يعتبر «وادي كيكو» من الوديان التي تدخل في إطار المناطق الرطبة المصنفة التي يجب الحفاظ عليها من التلوث بناء على اتفاقيات «رامسار» الموقعة سنة 1971 ، والتي شكلت إطارا للتعاون الدولي من أجل حماية المناطق الرطبة ومواردها بشكل يحافظ على خصوصياتها الطبيعية والبيئية والايكولوجية.
وقد بدأ «الإجهاز» على واد كيكو – إقليم إفران – قبل سنة 2015، حيث دق أحد مستشاري المعارضة خلال دور استثنائية للمجلس القروي السابق، ناقوس التنبيه من خلال طلب تدخل العامل في الموضوع، ليتم تكليف احد مكاتب الدراسات بإنجاز مشروع محطة للتصفية تفاديا لتلوث النهر والحفاظ على تنوعه البيئي، «غير أن سياسة الارتجال التي اعتمدت أنذاك كنهج تدبيري لشؤون الجماعة، سلكت المنحى السهل ماديا والمكلف بيئيا، بحيث تم توجيه قنوات الصرف الصحي نحو النهر دون اعتبار للآثار البيئية المدمرة للتنوع البيئي على طول مساره، وكذا الانعكاسات الصحية على الساكنة المستفيدة من مياهه سقيا وريا، ناهيك عن الآثار السلبية على قطعان الماشية بالجماعة بسبب شرب المياه الملوثة» تقول مصادر جمعوية.
وقد أثار تدمير الوسط البيئي للنهر استياء عاما بسبب ما آلت إليه وضعيته، بحيث أصبح نهرا ملوثا بسبب عدم الوعي بمخاطر التدمير البيئي وغياب المسؤولية من طرف المجلس السابق الذي لم يعط الاهتمام اللازم للأخطار الناجمة عن قرار «إعدام النهر بيئيا وطبيعيا» والتسبب في العديد من الكوارث الناتجة عن عدم تقدير الآثار المترتبة عن التدمير البيئي، بحيث تم إقبار محضر الدورة الاستثنائية لشهر ماي 2015 برغم إلحاح السلطات الإقليمية لإنجاز محطة التصفية التي ستظل مطلبا أساسيا للساكنة لوقف تلوث النهر، علما بأن رئيس المجلس الحالي أقر بعدم توفر الغلاف المالي لإنجاز المشروع من طرف الجماعة، بالرغم من إيجابية المشروع على أكثر من مستوىن لتبقى معاناة الساكنة على طول وادي كيكو مستمرة إلى أن تحصل القناعة بجدوى الحفاظ على المجال الايكولوجي والبيئي للنهر باعتبار انعكاساته الأساسية على حياة واستقرار ساكنة جماعة تيمحضيت، علما بأن تأسيس (جمعية مناهضة التلوث بالجماعة) سيكون له دور ايجابي في مجال التحسيس بالمخاطر البيئية والترافع من أجل وقف وأد نهر كيكو، خصوصا وأن الأبحاث والدراسات أكدت على أن النهر يتعرض لتدمير وسطه البيئي على مستويات عدة منها: – تلوث الهواء والمحيط – القضاء على مختلف الأحياء المائية (أسماك – سلاحف قشريات ..) – هجرة الطيور والحيوانات إلى مناطق أخرى – انتشار العدوى للأطفال بسبب السباحة في مياه ملوثة – تعرض البهائم وقطعان الماشية إلى العديد من الأمراض- استعمال المياه الملوثة في ري الخضراوات – تعريض الساكنة للإصابة بأمراض بسبب التلوث المائي.
بتيمحضيت .. مياه الصرف الصحي تهدد «وادي كيكو» بالتلوث
![](https://alittihad.info/wp-content/uploads/2019/03/تيميحضيت.jpg)
الكاتب : حسن جبوري
بتاريخ : 04/03/2019