إدريس لشكر يجري مباحثات مع زعماء أحزاب
على هامش المجلس الدولي للأممية الاشتراكي بإسطنبول
بدعم من حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، تم قبول عضوية حركة «صحراويون من أجل السلام»، المناهضة للبوليساريو والداعمة لمقترح الحكم الذاتي المغربي داخل المجلس الدولي للأممية الاشتراكية المنعقد بإسطنبول بتركيا.
هذه الخطوة شكلت ضربة قوية للجبهة التي كانت تعتبر نفسها الممثل الوحيد والشرعي للصحراويين داخل المنظمة، قبل أن يتغير هذا المعطى بشكل جذري بعد الاعتراف الرسمي بـ»صحراويون من أجل السلام» كطرف صحراوي له تمثيلية داخل نفس الإطار الدولي.
وحول هذا التحول الذي لعب حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية دورا مهما فيه، أكد مشيج القرقري، عضو المكتب السياسي للحزب وعضو لجنة الأخلاقيات بالأممية الاشتراكية، بأن مشاركة وفد حركة «صحراويون من أجل السلام» بالمجلس الدولي المنعقد بإسطنبول بعد حصوله على العضوية داخل الأممية الاشتراكية، التي هي أكبر عائلة سياسية على المستوى الدولي، وحضوره مجلسها، وضعت نقطة نهاية لاحتكار ممثلي الجبهة الانفصالية لادّعاء تمثيلية الصحراء.
وأضاف القرقري أن أبرز الدلالات تمثلت في أن نهاية الاحتكار تمثل وتؤشر على بداية طي الملف داخل أروقة الأممية وغيرها من المنظمات في أفق إغلاقه نهائياً، وأن جبهة البوليساريو انكشفت كتنظيم سياسي عسكري، وهو ما يخالف القانون الأساسي للمنظمة الأممية، فيما كانت حركة «صحراويون من أجل السلام» قد استطاعت في ظرف خمس سنوات أن تجعل من عملها السياسي أفقاً محترَما لطيّ الملف والسعي الحثيث نحو مقارعة الطرح الانفصالي.
وضم وفد من حركة «صحراويون من أجل السلام»، شخصيات بارزة من داخل المخيمات الصحراوية والأقاليم الجنوبية المغربية وصحراويي العالم، من بينهم سفير سابق للبوليزاريو في فنزويلا، وهو ما شكل صدمة لقيادة الجبهة، التي سارعت إلى تقديم احتجاج رسمي إلى قيادة الأحزاب الاشتراكية داخل المنظمة، عبرت فيه عن استيائها من وجود ممثل آخر للصحراويين، معلنة بذلك فشلها في اختبار التعددية التي ما فتئت تطالب بها، مدعية أن الحركة ليست سوى «واجهة سياسية» أُنشئت من طرف المغرب بهدف إضعاف الجبهة، هذا الادعاء يتجاهل حقائق واضحة، أبرزها أن الحركة تضم شخصيات صحراوية بارزة كانت في السابق جزءا من البوليساريو نفسها، لكنها اختارت طريقا جديدا يسعى إلى تحقيق حل سياسي يتماشى مع تطلعات أبناء الأقاليم الجنوبية…
وفي محاولتها لإثبات موقفها، لجأت البوليساريو المنهكة داخليا ودوليا إلى أساليب تقليدية، حيث اتهمت الحركة بمحاولة «إرباك» و»تضليل» أعضاء المنظمة الاشتراكية العالمية، مستندة إلى مصدر إعلامي إسباني وحيد يدعم وجهة نظرها، في محاولة لتشويه صورة الحركة الجديدة، غير أن هذه التحركات لم تلق أي صدى لدى القيادات الاشتراكية العالمية والتي اعتبرت أن الحركة تستوفي كل شروط تمثيل الصحراويين داخل الأممية كما أنها مرت من جميع مراحل قبول العضوية.
ويبدو أن هذا التحول السياسي لا يقتصر على مجرد اعتراف منظمة دولية بحركة جديدة، بل يعكس واقعا أوسع يتمثل في تراجع تأثير البوليزاريو على المستوى الدولي، مقابل تنامي حضور المغرب وحلفائه في القارات الثلاث: إفريقيا، أوروبا، وأمريكا اللاتينية، فمع اتساع دائرة المؤيدين لمقترح الحكم الذاتي، الذي يُنظر إليه كحل عملي لإنهاء النزاع، تجد البوليزاريو نفسها أمام تحديات كبيرة في محاولتها الحفاظ على نفوذها السياسي، وتفشل في مواكبة التغيرات داخل المجتمع الصحراوي الذي يشهد اليوم ديناميات جديدة تدفع نحو البحث عن حلول أكثر واقعية، بعيدا عن الشعارات التقليدية التي فقدت بريقها أمام الوقائع السياسية والاقتصادية المتغيرة…
تجدر الإشارة إلى أن الاتحاد الاشتراكي لعب دورا في قبول عضوية هذه الحركة لحظة استضافته لأشغال الأممية الاشتراكية بالمغرب بعد أن تقدمت الحركة بطلبها المقنع والجدي، وانخرط في الضغط في اتجاه إقناع باقي الأحزاب الاشتراكية العضو بالأممية لقبول عضوية الحركة.
وعلى هامش المجلس الدولي للأممية الاشتراكية التقى الكاتب الأول إدريس لشكر، بيدرو سانشيز، الكاتب العام لحزب العمال الاشتراكي الإسباني (PSOE)، ورئيس الحكومة الإسبانية، كما كان له لقاء مع أوزكر أوزيل، زعيم الحزب الشعبي الجمهوري التركي، مجددا تضامن حزب القوات الشعبية مع هذا الحزب في محنته بتركيا جراء اعتقال المرشح الرئاسي وعدد من عمداء المدن الكبرى والكوادر الوطنية. كما كان للكاتب الأول لقاء مع إيزابيل ألليندي isabel Allende ، نائبة رئيس الأممية الاشتراكية وسيناتورة، ابنة الرئيس التشيلي الراحل سلفادور ألليندي، أول رئيس اشتراكي يُنتخب ديمقراطياً في أمريكا اللاتينية.
وشارك إدريس لشكر الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، في المجلس الدولي للأممية الاشتراكية الذي انعقد أيام 23-24-25 ماي الجاري بتركيا، على رأس وفد هام من المكتب السياسي يضم الإخوان السالك الموساوي، مشيج القرقري، والمهدي المزواري، وحنان رحاب الكاتبة الوطنية لمنظمة النساء الاتحاديات، عائشة الكرجي، فدوى الرجواني وميلودة حازب.