وجه المركز الوطني للامتحانات المدرسية وتقييم التعلمات مذكرة إلى مديرات ومديري الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين بخصوص التلميذات والتلاميذ بمستوى السنة السادسة ابتدائي والسنة الثالثة إعدادي الذين تعذر عليهم اجتياز الامتحان الموحد المحلي بسبب إصابتهم بمرض الحصبة (بوحمرون).
وأكدت الوزارة في المذكرة أنه، بصفة استثنائية، سيتم تنظيم دورة استدراكية لفائدة جميع التلميذات والتلاميذ الذين تعذر عليهم اجتياز اختبارات الامتحان الموحد بسبب إصابتهم بالمرض. وشددت على ضرورة الالتزام بجميع المساطر المعمول بها في إعداد مواضيع الامتحانات وتصحيحها، حفاظا على مبادئ الاستحقاق وتكافؤ الفرص بين جميع المترشحين.
ويعاني المغرب حاليا تفشيا كبيرا لداء الحصبة، المعروف محليا بـ»بوحمرون»، حيث بلغ عدد الإصابات المسجلة منذ شتنبر 2023 أكثر من 25 ألف حالة، منها 120 وفاة، مما دفع وزارة الصحة إلى تصنيف الوضع «وبائيا».
وأوضح محمد اليوبي، مدير مديرية علم الأوبئة ومحاربة الأمراض بوزارة الصحة والحماية الاجتماعية، أن انتشار المرض بهذا الشكل يُعد استثنائيا مقارنة بالسنوات الماضية، التي لم تتجاوز فيها الحالات المسجلة ثلاث أو أربع حالات سنويا. وأضاف أن معظم الوفيات سُجلت بين الأطفال دون سن الخامسة وكبار السن فوق 37 عاما.
أرجع اليوبي سبب هذا الانت10استكمال جدول التلقيحات حفاظا على صحة أبنائهم، والحد من عواقب مثل هذه الأوبئة مؤكدين أنه في قطاع التعليم وبفضل التطور التكنولوجي من الضروري أن تضطلع وزارة الصحة بمراقبة الدفاتر الصحية للتلاميذ والتأكد من استكمالهم للقاحاتهم وتذكير الآباء بموعد اللقاحات تفاديا لتفش أكبر لهذا المرض الخطير والمعدي ولغيره من الأمراض.
من جهة أخرى أشار خبراء إلى أن الاضطرابات المتكررة في قطاع الصحة، خاصة في المناطق النائية، قد ساهمت في تراجع الإقبال على تلقيح الأطفال. كما أن الشائعات حول بعض اللقاحات، خاصة أثناء جائحة كوفيد-19، أثرت بشكل سلبي على وعي أولياء الأمور بأهمية التلقيح.
يذكر أن التلقيح ضد بوحمرون يعطى للأطفال على شكل جرعتين الأولى في الشهر التاسع والثانية في الشهر الثامن عشر.