يواصل البرنامج التلفزيوني «رشيد شو» بالقناة الثانية تكريس ثقافة التمييع والدعاية الرخيصة لعدد من الشباب الذين ما فتؤوا يعملون على «بهدلة» الأغنية المغربية العصرية .
ولعل الحلقة التي بثتها القناة الثانية ليلة الجمعة 29 دجنبر من السنة الماضية لخير دليل على ما ذهبنا إليه، حيث أرغم متتبعو القناة على الاستماع إلى «نعيق» أحد المطربين الذي تميز ظهوره بسرواله الممزق وحركاته البهلوانية وضجيجه الصاخب دون أن يفهم أغلبية متتبعي القناة كلمات أغانيه التي لا تحرك الوجدان والمشاعر..
وما كان لي أن أتتبع هذه الحلقة من برنامج «رشيد شو» لولا أنني شاهدت بعض اللقطات الإشهارية التي بثتها القناة، والتي أشارت فيها إلى مشاركة الفكاهي المتألق «إيكو» والممثلة اللطيفة سكينة درابيل، غير أنني فوجئت بـ «الزعيق» والضخب الموسيقي والرقص الغريب..، ولولا تدخلات «إيكو» بين الحين والآخر وترديده لبعض المقاطع الموسيقية بصوته الدافئ لقام المشاهدون بـ «تكسير» تلفزاتهم، لكنهم فضلوا الهروب إلى عوالم أخري عبر المحطات الفضائية، حسب ما بثه عدد من الزملاء على صفحاتهم في الفضاء الأزرق .
وأمام هذه السخافة والعمل على الحط من قيمة الموسيقى المغربية العصرية، عادت بي الذاكرة إلى أيام زمان، حيث تألقت موسيقانا بشكل رائع لا من حيث الكلمات الهادفة والموسيقي العذبة التي تهز الأحاسيس والمشاعر، إذ كانت الأغاني لا تبث إلا بعد موافقة لجنة الموسيقى التي كان يرأسها الموسيقار الراحل أحمد البيضاوي، كما تساهم في اختيار الكلمات لجنة تضم فطاحلة الشعراء والزجالين المغاربة، كان في طليعتهم الزجال المسرحي المتميز الراحل أحمد الطيب العلج وعلي الحداني وفتح لله المغاري وغيرهم كثير، الشيء الذي يجعل من كل قطعة مصادق عليها من طرف اللجنتين أن تصبح إيقونة موسيقية وجوهرة خالصة.. ، ولنا في كثير من الأغاني خير دليل لما ذهبنا إليه كقطعة «كاس البلار» التي يؤديها المطرب فتح لله المغاري وألحان الموسيقار الراحل عبد الرحيم السقاط وأغاني عملاق الأغنية المغربية عبد الهادي بلخياط وكذا أغاني الموسيقار عبد الوهاب الدكالي أطال لله عمرهما، وأغاني نعيمة سميح والإدريسى والراشدي وغيرهم من الرواد تلك الأغاني التي ستظل حية ومشرقة والتي لن تموت أبدا على خلاف الأغاني الحالية التي سرعان ما تخبو بعد فترة وجيزة من بثها .
والأدهي أن معد برنامج «رشيد شو» يعمل على إقحام الطفولة البريئة قي بداية بث البرنامج، حيث أخذ يلقي على ضيوفه الصغار أسئلة «بايخة» كما يقول إخواننا المصريون.
وحسب استمزاج مجموعة من آراء متتبعي القناة الثانية، فقد أكدوا في تصريحاتهم لجريدتنا أن برنامج «رشيد شو»، قد استهلك، وأن مقدمه.. العلالي أخذ يدور في حلقة مفرغة ويكرر استدعاء ضيوفه لمرتين أو أكثر، وناشدوا مسؤولي البرمجة بالقناة العمل على حذف هذا البرنامج وتعويضه ببرنامج آخر على غرار عدد من البرامج الناجحة التي تقدمها القناة، أو تكليف منتجه بإعداد برنامج آخر وفق آليات وشروط موضوعية، مادام رشيد العلالي ربما يكون هو المفضل عند أصحاب الدار علما أنه بات ضيفا ثقيلا رغم ما يتوفر عليه من إمكانيات في فن التنشيط، وأضحي يقتحم البيوت بدون استئذان وباسمرار من خلال الإشهارات للشركات المتنوعة.
برنامج «رشيد شو» يكرس ثقافة التمييع
