في”.
وبانفعال واضح، وجه الوزير كلامه إلى نوفل العواملة، متهما إياه ،ما إن كان ناطقا رسميا باسم شباب جيل “زد”.
العودة إلى حلقة البرنامج تكشف أن فصول المواجهة بدأت حين قال بايتاس بنبرة توحي بالانفتاح “الآن هؤلاء الشباب… بغيت نتوجه لهم ونقوليهم رسالتكم وصلات”، دون أن يوضح مضمون الرسالة أو الجهة التي استقبلتها.
وأضاف أنه “يحتاج إلى سماع مقترحاتهم في مختلف القضايا”، مؤكدا أن “السياسات العمومية ليست قرآنا منزلا”.
لكن الحديث سرعان ما اتخذ منحى آخر، عندما حاول الصحافي نوفل العواملة توجيه الحوار نحو جوهر الموضوع قائلا: “اليوم هناك ملف مطلبي، وهؤلاء الشباب لا يريدون أن تبقى هذه الحكومة…”. هنا قاطعه بايتاس بحدة، وتحولت ملامح وجهه من الهدوء إلى الغضب، وقال بلهجة جافة: “شوف أسيدي، دابا أنا كنسجل بأنك الناطق الرسمي لهم”، في محاولة لتحويل الصحافي من محاور إلى متهم.
نوفل حاول تهدئة الموقف قائلا: “لا… لا، أنا فقط أنقل ما ينشر على المنصات”، لكن بايتاس واصل بنبرة دفاعية: “وباش عرفتي هاد الشي؟ حيت أنا ما وصلنيش هاد الشي…”، مؤكدا أنه غير مطلع على تفاصيل الحراك الشبابي الذي يهز الشارع المغربي منذ أسابيع، مضيفا: “أنا متابع الموضوع لأنه يدخل في اختصاصي، ولكن نهار يكون الملف المطلبي واضحا ويدخل في اختصاصات الحكومة سنتفاعل معه بكل السرعة المطلوبة.”
المشهد، الذي انتشر بسرعة على مواقع التواصل الاجتماعي، اعتبره كثيرون دليلا إضافيا على ارتباك الخطاب الرسمي أمام موجة احتجاجات جيل “زد”، التي أربكت السلطة وأحرجت الحكومة.
فبدل أن يفتح المسؤول حوارا حقيقيا مع الشباب، اختار تحويل سؤال صحفي إلى جلسة تحقيق.
الإعلامية اعتماد سلام علقت على الحادثة قائلة إن أسلوب رد بايتاس على نوفل العواملة ليس بجديد، مشيرة إلى أن الناطق الرسمي كثيرا ما يجيب الصحافيين في اللقاءات الصحفية بأنه لا معلومات لديه أو يتجاهل الأسئلة دون أدنى اعتبار.
ردود الفعل على مواقع التواصل الاجتماعي لم تتأخر، إذ عبر العديد من المغاربة عن استيائهم من أسلوب بايتاس مع الصحافي، معتبرين أن ما جرى انعكاس لعدم احترام الحوار الديمقراطي.
وجاء في إحدى التدوينات: “بايتاس اليوم ما بقا ليه غير يلبس البدلة ديال البوليسي فالبلاطو. هادشي ماشي سياسة، هادي قمع فكري مباشر.”
ونشر حساب آخر مقطع الفيديو المصور للمواجهة مع تعليق: “بايتاس يقمع نوفل العواملة بعد سؤال حول جيل Z”، في حين كتب أحد متابعي “فيسبوك”: “ها الوجه الحقيقي للحكومة… نوفل العواملة يتعرض للتهديد بتهمة التحريض على المباشر من طرف بايتاس.”
هذه التفاعلات تعكس حالة من الاستياء العام تجاه أسلوب التعامل مع الصحافة، وتطرح تساؤلات حول حرية التعبير ودور الإعلام في مراقبة الأداء الحكومي، وتوضح حجم التوتر بين السلطة الحكومية والمجتمع المدني، خصوصا الشباب من جيل “زد”، الذي بدأ يفرض حضوره على الساحة العامة بطريقة غير مسبوقة.


الكاتب : جلال كندالي

  

بتاريخ : 06/10/2025