من أم كلثوم إلى فيروز، مرورا بعبد الحليم حافظ، وكثيرين. على بعد نحو ساعة من قلب العاصمة القطرية الدوحة، تصميم بيت «شعر» يتسع لستين ألف شخص، يسمى ملعب البيت، اختاره القطريون لحفل افتتاح بطولة كأس العرب الثلاثاء، للتأكيد على الأصالة.
بالدلة العربية ونقوش السدو التي كانت تز ين خيام العرب قديما، يستقبلك ملعب البيت، ثاني أكبر الملاعب الثمانية التي ستستضيف كأس العالم في قطر العام المقبل.
فعلى المداخل، تجمعت الجماهير من القطريين والمقيمين في البلاد في انتظار الدخول إلى الملعب، قبل نحو ساعتين من بدء الحفل.
انتشر المشجعون الذين يحملون بطاقات «هيا» الإلزامية لدخول الملعب، في المقاعد المخصصة لهم بحسب التذاكر، يحملون في أيديهم مصابيح وزعت عليهم عند الباب.
وفي لحظة، علا صوت في الملعب يطلب من الجماهير إضاءة المصابيح، لتطفأ بعدها الأضواء في الملعب، إيذانا بانطلاق حفل الافتتاح، الذي بدأ بدخول جحا، إحدى الشخصيات الخيالية في التراث الشعبي العربي، وجسده الممثل السوري فايز قزق، وحماره، إلى أرض الملعب، سائلا عن حال العرب، في ما بدا رسائل ضمنية تدعو إلى نبذ التفرقة بين أبناء اللغة الواحدة والمنطقة الواحدة التي تعيش انقسامات عدة.
واستخدم المنظمون الهولوغرام لتجسيد الفنانين الراحلين الكويتي عبدالحسين عبد الرضا والمصري سعيد صالح، لخوض حوار عن أحوال العرب.
واتفق الجميع على أن الموسيقى توحد ولا تفرق، فانطلق الاحتفال بعرض ضوئي لأغاني عربية من أقصى الخليج إلى أقصى المغرب العربي، بحضور فنانين عدة بينهم مغني الراي الجزائري الشاب خالد، والمغنية العراقية رحمة رياض.
بعدها، وتزامنا مع إطلاق الألعاب النارية، افتتح أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني الدورة العاشرة من بطولة كأس العرب، بعد تسع سنوات من التوقف بسبب ازدحام الروزنامة الرياضية بالأحداث واعتذارات كثيرة.
وانطلق حفل الافتتاح الرسمي للبطولة قبيل مباراة قطر، بحضور رؤساء ومسؤولين عرب وأجانب، منهم الرئيسان اللبناني ميشال عون والفلسطيني محمود عباس، ورئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) السويسري جاني إنفانتينو.
وللمرة الأولى تقام كأس العرب تحت مظلة الاتحاد الدولي (فيفا)، بمشاركة ستة عشر منتخبا يتواجهون على ستة من الملاعب المونديالية الثمانية، في نهائيات ستكون بمثابة بروفة مصغ رة لكأس العالم التي تستضيفها الدولة الخليجية الصغيرة الغنية بالغاز في نهاية 2022 للمرة الأولى في الشرق الأوسط والعالم العربي.
ذلك أن الحضور كان متنوعا، فيزداد صياح اللبنانيين مع أغنية لفيروز، والمصريين مع أم كلثوم أو عبد الحليم، فيما تعلو التصفيقات الخليجية على إيقاعات موسيقى بلادهم.
ووسط التلويح بالأعلام من جهة، والهتاف لـ»العنابي» من جهة أخرى، بدا الحضور أوسع من المتوقع.
بحكمة جحا والموسيقى والفن، قطر تعيد الروح لبطولة كأس العرب
بتاريخ : 02/12/2021
اترك تعليقاً