بعثة طلابية مغربية من تطوان إلى نابلس 1928

كانت تطوان هي أول مدينة مغربية توجه بعثة طلابية إلى نابلس بفلسطين للدراسة سنة 1928، وكان المغرب وقتئذ تحت الحماية الفرنسية.
وعززت مدينة تطوان، على مر العصور، علاقات مميزة مع الشرق وأصبحت في بداية القرن العشرين جسراً وصلة وصل بين المغرب العربي والمشرق.
وكانت مدينة تطوان مصدر النخب التي حملت شعلة المقاومة ضد التهديد الذي كان يتربص بالهوية وعملت على تعزيز العلاقات مع المشرق، ولا سيما بإرسال بعثات طلابية إلى مختلف بلدان المشرق العربي.
ففي وقت مبكر من بداية القرن العشرين، توجهت أول بعثة من الطلاب التطوانيين إلى نابلس في فلسطين، مما مهد الطريق لعلاقة خاصة مع هذا البلد. ثم تتابعت البعثات الطلابية الواحدة تلو الأخرى باتجاه باقي المدن الفلسطينية، ونحو جامعة الأزهر أو جامعة القاهرة في مصر وجامعات أخرى في دمشق بسوريا وبغداد بالعراق.
ستلعب هذه البعثات الطلابية دورا رئيسيا في الحفاظ على الهوية العربية الإسلامية للمغرب وترسيخها والإسهام في الوعي الجماعي بوحدة المصير الذي سيؤدي إلى نشأة الحركة الوطنية في المغرب وفي تطوان على وجه التحديد.
وبعد عودة البعثات الطلابية حملت النخب الجديدة راية الدفاع والحفاظ على الهوية العربية الإسلامية، وعلى القضايا المشتركة ومن بينها محاربة الاستعمار. وهكذا أنشأ المؤرخ محمد داود والحاج عبد السلام بنونة، أول مدرسة وطنية في تطوان، “المدرسة الأهلية”، التي كانت أول مدرسة في المغرب توفر التعليم باللغة العربية معتمدة البرامج التعليمية المتبعة مصر. وسوريا. بعد ذلك، تعددت المدارس الوطنية وعززت قيم الدين والانتماء واللغة والهوية التي ستلعب دور المحرك للحركة الوطنية المغربية.
الأسماء التي في الصورة: الطيب بنونة- محمد مصطفى أفيلال- عبد السلام بن جلون- محمد بن عبد السلام الفاسي- محمد بن عبد السلام الخطيب.


بتاريخ : 01/04/2024