بسبب التقادم وغياب الصيانة آلات بيع تذاكر “ترامواي” الدار البيضاء.. ” hors service “

معاناة يومية أصبح يواجهها ركاب “ترامواي” الدار البيضاء كلما أرادوا استعمال وسيلة النقل هذه، بعد الأعطاب التي تعرفها الشبابيك أو الآلات المخصصة لبيع التذاكر، وهو مشكل جديد ينضاف إلى المشاكل العديدة التي يواجهها الركاب بهذه الوسيلة التي انطلق العمل بها منذ 11 سنة تقريبا، أي منذ 12 دجنبر 2012، سنة انطلاق العمل بالخط الأول للترامواي الذي تجوب عرباته شوارع الدار البيضاء .
فهذه الشبابيك إما أنها خارج الخدمة في أغلب الأحيان أو أنها وسيلة لابتلاع دراهم الركاب دون أن يحصلوا بالمقابل على تذاكرهم أو أي تعويض عنها لغياب أي مخاطب أو مسؤول بالمحطات ليحل هذا المشكل.
تعطل هذه الآلات يطرح مسألة الصيانة ما بعد البيع التي تصطدم بها الكثير من المشاريع ومنها مشروع “الترامواي” الذي من المفروض أن يساهم في التخفيف من مشكلة النقل بالعاصمة الاقتصادية، وكان الخط الأول منه جزءا من برنامج التهيئة الحضرية للدار البيضاء بهدف تسهيل خدمة المواصلات والارتقاء بها نظرا للاكتظاظ الذي تعرفه المدينة ، وشكل عند بدء العمل به إحدى أهم شبكات الوصل بين الغرب والشرق، بطول 47.5 كيلومترا، وقد شهد هذا الخط تحولا من مسار ثنائي الفرع إلى آخر أحادي الفرع سنة 2019 عقب وصله، إلا أنه وبسبب تعطل الشبابيك وابتلاع الدراهم والاضطرابات التي تعرفها حركة سيره بسبب الأعطاب التقنية أو حوادث السير التي توقف عمله لعدة ساعات، أصبح يساهم في تأخير البيضاويين عن الوصول إلى مقرات عملهم بل يجعلهم يقفون صفوفا طويلة أمام نقط بيع التذاكر التي لا توجد إلا في أماكن معينة وببائع واحد لا يستطيع تلبية الطلبات الكثيرة في مدة وجيزة، زيادة على الاختناق داخل العربات نتيجة تعطل المكيفات الهوائية المتكرر خصوصا خلال فصل الصيف والاكتظاظ الملاحظ في الخط المتوجه إلى “عين الذياب” ، والذي يكتظ عن آخره حاملا المصطافين إلى الشاطئ لكنهم قبل الوصول إلى برودته المنعشة عليهم المرور أولا من جحيم العربات غير المكيفة والحرارة المفرطة داخلها مما يزيد من معاناتهم وشد أعصابهم ويتسبب في اختناقات بينهم ..
إن مشكل تعطل آلات بيع تذاكر “الترامواي” ناهيك عن تواجد أشخاص من بينهم أطفال وقاصرون و مسنون متسولون، وجدوا وسيلة جديدة للتسول والابتزاز حيث يتخذون أماكن قارة أمام تلك الآلات بهدف بيع التذاكر المستعملة لإعادة استعمالها والحصول على الفرق في أثمنتها من الركاب المتضايقين من هذه التصرفات، دون أي مراقبة من المسؤولين، لن يزيد مشاكل النقل المتعددة بالدار البيضاء إلا تفاقما واستفحالا، وهو ما يتطلب التفكير في الحلول المناسبة ونحن نستعد لاحتضان التظاهرات الرياضية العالمية والقارية، وتوفير خدمات نقل مواكبة لهذه الأحداث وترقى إلى مستوى مدينة في طور التحول، ومن بين الحلول التي يتطلع إليها البيضاويون خدمة بيع التذاكر عبر الانترنيت كما هو الأمر بالنسبة لتذاكر القطار، وهو ما من شأنه أن يخفف من مشاكل “الترامواي” وآلات بيع التذاكر المتقادمة دون صيانة، ويحد من أنشطة المتسولين الخارجة عن القانون !


الكاتب : خديجة مشتري

  

بتاريخ : 07/08/2024