من بين حدائق مدينة الخميسات تلك المتواجدة بالجزء الشمالي لشارع ابن سينا، بمحاذاة حي السلام، الملحقة الإدارية الأولى، وثانوية مولاي إسماعيل، وبالقرب من مدارة تتفرع عنها مجموعة من الأزقة والشوارع. وعند إنشاء هذه الحديقة، استبشر السكان القاطنون بالأحياء المجاورة لها خيرا، على أساس أنها ستشكل بالنسبة لهم متنفسا وملاذا للراحة والترويح عن النفس والإستمتاع بمكوناتها النباتية، إلى جانب دورها البيئي المرتقب، إلا أنه ومع مرور الوقت، بدأت تتعرض للإهمال والتهميش، وأصبحت «شاحبة»، مما أدى إلى تجريدها من «وظيفتها»، ليكون مصيرها تردي حالها على مستوى أرضيتها، أشجارها التي بدأت تموت واقفة، مع انتشار الأوساخ وتعطل مصابيح أعمدتها الكهربائية …وضعية جعلت منظرها مستفزا، لتطرح تساؤلات عديدة حول أسباب ترك المسؤولين المعنيين هذا «الفضاء الإيكولوجي» يتعرض لكل هذا الإهمال والتهميش ؟
أكثر من ذلك ، فقد أسفر هذا الوضع، عن «تحويل» الحديقة إلى مكان تعرض به مختلف السلع بشكل عشوائي ، من أوان منزلية، مواد إلكترونية، قطع الغيار، ملابس مستعملة، متلاشيات… كما تعرض بمحيطها مأكولات خفيفة ليلا خلال شهر رمضان، وكذا في باقي شهور السنة.
إنه وضع قاتم يسائل الجهات المسؤولة من أجل التحرك لإنقاذ هذا الفضاء من واقعه المتردي حتى يؤدي وظيفته التي أحدث من أجلها، وكذ العمل على إيجاد حلول ناجعة للباعة الجائلين الذين يعرضون بضائعهم به، وبالتالي الحد من ظاهرة «الاقتصاد غير المهيكل « المستشرية بحاضرة زمور؟