موسكو تحذر بأن الحرب العالمية الثالثة ستكون نووية ومدمرة
بايدن يتعهد بأن يدفع بوتين الثمن غاليا
مع دخول الحرب الروسية على أوكرانيا يومها السابع، بدأت تتضاءل فرص التوصل إلى حل سلمي للأزمة، مقابل تصاعد حدة التصريحات والاتهامات والاتهامات المضادة، ما بين تلويح روسي بأن الحرب العالمية الثالثة حال نشوبها ستكون مدمرة، وتهديد أمريكي بجعل روسيا تدفع ثمنا غاليا، مما أصبح ينذر باستمرار أتون الحرب، وما ستسفر عنه من نتائج مدمرة، سواء على صعيد الضحايا، اللاجئين أو على الصعيد الاقتصادي.
هجوم متواصل يستهدف المدن الأوكرانية الرئيسة ولافروف يحذر من حرب نووية
أكد وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أن الحرب العالمية الثالثة ستكون نووية ومدمرة.
وقال لافروف في تصريحات لقناة «الجزيرة» القطرية: «الحرب العالمية الثالثة ستكون نووية ومدمرة و(الرئيس الأمريكي جو) بايدن ذو خبرة وقال إنه لا يوجد بديل عن العقوبات سوى الحرب العالمية.»
وأضاف لافروف أن الغرب رفض التعامل مع مطالب روسيا بصياغة هندسة جديدة للأمن الأوروبي. وشدد وزير الخارجية الروسي، على أن العملية التي تنفذها القوات المسلحة الروسية في أوكرانيا تهدف إلى نزع السلاح من أوكرانيا، لافتا إلى أن موسكو لن تسمح لكييف بامتلاك سلاح نووي يهدد أمنها.
وتابع: «موسكو مستعدة لعقد جولة ثانية من المحادثات مع كييف، لكن أوكرانيا تسعى للمماطلة بالوقت بناء على أوامر الولايات المتحدة.»واعتبر لافروف أن روسيا تمتلك الكثير من الأصدقاء ولا يمكن عزلها عن طريق العقوبات.
وأكد لافروف، أن «روسيا كانت تتوقع العقوبات، ولكن لم يخطر ببالها أنها ستطال الرياضيين والصحفيين، وممثلي الثقافة الروس».كما أوضح لافروف أن قضية الانتماء إلى شبه جزيرة القرم ليست محل نقاش، فهي جزء من روسيا.
في غضون أعلن الجيش الروسي سيطرته على مدينة خيرسون في جنوب أوكرانيا وإنزال قوات روسية في خاركيف، ثاني مدن أوكرانيا في اليوم السابع من الحرب.
وأوضح الناطق باسم وزارة الدفاع إيغور كوناشينكوف في تصريحات تلفزيونية أن «الوحدات الروسية في القوات المسلحة سيطرت بشكل تام على خيرسون».
وأوضح الناطق باسم وزارة الدفاع إيغور كوناشينكوف في تصريحات تلفزيونية أن «الوحدات الروسية في القوات المسلحة سيطرت بشكل تام على خيرسون».
وقبل دقائق من ذلك، كان رئيس بلدية المدينة إيغور كوليخاييف أعلن أن المنطقة ما زالت تحت السيطرة الأوكرانية. وكتب على فيسبوك «ما زلنا أوكرانيا. ما زلنا نقاوم».
وأضاف «سأحاول اليوم إيجاد حلول لجمع الجثث وإعادة الكهرباء والغاز والمياه والتدفئة في الأماكن التي قطعت عنها. لكنني أحذر: النجاح في القيام بذلك اليوم سيكون معجزة». وتعرضت المدينة ومحيطها لقصف مكثف أمس.
وكان الجيش الروسي قد استولى على مدينة ساحلية رئيسية أخرى في أوكرانيا هي بيرديانسك، ويهاجم في الوقت الراهن ماريوبول.
وفي اليوم السادس من بدء الغزو الروسي لأوكرانيا، تعاقبت الغارات القاتلة على مدينة خاركيف، ثاني مدن البلاد التي يحاول الروس السيطرة عليها.
وقصفت الساحة المركزية لمدينة خاركيف الواقعة قرب الحدود الروسية والبالغ عدد سكانها 1,4 مليون نسمة، كما تضررت المحافظة الإقليمية، على ما أعلن الحاكم أوليغ سينيغوبوف في مقطع فيديو على تطبيق تلغرام يظهر الانفجار.
