توافد فيدراليو الصحة يتقدمهم الكاتب العام الوطني الدكتور كريم بلمقدم، صباح أول أمس السبت على شارع محمد الخامس بالعاصمة الإدارية الرباط، للمشاركة في الوقفة الاحتجاجية الوطنية التي دعا إليها التنسيق النقابي الوطني المكوّن من خمس نقابات قطاعية، للتعبير عن الغضب وللاحتجاج ضد السياسة التي تعتمدها الحكومة في التعاطي مع قضايا الصحة ومهنييها في المؤسسات الصحية العمومية.
وعبّر النقابيون والنقابيات المشاركون في الوقفة عن تنديدهم بالتسويف الذي تعتمده وزارة الصحة والحماية الاجتماعية نهجا، في تدبير القضايا الصحية التي تخص المواطنين والمهنيين على حد سواء، وبتنصل الحكومة من التزاماتها وذلك بعدم تطبيق كافة نقاط اتفاق يوليوز 2024 بشكل أدى إلى تفشي حالة من السخط والاحتقان في أوساط الشغيلة الصحية.
وأكد المحتجون خلال إنزال الرباط، الذي يعتبر أحد الأشكال الاحتجاجية التي جرى تسطيرها، والتي من بينها الدعوة لإضراب وطني الشهر المقبل، عن رفضهم المطلق للطريقة التي اعتمدتها الحكومة في تسريع وتيرة تنزيل المجموعات الصحية الترابية بمصادقتها على المراسيم الخاصة بها خلال مجلس حكومي سابق دون أي إشراك للشركاء الاجتماعيين، وفي تغييب تام لهم وإقصاء كلي لملاحظاتهم، بل والادعاء بأن تجربة المجموعة الصحية الترابية لجهة طنجة تطوان الحسيمة هي تجربة ناجحة بالرغم من حداثة عمرها، بشكل يطرح أكثر من علامة استفهام واستغراب عن دواعي هذا التسرع عوض الانكباب على معالجة الملاحظات والاختلالات التي تم تسجيلها لتفادي وقوعها في باقي المجموعات الصحية.
هذا وقد عرفت عدد من المؤسسات الصحية العمومية احتجاجات عارمة خلال الأيام القليلة الفارطة في مشاهد أعادت إلى الأذهان سيناريوهات سابقة لغضب الشغيلة الصحية، هذا في الوقت الذي تتوجه فيه بلادنا نحو تنزيل ورش ملكي رائد للحماية الاجتماعية وصوب تنظيم تظاهرات بالغة الأهمية، كما هو الحال لتظاهرة الكان، التي انطلقت فعالياتها أمس الأحد، وهي الاستحقاقات التي تتطلب توفير مناخ صحي يعمه السلم الاجتماعي وتوفير كل الشروط لمزاولة مهنية سليمة تضمن تقديم خدمات صحية ذات جودة.