بسبب استمرار الحكومة في تغييب المقاربة التشاركية ولقصر مدة تجربة الشمال .. التنسيق النقابي الوطني بقطاع الصحة يحذّر من التسرّع في تنزيل المجموعات الترابية

 

 

حذّر التنسيق النقابي الوطني بقطاع الصحة من الخطوات التي تقطعها حكومة عزيز أخنوش التي تم وصفها بالمتسرّعة في سعيها لتنزيل المجموعات الصحية الترابية على صعيد باقي جهات المملكة الإثنا عشر. واعتبر التنسيق في بلاغ مستعجل له مساء أول أمس الإثنين أن الحكومة بخطوتها هاته تعبث بقطاع الصحة وبمصير العاملين فيه، منبها إلى أن هذا التسرّع سيكون له انعكاس سلبي كذلك على حق المواطنين في الصحة.
وتعليقا على الموضوع أكد الدكتور كريم بلمقدم، الكاتب العام الوطني للنقابة الوطنية للصحة العمومية العضو المؤسس للفيدرالية الديمقراطية للشغل، في تصريح لـ «الاتحاد الاشتراكي»، على أن الإقدام على هذه المبادرة كان يمكن أن يكون مقبولا إذا ما تم أخذ الزمن الكافي لتقييم تجربة المجموعة الصحية الترابية لطنجة تطوان الحسيمة الفتية التي لم يمض على تنزيلها سوى أربعة أشهر، علما بأنه خلال هذه المدة القصيرة اتضحت عدد من الاختلالات والنقائص التي تحتاج إلى تصحيح وتقويم، فضلا عن أن القيام بمبادرة من هذا القبيل يتطلب إعمال المقاربة التشاركية مع الفرقاء الاجتماعيين، لأخذ آرائهم وملاحظاتهم والاستماع لانتقاداتهم من أجل تفادي كل ما يمكن أن يؤثر على جودة الخدمات الصحية التي يسعى جميع مهنيو الصحة في مختلف المؤسسات الصحية لمنحها وتقديمها للمرضى بمواصفات عالية وفي ظل شروط عمل مناسبة.
ودعا الدكتور بلمقدم، القيادي النقابي الوطني، الحكومة إلى عدم تسييس القطاع والابتعاد عن كل ما من شأنه أن يحدث التوتر ويعمم القلق ويزرع اليأس في النفوس، مشددا على أن الخطوة المنتظرة منها ومن الوزارة الوصية على القطاع هي إعداد مراسيم تخصّ ما تم الاتفاق حوله من أجل تنزيله تنزيلا سليما يؤكد نضج الحكومة ومسؤوليتها في الوفاء بالتزاماتها عوض الإسراع نحو تنزيل مجموعات صحية في ظل غياب رؤية موضوعية وشاملة تتعلق بمستقبلها ومستقبل المهنيين ونوعية الخدمات التي سيتم تقديمها للمواطنين.
وكان التنسيق النقابي الوطني في قطاع الصحة المكون من خمس نقابات الذي عبّر عن تلاحمه في مواجهة تخلّي الحكومة عن تنفيذ كامل التزاماتها الموقعة في محضر اتفاق 23 يوليوز 2024، والذي قرر الانتقال من المناشدات والبيانات والمساعي المحافظة على السلم الاجتماعي في القطاع إلى تسطير برنامج احتجاجي، قد نبّه إلى أن التجربة النموذجية للمجموعة الصحية الترابية بجهة طنجة تطوان الحسيمة تعتبر مدّتها قصيرة جدا لتقييمها، مؤكدا على أنها مازالت في طور البناء في ظل لخبطة وضبابية وسوء تسيير وتدبير وعدم تشكيلها لحد الآن أية إضافة نوعية خدمة للمرضى أو للعاملين بها، مشيرا في هذا الإطار إلى معاناة المواطنين وانتظارات موظفي الصحة مع تغييبهم وعدم إشراكهم في بنائها. وشدد التنسيق النقابي في بيان له على أن هناك غياب رؤية واضحة عن مسار المجموعة، التي وإلى حدّ الآن لم تعرف ولو تقييم أولي واحد من طرف الحكومة والوزارة الوصية للوقوف على ما تم القيام به من إيجابيات لتثمينها وسلبيات لمعالجتها، باعتبارها النموذج الذي قد يصلح لتنزيله بباقي الجهات.
ووصفت النقابات برمجة الحكومة في جدول أعمال مجلسها الحكومي المقبل مراسيم تحدد التاريخ الفعلي لبداية اشتغال 11 مجموعة صحية ترابية أي في كل الجهات بالأمر «العبثي» لأنها تتعامل بسلوك غير مسؤول تحت ضغط أجندة أخرى لا علاقة لها بحاجيات المواطنين الصحية ولا بانتظارات مهنيي الصحة، وبدون سابق إنذار أو إخبار للفاعلين وإشراك النقابات الممثلة للشغيلة المعنية بتنزيل أي إصلاح.

 


الكاتب : وحيد مبارك

  

بتاريخ : 10/12/2025