وقتل 10 أشخاص على الأقل وأصيب أكثر من 20 آخرين وفقا لخدمة الطوارئ الأوكرانية. وأسفرت غارة أخرى على مبنى سكني عن سقوط ثمانية قتلى وستة جرحى، بحسب المصدر نفسه.
وكان الجيش الأوكراني أعلن في بيان على تلغرام ليلة الثلاثاء الأربعاء أن «قوات روسية محمولة جوا أنزلت في خاركيف… وهاجمت مستشفى محليا». وتم الإبلاغ عن معارك أحرى في المدينة
وقال مستشار وزير الداخلية الأوكراني أنطون غيراشتشنكو «عمليا، لم تعد هناك منطقة في خاركيف لم تسقط فيها قذيفة مدفعية بعد».
من جهة أخرى يثير الهجوم المتوقع على العاصمة كييف مخاوف من وقوع عدد كبير من الضحايا في هذه المدينة التي يبلغ عدد سكانها نحو ثلاثة ملايين نسمة وتتمتع بتراث تاريخي ثري.
وأظهرت صور ملتقطة بالأقمار الاصطناعية الثلاثاء رتلا عسكريا روسيا يمتد على عشرات الكيلومترات يتقدم ببطء باتجاه كييف.
وقال مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية «لدينا شعور عام بأن تحرك الجيش الروسي…نحو كييف توقف في هذه المرحلة».
واستهدفت ضربة جوية برج التلفزيون في وقت متأخر بعد ظهر الثلاثاء، ما أسفر عن مقتل خمسة أشخاص وإصابة خمسة آخرين بحسب خدمات الطوارئ،
وأظهرت صورة نشرتها وزارة الداخلية البرج مغطى بدخان رمادي كثيف لكنه ما زال قائما. وبعد ساعة على الهجوم، عادت معظم القنوات الأوكرانية إلى العمل بشكل طبيعي.
وفي وقت مبكر بعد ظهر الثلاثاء، دعا الجيش الروسي المدنيين في كييف الذين يعيشون قرب منشآت لأجهزة الأمن الأوكرانية إلى المغادرة قائلا إنه يريد استهدافها لوقف «الهجمات الإلكترونية ضد روسيا».
ويبدو أن احتمال وقوع هجوم كبير على العاصمة يتزايد كل ساعة. وكان سكان كييف الذين بقوا فيها، يستعدون منذ أيام لوصول الجيش الروسي، فأقاموا حواجز وحفروا خنادق وصنعوا قنابل مولوتوف.
وفي المقابل، يبدو أن القوات الروسية أحرزت تقدما في جنوب أوكرانيا المطل على بحر أزوف.
ففي ميناء ماريوبول، أصيب أكثر من مائة شخص بجروح الثلاثاء بنيران روسية، وفقا لرئيس البلدية فاديم بويتشينكو. وخلال الليل أعربت وزارة الدفاع الأوكرانية عن خشيتها من هجوم من بيلاروسيا.
وقالت الوزارة في بيان على فيسبوك «وضعت القوات البيلاروسية في حالة تأهب قصوى وهي في مناطق التركيز الأقرب من الحدود مع أوكرانيا».
وأضافت أن الاستخبارات الأوكرانية رصدت الثلاثاء «نشاطا كبيرا» للطائرات في المنطقة الحدودية كما شوهدت أرتال مركبات وهي تنقل مواد غذائية وذخيرة إلى هذه المنطقة.
من جانبها، قالت وزارة الدفاع الروسية إن قواتها التي تقدمت عبر الساحل من شبه جزيرة القرم انضمت إلى القوات الموجودة في منطقة دونيتسك الانفصالية الموالية لروسيا، ما يوفر رابطا استراتيجيا للقوات الروسية.
ولم يتسن التحقق من المعلومات على الفور. وفي وقت سابق، أكد الجيش الأوكراني أنه أحبط هذه المحاولة.
بوادر أزمة إنسانية غير مسبوقة
مع اشتداد حدة المعارك، تصاعدت المخاوف من حصول أزمة إنسانية غير مسبوقة تشهدها أوروبا، حيث ارتفع عدد اللاجئين الفارين من أوكرانيا إلى البلدان المجاورة مجددا، ووصل إلى 836 ألف شخص حسب تقديرات نشرتها أمس مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين .
وبذلك، ارتفع العدد ب160 ألف لاجئ بعدما كان 677 ألفا الثلاثاء بسحب ما أعلن المفوض السامي لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي خلال نداء عاجل لتمويل مساعدات إنسانية للبلاد وللأشخاص الذين فروا من المعارك.
