برحيل الشاعر العراقي حسب الشيخ جعفر «نخلة الله» تعانق سماء الأبدية

غادرنا الى دار البقاء، أول أمس الاثنين 11 أبريل الجاري، الشاعر العراقي حسب الشيخ جعفر، بعد معاناة مع المرض.
ينتمي الشاعر العراقي حسب الشيخ جعفر (1942 – 2022) إلى جيل الستينيات في المشهد الشعري ببلاده، لكنه حفظ لنفسه موقعاً متمايزا عنهم بخروجه عن قضايا كبرى كانت تشغل أشعارهم في سياق الحلم بتغيير الواقع، بينما هو انشغل بتغيير القصيدة نفسها، إذ يعتبر من الجيل الشعري، الذي أعلن عن ظهوره في مطلع ستينيات القرن الماضي، حيث بدا واضحا تحرره من نمط القصيدة العربية الكلاسيكية، وانجذابه في آفاق تجربته إلى ما أنجزه السياب ونازك الملائكة من تحديث للشعر العربي، إضافة إلى تفاعله مع الظواهر الشعرية في التجارب العالمية.
وقد سعى جعفر منذ صدور مجموعته الأولى «نخلة الله» عام 1969، إلى تطوير التقنيات الدرامية والسردية في قصيدته، كما وظّف عناصر التراث العراقي والعربي فيها، إلى جانب ما تضيئه نصوصه من تواصل مع ثقافات متعدّدة وانفتاحه على الفكر والفلسفة وفنون العصر.
يعد رحيل جعفر خسارة فادحة للأدب العربي، فهو التجربة المهمة، والشاعر المبتكر، والأديب الأصيل، والإنسان النبيل. وقد نعاه الاتحاد العام للأدباء والكتاب قائلا:
« وداعاً أيها الوديع الهامس بكل مفردات الحياة.. تبكيك الأنهار والجهات وهي تتعلم الدوران من تدوير تفعيلاتك، وتبكيك الأمم التي تسمو بك، وتعلو لتعود إليك. المجد لروحك الطاهرة الخالدة «…
ولد حسب الشيخ جعفر في 1942 في العمارة. تخرّج في معهد غوركي للآداب في موسكو 1966 وحصل على ماجيستر آداب. عين رئيساً للقسم الثقافي في إذاعة بغداد 1970 – 1974، ومحرراً في جريدة الثورة، وهو عضو في الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق. ساهم في الصحافة العراقية وحضر المؤتمرات الأدبية والشعرية في العراق ودول العربية والاتحاد السوفيتي.
من دواوينه الشعرية‌ «نخلة الله» و»الطائر الخشبي» و»زيارة السيدة السومرية» و»عبر الحائط في‌ المرآة» و»في مثل حنو الزوبعة»، «أعمدة سمرقند»، «كران البور»، «الفراشة والعكاز»، «تواطؤاً مع الزرقة»، «رباعيات العزلة الطيبة»، «رماد الدرويش» وهي مذكراته عن مرحلة الدراسة في موسكو، رواية «الريح تمحو والرمال تتذكر»، وله عدة مؤلفات أخرى، كما ترجم عن عددا من النصوص عن الشعراء الروس. ومختارات من الشعر الروسي وترجم قصائد لغابرييلا ميسترال ولبوشكين.
حصل تقديراً لأعماله الشعرية على جائزة السلام السوفيتية في سنه 1983 وجائزة مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية للشعر الـدورة الثامنة : 2002 – 2003.


بتاريخ : 13/04/2022