بعد أن غاص في وحل الريع والفوضى .. دفتر تحملات جديد لمرفق ركن السيارات

بطلب من السلطات البيضاوية، تعكف جماعة الدارالبيضاء هذه الأيام على وضع مشروع لدفتر تحملات جديد، يهم مرفق ركن السيارات للخروج من حالة الفوضى التي يعيشها هذا المرفق، بسبب كثرة الحراس غير النظاميين من جهة وبسبب التسيب الذي تعرفه عملية توزيع التراخيص، التي اتضح مؤخرا أنها تمنح لعائلات وأشخاص ميسورين منهم من يعد من أرباب المقاولات، ومنهم من يعيش في رغد الحياة، يحوزون هذه التراخيص بطرق ملتوية فيها الكثير من الشبهات بتواطؤ مع منتخبين، ويكترون الأماكن لحراس معوزين تختلف سومتها اليومية حسب حركة الجولان والموقع، إذ منهم من تدر عليه هذه العملية ما لا يقل عن 2000 درهم في اليوم، وبحسب المعطيات الأولية التي تحصلنا عليها، من مصادر جماعية، فإن المشروع وضع في أولوياته أن الاستفادة من الرخص الجديدة ستكون للعائلات في وضعية هشاشة ولذوي الاحتياجات الخاصة ممن يعيشون حالة الفقر، وأيضا للمستفيدين حاليا من نفس الفئات، ولم يحدد دفتر التحملات بعد سومة الاستفادة أو الإتاوة التي كانت تقف في السابق عند خط 3 دراهم للمتر في الشهر، وذهبت المعطيات التي تحصلنا عليها، إلى أن عملية التراخيص والاستفادة ستكون مرقمة خضوعا لشرط الشفافية والحد من التلاعبات التي كانت تمارس في السابق .
وكانت رئيسة جماعة الدارالبيضاء قد بعثت قبل شهر بمذكرة داخلية لرؤساء المقاطعات تحثهم على الإحجام عن منح أي رخصة حراسة أو تجديد الرخص السابقة، وهي المذكرة التي تم تسريبها ووصلت للحراس وأيضا لمستفيدين بغير وجه حق وحولوها لريع عائلي، فاعتلت ضجة كبيرة هذا الموضوع، ما اضطرت معه الجماعة للخروج للإعلام وتقديم تلك الحقائق الصادمة وواقع المرفق المستغل بغير وجه حق، حتى أن هناك مرابد خاصة تعمل بشكل عشوائي، تدر على أصحابها ملايين الدراهم دون أن تستفيد خزينة المدينة ولو بفلس من رسوم الاستغلال .
ويتوزع على جغرافيا تراب مدينة الدارالبيضاء، حوالي 800 ألف ركن للسيارات، منها ما هو مستغل بشكل «بلطجي»، الأمر الذي ينشب حوله صراعات بين الحراس في ما بينهم، وبين الحراس والمواطنين، أكثر من هذا فهناك من يستغل حتى الأماكن الخاضعة للعدادات العمومية، وهو أمر غير مقبول البتة، وبخصوص العدادات فإن المعطيات تفيد بأن شوارع المدينة ينتشر فيها فقط 15 ألف ركن خاضع للعدادات، في الوقت الذي يجب أن يخضع 45 ألف ركن لهذه العدادات، بحسب المخطط المديري للنقل والتنقل، بمعنى أن المدينة ضاع عليها 30 ألف ركن، وفي الوقت الذي لا يصل فيه اليوم عدد العدادات إلى 800 عداد، وتجهل الجماعة العدد الحقيقي للحراس المنتشرين في الشوارع والدروب والساحات، فقط لديها أرقام جزافية تقول بأن منطقة سيدي مومن تحتضن 131 حارسا و1300 بمنطقة المعاريف و403 بسيدي بليوط، ويبقى العدد الأكبر منتشرا في منطقة آنفا.


الكاتب : ع.رياض

  

بتاريخ : 19/02/2025