بعد أن غاص في عوالمه عقدا من الزمن

إبراهيم الخطيب يترجم «مع بورخيس» لألبرتو مانغيل

 

عن منشورات الفنك، صدرت حديثا الترجمة العربية لكتاب ألبرتو مانغيل»مع بورخيس» بترجمة الناقد إبراهيم الخطيب.
في بوينس أيرس، سنة 1964، يدنو كاتبٌ أعمى من موظف مكتبة عمره ستة عشر عاماً ويسأله إن كان يهمه العمل بدوام جزئي كقارئ بصوتٍ مرتفع.
كان الكاتب هو خورخي لويس بورخيس، أحد العقول الأدبية الأكثر رهافة في العالم، وكان الصبي هو ألبرتو مانغويل، الذي أصبح لاحقا مولِّفا ومحبّا للكتب مشهودا له بذلك على المستوى العالمي.
أمضى الفتى مانغويل عدة سنوات يقرأ بصوت مرتفع، ويدوِّن ما يقوله بورخيس اللغز. وههنا يستعيد ذلك الزمن بأمانة ودفء، ويعرض لنا لوحة حميمية ومؤثرة لواحد من كبار الأدباء العظماء.
الكتاب سرد تحصيلي ممتع للقاءات المؤلف ألبرتو مانغيل مع الكاتب الأرجنتيني لويس بورخيس، لم تكن تخلو من صدف وأحاديث جانبية على مائدة الطعام ، وجولات في شارع فلوريدا ببوينس أيريس، وزيارات لكتاب آخرين ، ومشاهدات لأفلام.
لقد استحضر ألبرتو مانغيل هنا ذاكرة المراهق الذي كانه في تلك السنوات الأربع التي قضاها مع بورخيس لاستعادة لحظات اعتبرها استثنائية وحاسمة في حياته.
يذكر أن المترجم والناقد المغربي إبراهيم الخطيب، داوم على قراءة بورخيس عشر سنوات، قبل أن يغامر ويترجمه لقراء العربية…
وسبق للخطيب أن ترجم الى العربية ثلاث روايات صادرة عن دار الفنك للكاتب الاسباني خوان غويتيصولو. كما ترجم لبورخيس مجموعتين قصصيتين هما «المرايات والمتاهات»، «الدنو من المعتصم»، وديوانا شعريا بعنوان «مديح العتمة».
أن تعرف أن مترجما ظلّ يقرأ لكاتب طيلة عقد قبل أن يدخل غمار ترجمته، سيُعطيك انطباعا أوليا عن أيّ «عُملةٍ» من المترجمين هو إبراهيم الخطيب، يقول عنه الكاتب محمود الرحبي، ويزيد: لا يعرف القارئ العربي من أي لغةٍ تأتيه ترجمات المغربي إبراهيم الخطيب، فقد ترجم للأمريكي بول بولز من الإنجليزية، ولخورخي لويس بورخيس، وخوان غويتسولو، من الإسبانية، وترجم للشكلانيين الروس ورولان بارت من الفرنسية. ولكن هذا القارئ يعرف أمرا أساسيا، فالخطيب يقدّم كل ترجماته بلغة عربية قوية وعذبة في الآن ذاته، تدلّ على استمتاع ومنادمة طويلة وعشق نادر للغة الضاد..


بتاريخ : 09/09/2020