بسبب تصريحاته حول أحقية المغرب في صحرائه الشرقية .. نظام العسكر بالجزائر يعتقل الكاتب بوعلام صنصال

بعد الاتهامات التي وجهت للكاتب الفرنسي – الجزائري كمال داوود وزوجته، على بعد أقل من شهر على فوزه بجائزة الغونكور الفرنسية ل2024، والتي تتعلق باستغلال أسرار شخصية من حياة ناجية من مذابح العشرية السوداء في الجزائر بداية التسعينات، وتضمينها بأحداث روايته التي فاز عنها “حوريات”، أعلنت عائلة الكاتب الجزائري بوعلام صنصال عن اختفائه في مطار الجزائر يوم السبت 16 نونبر، قادما من باريس.
صنصال البالغ من العمر 75 سنة، تم اعتقاله عند عودته من فرنسا، حيث كان برفقة صحفي فرنسي، الشيء الذي جعل أرنو بنديتي، رئيس تحرير “المجلة السياسية والبرلمانية”، عن قلقه عبر منصة “إكس” قائلا: “نحن بلا أخبار عن الكاتب بوعلام سنسال منذ وصوله إلى الجزائر في 16 نونبر. وفقًا لمصادر متعددة، يُعتقد أنه تم اعتقاله. إذا تأكدت هذه المعلومات، يجب على فرنسا أن تتفاعل “، وقد أكدت صحيفة لوموند ولوفيغارو الفرنسيتان أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون دخل على خط هذه القضية، خاصة أنه منح صنصال الجنسية الفرنسية خلال هذه السنة (2024).”.
ولبوعلام صنصال تاريخ صدامي مع السلطات االجزائرية يعود إلى أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، حيث تمت إقالته من منصبه كمدير عام في وزارة الصناعة في 2003 بسبب مواقفه النقدية تجاه الحكومة. وعلى الرغم من العداء الذي يواجهه، استمر في العيش في بومرداس، شرق الجزائر.
وقد عُرفت آراؤه بشكل واسع من خلال روايته الأولى “قسم البرابرة” التي نُشرت عام 1999 عن دار غاليمار الفرنسية عام 1999 ،وفازت بجوائز مثل جائزة “تروبيك” وجائزة “أفضل رواية”.

أعماله الأدبية

بعد نشره لثلاث روايات أخرى (الطفل المجنون للشجرة الجوفاء، قل لي الجنة، وحرّاقة)، أصدر صنصال في عام 2006 كتب مؤلفا بعنوان “بريد مؤجل: الجزائر”، وهو نص قاس وقوي يتناول الوضع في الجزائر. وقد تم حظر هذا الكتاب في المعرض الدولي للكتاب في الجزائر في عام 2008، كما أثارت روايته “قرية الألماني” التي تحكي قصة هانس شيلر، ضابط الـ ) )SS الذي تحول إلى داعم للثورة الجزائرية (مستوحاة من قصة حقيقية)، جدلاً كبيرًا في الجزائر. تم حظر الكتاب ومنعه بسبب المقارنة التي أجراها المؤلف بين النازية والإسلامية.

التصريحات المثيرة للجدل

تشير مصادرنا إلى أن تصريحاته الأخيرة لوسيلة الإعلام “Livre noir” في 2 أكتوبر قد أثارت غضب السلطات الجزائرية وقد تكون هي السبب وراء اعتقاله يوم 16 نونبر بتهمة “المساس بسلامة التراب الوطني”. خلال تلك المقابلة، تحدث سنسال عن التاريخ الاستعماري للجزائر وذكر أن أجزاء من الجزائر كانت جزءا من المغرب عندما استعمرت فرنسا البلاد.
ولا يخفى على المتتبع للعلاقة بين السلطات الجزائرية والمثقفين والنشطاء الحقوقيين والصحفيين ، أن اعتقال بوعلام صنصال يأتي في سياق هذه العلاقة المتوترة ،خاصة في السنوات الأخيرة، حيث يواجه العديد منهم مضايقات بسبب آرائهم النقدية ، ومنه يفهم أن تصريحات صنصال الأخيرة للقناة الفرنسية ، خلال برنامج Frontières،حول الحدود التاريخية للمغرب والجزائر قد تكون السبب الرئيسي وراء اعتقاله، حيث أكد صنصال أن مدنا مثل تلمسان ووهران وبسكرة كانت، تاريخيا ، جزءا من المملكة المغربية قبل أن تقوم فرنسا بضمها إلى الجزائر.
وأضاف صنصال أن المغرب دعم الجزائر خلال حرب الاستقلال مقابل وعد باسترجاع تلك المناطق، وهو ما لم يتحقق بعد الاستقلال، بل في المقابل” لجأت النظام الجزائري ، نظام العسكر ، الى اختلاق جمهورية الوهم” البوليساريو” لزعزعة استقرار المغرب”، معتبرا أن “فرنسا، رغم قوتها الاستعمارية، لم تستطع إخضاع المملكة المغربية كما فعلت مع الجزائر، واصفا المغرب بأنه “إمبراطورية ذات تاريخ عريق امتد لأكثر من 12 قرنا” الشيء الذي لم يستسغه نظام العسكر الذي كان يضع صنصال تحت مجهر المراقبة لوقت طويل.


الكاتب : ح.الفارسي

  

بتاريخ : 23/11/2024