واستمرت طوابير طويلة من السيارات في التوجه نحو الحدود البولندية من مدينة لفيف في غرب أوكرانيا والتي أصبحت بوابة خروج ومركزا للإجلاء.ويتوقع الاتحاد الأوروبي نزوح أكثر من سبعة ملايين شخص.
وتبقى حصيلة الخسائر البشرية غير واضحة. فقد تحدثت الأمم المتحدة يوم الاثنين عن مقتل 102 مدني وإصابة 304، لكن الأرقام الفعلية «أعلى بكثير».
وأشارت أوكرانيا إلى مقتل 352 مدنيا وإصابة 2040 شخصا منذ الخميس الماضي مؤكدة أن آلاف الجنود الروس سقطوا أيضا. ولم يصدر الروس أي حصيلة رسمية.
وأمام هذه التطورات، تضاءلت الآمال في التوصل على حل للأزمة، حيث إلى حدود منتصف الأربعاء، لم يؤكد إن كانت جولة ثانية من المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا ستتم.
وفي وقت سابق أعلنت موسكو أن الوفد الروسي مستعد لاستئناف محادثات السلام مع أوكرانيا، وأوضح الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف «وفدنا سيكون جاهزا لمتابعة المحادثات» مشيرا إلى أن الوفد يتوقع استئناف المحادثات مساء الأربعاء.
وقال إن فلاديمير ميدينسكي، مساعد الرئيس فلاديمير بوتين سيستمر في ترؤس الوفد الروسي في المحادثات بشأن أوكرانيا، من دون ذكر المكان الذي ستعقد فيه الجولة التالية من المفاوضات.
وعقدت الجولة الأولى من المحادثات بين الوفدين الروسي والأوكراني عند الحدود الأوكرانية-البيلاروسية، لكنها لم تسفر عن نتائج.
اتساع شقة الخلاف وبايدن يتوعد بوتين
مع دخول الحرب يومها السابع، اتسعت شقة الخلاف بين روسيا والغرب الذي يساند أوكرانيا، وعلى الخصوص الولايات المتحدة. وفي هذا الإطار شن الرئيس الأمريكي جو بايدن هجوما حادا على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بمناسبة
أول خطاب له عن حالة الاتحاد. وقال بايدن إن بوتين «ديكتاتور» بات «معزولا أكثر من أي وقت مضى».
وأضاف بايدن أمام الكونغرس أن ما يقوم به «ديكتاتور روسي من غزو لدولة أجنبية له أثمان في كل أنحاء العالم»، مشددا على أن «بوتين كان مخطئا . نحن مستعدون، نحن أقوياء».
وتابع أن الرئيس الروسي «كان يظن أن الغرب وحلف شمال الاطلسي لن يردا» لكن «في المعركة بين الأنظمة الديموقراطية وتلك الاستبدادية، أثبتت الديموقراطيات أنها على قدر التحدي، ومن الواضح أن العالم يختار جانب السلام والأمن».
وفي إشارة إلى بوتين، حذر الرئيس بايدن من أنه «إذا لم يدفع الديكتاتوريون ثمن عدوانهم، فإنهم يتسببون في مزيد من الفوضى».
وأضاف «ربما يطوق بوتين كييف بالدبابات لكنه لن ينجح أبدا في الاستيلاء على قلوب الشعب الأوكراني وأرواحهم ولن يقضي على حبهم للحرية أبدا «.
وتوعد بايدن الأوليغارشيين الروس بمصادرة «يخوتهم وشققهم الفاخرة وطائراتهم الخاصة» والتي قال إنهم حصلوا عليها نتيجة أعمال غير شريفة.
من جانبه دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الثلاثاء خلال محادثة هاتفية مع جو بايدن إلى «إيقاف المعتدي» الروسي «بأسرع وقت».
وتحدث الرئيسان خلال الاتصال عن العقوبات الغربية ضد روسيا، والمساعدة التي تقدمها الولايات المتحدة ودول أخرى لأوكرانيا في مجال الدفاع، وفق زيلينسكي.
من جانبه، قال البيت الأبيض إن «تأثير هذه العقوبات بدأ يظهر على الاقتصاد الروسي».
وكان الرئيس الأوكراني قد دعا الأوروبيين أن «يثبتوا أنهم مع أوكرانيا» مطالبا بانضمام بلاده إلى الاتحاد الأوروبي.
