المناضلة الاتحادية، المناضلة الاشتراكية، المناضلة الأممية، التي تستحق ألف تحية، ألف تقدير، ألف اعتراف، ألف شكر، هي خولة لشكر، نائبة رئيس الأممية الاشتراكية، على مجهوداتها الخاصة والمتميزة، ضمن مجهودات إخوانها داخل الحزب، لإنجاح أشغال المجلس العالمي الاشتراكي على أرض المملكة المغربية،.
فبمؤتمر الأممية الاشتراكية المنعقد بمدريد 25 و26 و27 نوفمبر 2022، تم انتخاب خولة لشكر، عضو المكتب السياسي لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، لمنصب نائبة رئيس الأممية. وطبعا، لا أحد يجادل في استحقاق خولة لشكر لهذا الموقع الأممي، فلها من الكفاءات الأكاديمية، اللغوية والسياسية ما يؤهلها لقيادة الأممية الاشتراكية. كما أن انتخابها مؤسس على شروط سياسية وذاتية، نذكر منها، أنها مناضلة اتحادية بالتنشئة والتربية، بالقناعة والاختيار، كما أنها عضو للمكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي، فضلا عن كونها كفاءة علمية في السياسة والاقتصاد واللغات، ومناضلة أصيلة، ودينامية فاعلة ومبدعة، وحضور وازن في المنتديات الدولية والتظاهرات السياسية.
لقد تربت خولة في بيت اتحادي، وهي أيضا منتوج تربوي مغربي جيد، أي بنت المدرسة العمومية. حصلت على شهادة الباكالوريا مسلك العلوم الرياضية، وبمعدل عالي جدا أهلها لولوج الأقسام التحضيرية لمدة سنتين؛ وهذا تميز. إذ دخلت السياسة من باب الرياضيات التي تعتبر أساس كل المعارف والعلوم.
إن تفوق خولة لشكر في الرياضيات أهلها للاتصاف بكل خصال الإطار الاقتصادي والسياسي التواق إلى النجاح ؛ بخصال نظرية وسلوكية كاليقظة العالية والاحتراز، والتقدم بخطوات محسوبة، دون تسرع ودون تهور، وتجنب السقوط في الاستفزاز ورد الفعل، ورفض الانسياق وراء العواطف والأهواء مهما كانت نبيلة، وتأهب دائم للمبادرة والفعل، مسلحة برؤية واضحة، وبمنهجية علمية، واقتراح حلول ومخارج ناجعة، وامتلاك الحدس الذي يتجاوز ما هو كائن إلى ما ينبغي أن يكون..
ولقد تبين هذا التوظيف الرياضي والعلمي في إعداد البرنامج الاقتصادي للاتحاد الاشتراكي في استحقاقات 7 أكتوبر 2016، حيث لعبت خولة دورا فاعلا ومحوريا في تحضيره، وكان برنامجا متميزا باعتراف الجميع، وفي لقاء لجمعية ضمير ؛ جمع ممثلي مختلف الأحزاب لمناقشة برامجها الاقتصادية، تفوقت منهجية ومضمونا، واستطاعت أن تترافع أمام أستاذ متخصص في الاقتصاد؛ كان يسأل وهي تجيب، فأقنعت وتألقت. كما تجلت كفاءتها للجميع عندما تجندت لعرض تصور الاتحاد الاشتراكي للنموذج التنموي الجديد على قنوات التلفزيون أو في التجمعات الجماهيرية التي نظمتها الكتابات الإقليمية للاتحاد الاشتراكي بخريبكة ووجدة والدار البيضاء،..
بدأ المسار المهني وكان الالتحاق بالقطاع البنكي حيث اشتغلت خولة لدى ثلاث مؤسسات بالتتالي، وساهم هذا الاشتغال في إكسابها خبرة ميدانية أغنت بها رصيدها المعرفي فكرا وتطبيقا،ومنذ البداية أبانت عن كفاءة مهنية عالية مما أهلها للارتقاء صعودا واعتلاء مناصب مختلفة؛ سنة 2004 مسؤولة عن الشركات الكبرى ببنك BNP Paribas فرع المغرب، وفي 2005 مسؤولة عن المشاريع ببنك المغرب (البنك المركزي المغربي)، سنة 2007 مديرة المخاطر بالبنك العربي فرع المغرب،سنة 2009 التحقت بمكتب الدراسات الاستراتيجية « ماكينزي « كاستشارية خبيرة،ومنذ 2012 وهي مديرة بصندوق الإيداع والتدبير.
