انتهت الحلقة الأخيرة من مسلسل الببغاوات المحجوزة لصاحبها حميد التي استأثرت قضيتها باهتمام الرأي العام الوطني والدولي على مواقع» السوشيال ميديا»، كما عرض بعض السياح صور ذكرياتهم معها معلنين تضامنهم ومطالبين بإعادتها إلى صاحبها، إلى أن وصل موضوعها إلى البرلمان والتلفزيون والإذاعات والصحف الورقية والإلكترونية، ولفت الانتباه إلى دور الذي تلعبه ساحة وطاء الحمام في السياحة بمدينة شفشاون.
وكما فارق حميد ببغاواته بدموع الألم والحسرة تسلمها بصوت وبرأس مرفوع وبفرح وبهجة، واحتفال بهيج لا يتصور، رفقة زوجته وأفراد أسرته وأصدقائه .
وبروح المواطنة والمسؤولية، عادت الطيور إلى شفشاون وإلى ساحة وطاء الحمام، فعادت الثقة وعاد التفاؤل إلى حميد وكل المتضامنين معه، وعادت الحياة إلى طبيعتها واستقرارها اليومي بالمدينة القديسة، التي تُحسد على نعمة الجمال التي تتميز بها.
لقد أوفى الجميع بوعدهم من أجل جمال وعيون شفشاون القديسة، التي هي الآن مدينة عالمية وسياحية بامتياز على مدار السنة، وذلك بعد تدخل كل المسؤولين بدءا من الوكالة الوطنية للمياه والغابات، ووزارة الفلاحة وعمالة الإقليم وباشوية شفشاون، وفعاليات حقوقية ومدنية، دون أن ننسى الدور الهام الذي قام به الإعلام الجاد والمسؤول في إثارة هذه القضية بكل موضوعية ومهنية .
الجميع كان له دور في قضية تتعلق بالسياحة لأجل إعادة الببغاوات إلى حميد بنسعيد، الذي صار اسمه نارا على علم يتردد على مواقع البحث الإلكترونية العالمية، حيث يظهر بشكل لافت رفقة صور ببغاوات بساحة وطاء الحمام بمدينة شفشاون التي صارت علامة سياحية، ونالت شهرة كبيرة في المغرب لم تحظ بها باقي الحيوانات في المحميات الغابوية المستوردة من عدة بلدان استوائية أو أسيوية .
وكانت جريدة الاتحاد الاشتراكي أول جريدة مغربية تطرقت لقضية حجز الببغاوات، ووجهت نداء عبر صفحاتها لإعادتها إلى حميد، اعتباراً للجمالية والجاذبية التي تعطيها لساحة وطاء الحمام خلال عرضها والتقاط صور تذكارية من طرف السياح المغاربة والأجانب، وأيضا مراعاة لظروفه الصحية والإنسانية لأنه مصاب بداء السكري وضعف البصر إذ فقد عينه بسبب مضاعفات وتأثير المرض.
لقد تسلم حميد بغاواته، مساء الثلاثاء 18 فبراير 2025، من حديقة الحيوانات العمومية بمدينة المحمدية المفتوحة في وجه الزوار حيث تم وضعها دخل أقفاص عند احتجازها.
وأوضح حميد في تصريح لجريدة الاتحاد الاشتراكي ..أنه «فرح كثيرا وهو يتسلم ببغاواته بعد أن وجدها في صحة جيدة .»
وكشف حميد في تصريحه أن هذه الببغاوات الخمسة التي هي كأولاده تحمل أسماء مخصوصة، وينادي على كل واحد منها باسمه كمايلي: بوتشيني (أبيض) ، ريكو ، بيمو، باكو…
وتقدم حميد صاحب الببغاوات وهو يتحدث بنشوة وفرح عارم عن ببغاواته التي كانت بمدينة المحمدية لما يقارب الشهر بالشكر إلى الجميع كل واحد باسمه وصفته من الذين ساندوه وتضامنوا معه في محنته سواء الذين اتصلوا به أو أولئك الذين كتبوا تدوينات على حساباتهم بمواقع التواصل الاجتماعي.
وقال إنه لما دخل المحمية، انبهر بالحيوانات الموجودة بها.. وبالمرافق والخدمات المتميزة التي تقدم للزوار. وكان وقتها يشعر برعشات وارتجاف، وشوق الانتظار إلى أن وصل إلى الأقفاص الكبيرة التي وضعت فيها الببغاوات، ووقتها كان المطر يهطل وأخبره مسؤول مختص بالمحمية أن طيوره استوائية تتحمل البلل بالأمطار. ويقول حميد أن هذه المعلومة مهمة حيث كان يخاف عليهم من المطر ويضع المظلة بساحة وطاء الحمام لتحميهم في فصل الشتاء من الأمطار وفي فصل الصيف من الحرارة.
وقال إنه يطير من الفرح وجد سعيد بحصوله على رخصة سياحية خاصة بعرض طيوره بساحة وطاء الحمام، وذلك بعد إجراءات إدارية وقانونية وضعت حلا للمشكلة بتسوية الوضعية القانونية للطيور المذكورة التي تم حجزها في وقت سابق، حيث تعد هذه الطيور من الأنواع المهددة بالانقراض، وصنفت ضمن الفئات المحمية وفقاً للقانون رقم 29.05 المتعلق بحماية أنواع النباتات والحيوانات المتوحشة ومراقبة الاتجار بها.
وبهذا يكون الستار قد أسدل على قضية شغلت الرأي العام المحلي والوطني والدولي، ونالت تعاطفا كبيرا حين اعتبر حميد بنسعيد في خرجته أن الببغاوات التي حجزت منه هي بمثابة أولاده في إشارة إنسانية ذرف خلالها دموع الألم والحسرة والفراق ..في وضع مؤثر نال عطف الجميع حينما قال إنه لم يرزق بالأولاد والببغاوات تعوضه الحنان والعطف الإنساني، وهي مورد رزقه في معيشته حيث يعرضها للسياح لالتقاط صور تذكارية مقابل ثمن رمزي.
من جهتها، ولتنوير الرأي العام، أعلنت الوكالة الوطنية للمياه والغابات في بلاغ صحفي أنها قامت بتسوية وضعية الطيور المذكورة التي تم حجزها في وقت سابق.
وفي إطار تبني مقاربة تصالحية من قبل الوكالة، جرى إبرام صلح قانوني في حالات معينة، تقدم المعني بالأمر بطلب صلح وتمت الاستجابة له مقابل دفع غرامة جزافية، ما أدى إلى وقف الإجراءات القضائية ضده، كما تم تكييف الوضع وفقا لأحكام القانون، خاصة المادة 73 التي تسمح بترخيص الحيازة في بعض الحالات الاستثنائية.
وفي هذا السياق، قدمت الوكالة الوطنية للمياه والغابات رخصة قانونية لحيازة الطيور، بناءً على الوثائق التي قدمها صاحب الطيور، والتي تثبت أنه كان يمتلكها قبل دخول القانون حيز التنفيذ. وقد أصدرت الوكالة هذه الرخصة بعد التأكد من الالتزام بكافة الإجراءات القانونية، بما في ذلك ترقيم الطيور باستخدام رقاقات إلكترونية.
وتشمل الرخصة مجموعة من الشروط الرامية إلى الحفاظ على صحة وسلامة الطيور، مثل الإيواء في أماكن مريحة ومراقبتها من قبل طبيب بيطري مختص، بالإضافة إلى منع بيعها أو تزاوجها أو استخدامها من قبل أطراف أخرى. كما ينص التصريح على أن الببغاوات ستظل حصرية للعرض.