وقال متوجها عبر الفيديو إلى أعضاء البرلمان الأوروبي «ستكون أوروبا أقوى بكثير بوجود أوكرانيا فيها… من دونكم، ستكون أوكرانيا وحيدة. لقد أثبتنا قوتنا وأظهرنا أننا مساوون لكم…لذا أثبتوا أنكم معنا وأنكم لن تتخلوا عنا».
روسيا المهددة بالعزلة تبحث عن حلفاءها
في الوقت الذي تكتلت فيه دول الغرب في مواجهة روسيا، واتخذت سلسلة غير مسبوقة من العقوبات الاقتصادية وغيرها، في مسعى إلى عزلها عن العالم، بدا أن قلة قليلة من الدول تساند روسيا، أو تحاول النأي بنفسها عن الاصطفاف وراء أحد الطرفين.
فمنذ بداية الحرب، اتجهت الأنظار إلى الصين، القوة الاقتصادية الكبرى وعضو مجلس الأمن الدولي، لكن وإلى حدود أمس، لم تساند بكين الغرب في مواجهته لروسيا، ورفضت إدانة الحرب التي أعلنها بوتين على أوكرانيا.
وكان سفير الصين لدى الأمم المتحدة أكد خلال اجتماع طارئ للجمعية العامة للأمم المتحدة الاثنين أن العالم «لن يكسب شيئا» من حرب باردة جديدة بين الولايات المتحدة وروسيا.
وقال تشانغ جون «انتهت الحرب الباردة منذ زمن طويل. يجب التخلي عن عقلية الحرب الباردة المبنية على مواجهة المحاور بعضها لبعض» مضيفا «لا مكسب من بدء حرب باردة جديدة بل سيخسر الجميع».
ودعت الصين التي ترفض إدانة روسيا على هذا التصرف إلى وقف تصعيد النزاع من خلال المتحدث باسم وزارة الخارجية وانغ وين بين الذي دعا الأطراف المتحاربة إلى «التزام الهدوء وضبط النفس لتجنب مزيد من التصعيد».
ورفضت بكين الجمعة الموافقة على قرار لمجلس الأمن يدين الغزو الروسي لكنها لم تصوت ضده أي ا بل لجأت إلى الامتناع عن التصويت.
على عكس ذلك أعرب الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو خلال محادثة هاتفية الثلاثاء مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين عن «دعمه القوي» لموسكو بحسب ما جاء في بيان للكرملين وتغريدة لمادورو.
وأوضح بيان الكرملين أن «مادورو أعرب عن دعمه القوي للإجراءات الرئيسية لروسيا واستنكر نشاط الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي المزعزع للاستقرار وشدد على أهمية محاربة حملة الأكاذيب والتضليل التي أطلقتها الدول الغربية».
وأضاف أن بوتين «شارك رؤيته للوضع في ما يتعلق بأوكرانيا وأكد أن أهداف العملية العسكرية الخاصة تتمثل في حماية السكان المدنيين في دونباس واعتراف كييف بجمهوريتي دونيتسك ولوغانسك وبالسيادة الروسية على شبه جزيرة القرم، وفي نزع سلاح الدولة الأوكرانية واجتثاث نازيتها وضمان وضعها المحايد وغير النووي».
من جهته كتب مادورو في تغريدة «أجريت محادثة هاتفية مع الرئيس فلاديمير بوتين وأكدت إدانة فنزويلا للأعمال المزعزعة للاستقرار التي يقوم بها حلف شمال الأطلسي، وكررت الموقف الثابت لمصلحة التفاهم والحوار كوسيلة للحفاظ على السلام».
أما إيران، فقد اعتبر المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي الثلاثاء أن أوكرانيا التي تواجه غزوا روسيا، هي «ضحية» سياسات الولايات المتحدة، داعيا إلى «وقف الحرب» التي تتعرض لها منذ قرابة أسبوع.
وقال خامنئي «جذور الأزمة الأوكرانية هي سياسات الولايات المتحدة والغرب»، معتبرا أن النظام السياسي الأميركي «يتغذى على الأزمات. يتغذى على أزمات مختلفة في أنحاء العالم»،
وأضاف «أوكرانيا اليوم هي أيضا ضحية لهذه السياسة. اليوم، وضع أوكرانيا مرتبط بالسياسة الأميركية. الولايات المتحدة جرت أوكرانيا إلى هذه النقطة»، من خلال «التدخل بشؤون ذلك البلد، وتحريك التجمعات ضد الحكومة، صنع ثورات مخملية وانقلابات ملونة، وإزاحة هذه الحكومة ووضع تلك».