لقد شهد منتصف التسعينيات ميلاد مناضلة واعدة، شكلت وما زالت قيمة مضافة لحزب الاتحاد الاشتراكي، تحاصرها أسراب البوم كليالي النفاق طالعة من جحور القبيلة فتلقاها معتصمة باختيارها،المناضلة صاحبة قضية، وعلى خولة أن تواجه الأمواج والإعصار، فهذه قناعتها وهذا واجبها، وهذه مهمتها..وإلا فليرحل من هذا العالم الذي هو في حاجة إلى العواطف النبيلة وشيء من التضحية،هكذا نرى المناضلة خولة ترى الأشياء، وهكذا نتصورها تتصور العالم الذي نحن فيه، فليخجل من أنفسهم أولئك الذين يحصدون ونحن الزارعون،.شافاكم الله ! لكم التين ولنا الزيتون، وبين التين والزيتون، آمنت خولة أن النضال ليس شعارا يرفع ولا صفة للتزيين، ليس موضوعا للتوظيف الإيديولوجي والاستهلاك السياسوي، بل إنه قناعة انطولوجية تشكل قناعة فكرية والتزاما سياسيا،هذا جوهر كينونتها وعنوان هويتها،التحدي هو سيد الميدان،وقفت خولة فوق خشبة الحياة وأعلنت رفضها للذل والمهانة،إنها صاحبة إشكالية ملحاحة، وملحة في اقتراح الحلول لها، إشكالية تنمية المغرب ودمقرطة مؤسساته.
تعرف عليها الشباب الاتحادي بالرباط وتحديدا بفرع اليوسفية، ومما لفت انتباه الشباب آنذاك هدوءها ورزانتها، هادئة بقوتها، قوية في هدوئها، انخراطها الفعال في الجماعة، تكره الضجيج والصراخ، لا تغتر ولا تتعجرف،تضع انتماءها العائلي بين قوسين وتطلق العنان للنضال الجاد والهادف،هي من قال فيها الشاعر « كن ابن من شئت واكتسب أدبا. وفي سنة 1999 كانت حاضرة، مرفوقة بشقيقتها نوال، مؤتمرة في المؤتمر الوطني الخامس للشبيبة الاتحادية،ومما يسجله التاريخ أن هذه المحطة كانت حارقة في مسار الشبيبة الاتحادية : جملة دالة وعميقة تلخص عمق الإشكالية، جملة قالها إدريس لشكر مخاطبا محمد الساسي الذي كان قد عمر طويلا على رأس الشبيبة الاتحادية، قال إدريس في لحظة انفجار وتوتر « لقد كنت معك في المكتب الوطني للشبيبة الاتحادية في 1975، وغادرت الشبيبة، وبعد أكثر من عقدين، ها أنا اليوم أدمج نجلتي وقد أصبحت شابة يافعة وأنت ما زلت مصرا على التربع على رأس الشبيبة الاتحادية وقد صرت كهلا !!! «.
واستمرت الشابة خولة مناضلة في الشبيبة الاتحادية بهدوء وحكمة بالموازاة مع انكبابها الجدي على التحصيل العلمي ونيل أكبر الشهادات.
شاركت في يوليوز 2002 بالمحمدية في مؤتمر الأمل الذي أعلن ميلادا جديدا للشبيبة الاتحادية، ولما انعقد المؤتمر الوطني الثامن الشبيبة الاتحادية وجدها إطارا حزبيا شابا.
ويشهد الشباب الاتحادي الذي خبرها عن قرب، أنها لم تنافس أحدا أبدا على مساحة أو تفاحة،ولم تتهافت يوما على موقع أو مسؤولية وطنية، تقريرية أو تنفيذية، في الشبيبة الاتحادية…
هذا سلوكها، هذه قناعتها، هذه أخلاقها،ونفس النهج نهجته وهي إطار حزبي مقتدر وكفاءة علمية ناجحة، والمؤتمر الوطني العاشر للاتحاد الاشتراكي نموذجا،السمو عنوان خولة والرفعة هي الطريق…
أعلنت انتماءها العضوي لقضايا الإنسان، مناضلة فاعلة في المنظمة الاشتراكية للنساء الاتحاديات ؛ مشاركتها في العديد من الندوات الفكرية والتوعوية تجسد المبدأ والرؤية،وحضورها في الميدان،في الفضاء،في المجتمع،يؤكد سمو الفكر ورفعة الأخلاق،إنها ديموقراطية،إنها حداثية،
والحداثة عندها ليست بالمعنى المبتذل، اللاواعي واللامؤسس، بل الحداثة النابعة من فكر الأنوار،الحداثة المؤسسة على العقل ؛ عقلنة التفكير،عقلنة المجتمع،عقلنة السلوك،آلام المرحلة حاضرة في وعيها،
هي خولة، إذن، حداثية بموروث ثقافي، حداثية بموروث مغربي أصيل.. مناضلة بقناعاتها،وما أسهل تأقلمها في المجال إذا أرادت بمحض إرادتها، دون أن تخضع لأي أمر أو قرار،تحب الحرية بمروءتها ومسؤوليتها،وتقول لا للوصاية والتوريث، لا لإعطاء الدروس بالمجان،لم تسقط سهوا على الاتحاد الاشتراكي، لم تسقط حسبا ونسبا، هي اتحادية إيمانا واختيارا،اكتسبت شرعية الانتماء بالقوة والفعل، وانتزعت الاعتراف والتقدير بالنضال والتضحية،انطلقت من القاعدة،تدرجت صعودا في صفوف القوات الشعبية،من الفرع إلى الكتابة الإقليمية إلى المجلس الوطني ..
برافو خولة لشكر
الكاتب : عبد السلام المساوي
بتاريخ : 24/12/2024