عزز نهضة بركان استعداداته لخوض الدور التمهيدي من دوري أبطال إفريقيا، بعدما حسم مواجهته أمام الكوكب المراكشي بهدفين مقابل واحد، في المباراة التي جرت مساء الثلاثاء على أرضية الملعب الكبير لمراكش. الانتصار جاء في توقيت بالغ الأهمية، قبل أيام قليلة من سفر الفريق إلى توغو لمواجهة أسكو كارا في ذهاب الدور التمهيدي الأول ما بين 19 و21 شتنبر، على أن تقام مباراة الإياب في بركان بين 26 و28 من الشهر نفسه. وهي محطة قارية أولى يسعى خلالها ممثل الشرق إلى تسجيل انطلاقة قوية تعكس جاهزيته للمنافسات الإفريقية.
المباراة أمام الكوكب المراكشي انطلقت على وقع ضغط مبكر من البركانيين الذين لم يمهلوا أصحاب الأرض سوى ثلاث دقائق قبل أن ينجح المهاجم أسامة المليوي في هز الشباك من علامة الجزاء، موقعا هدف السبق الذي أربك حسابات الفريق المراكشي. بعدها عاد النهضة إلى منطق الحذر الدفاعي، مراهنا على الهجمات المرتدة، في وقت اندفع فيه الكوكب نحو الهجوم محاولا تعديل النتيجة دون جدوى.
في الشوط الثاني، واصل المراكشيون بحثهم عن هدف التعادل أمام جماهيرهم، لكن النهضة ظل متماسكا في خطوطه الخلفية، قبل أن يستغل ثغرة واضحة في دفاع المنافس ليضيف الهدف الثاني في الدقيقة 81. ورغم نجاح الكوكب في تقليص الفارق خلال الوقت بدل الضائع، فإن صافرة الحكم أنهت اللقاء بانتصار جديد للبركانيين الذين أكدوا مرة أخرى صلابتهم خارج الميدان.
هذا الفوز لم يكن مجرد ثلاث نقاط في جدول الترتيب، بل شكل بروفة حقيقية قبل الدخول في مغامرة دوري الأبطال، حيث ستتجه أنظار الفريق إلى توغو لمواجهة أسكو كارا، وهو نادٍ يراهن على خلق المفاجأة داخل قواعده. غير أن النهضة، بخبرته القارية وبتجربته الناجحة في المسابقات الإفريقية، يسعى لتأمين نتيجة إيجابية ذهابا، بما يتيح له خوض مباراة العودة في بركان بتركيز أكبر وحظوظ أوفر للتأهل إلى الدور الثاني.
المدرب والطاقم التقني يدركان أن الرهان الإفريقي يحتاج إلى أكثر من مجرد انتصارات محلية، بل إلى انسجام تكتيكي وتوازن بدني، وهو ما تحاول المجموعة تحقيقه عبر هذه المباريات الرسمية التي تمنح اللاعبين فرصة رفع الإيقاع وتفادي أي تراخٍ قد يكلف الفريق غاليا قاريا.
وفي موازاة ذلك، يظل موضوع التحكيم حاضرا بقوة في أجواء الاستعداد، سواء داخل البطولة الوطنية أو في المسابقات القارية، حيث عبّر مسؤولو نهضة بركان في مناسبات سابقة عن ضرورة توفير شروط النزاهة التحكيمية، تفاديا لتكرار سيناريوهات أثارت الجدل في مشاركات سابقة. ومع اقتراب مباراة أسكو كارا، تتعالى الأصوات المطالبة بصرامة أكبر من الاتحاد الإفريقي في تعيين الحكام وضمان العدالة الرياضية، بما يتيح للفريق التركيز على الجانب الفني دون تشويش خارجي.
أما على المستوى المحلي، فيواصل نهضة بركان حصد الانتصارات بوتيرة متصاعدة، ما يعزز ثقته قبل الرحلة الإفريقية. وقد أظهر الفريق أمام الكوكب المراكشي قدرته على التحكم في إيقاع اللقاءات، والصمود أمام ضغط الجمهور، وانتزاع النقاط الكاملة من ملاعب صعبة، وهي عناصر أساسية لمقارعة الأندية الإفريقية القوية.
وبهذا الانتصار، يرسم النهضة مسارا متوازنا بين متطلبات البطولة الوطنية وطموحاته القارية، حيث يراهن على تحقيق بداية موفقة في دوري أبطال إفريقيا أمام أسكو كارا، ثم المضي قدما نحو الأدوار المتقدمة، تأكيدا لمكانته كأحد أبرز ممثلي الكرة المغربية في الساحة الإفريقية.