أسدل الستار على البطولة الاحترافية بقسميها الأول والثاني على التوالي يومي12و18ماي الجاري، بتتويج نهضة بركان بلقب البطولة لأول مرة في تاريخه، حيث بات الفريق رقم 20 الذي يحرز اللقب بعد الوداد الرياضي بـ 17لقبا، الجيش والرجاء الرياضي بـ 13 و4 ألقاب لكل من المغرب الفاسي والنادي القنيطري، قم لقبين للكوكب المراكشي، حسنية أكادير والمغرب التطواني. ولقب واحد لفرق نجم الشباب البيضاوي، النهضة السطاتية، الراك، رجاء بني ملال، مولودية وجدة، شباب المحمدية، الأولمبيك البيضاوي، النادي الكناسي، أولمبيك خريبكة، الفتح الرباطي واتحاد طنجة.
ويعد لقب بركان هو الثاني لمنطقة المغرب الشرقي، بعدما سبق لمولودية وجدة أن حقق هذا الإنجاز قبل 50 سنة، خلال موسم 1975 – 1974. لقب كان وراءه لاعبين كبار، يتقدمهم العميد والدولي محمد الفيلالي والمتألق كمال السميري، إلى جانب مرزاق، بلحيوان، مغفور، حديدي وجويط… تحت إشراف المدرب محمد العماري.
وبعد ذلك شارك في دوري محمد الخامس الدولي، حيث استعان خلاله بنجم نهضة بركان حميدة بوسحابة.
فريق وإن تميزت مسيرته منذ سنة 1988 بالنزول والصعود، فإنه خلال الموسم الأخير، وفي الوقت الذي كان جمهوره ومحبوه ينتظرون عودته السريعة لقسم الكبار، وقع ما لم يكن في الحسبان وظل يهيمن عليه التواضع، متراجعا إلى الصفوف الخلفية متأرجحا بين النزول المباشر لقسم الهواة ولعب لقاء السد قصد الإفلات. لتفرض عليه في النهاية رتبته 14 خوض غمار السد، بعد أن بلغت حصيلته 32نقطة، جمعها من 6 انتصارات، 14 تعادلا و10 هزائم.
وضع مؤسف لم يسبق أن بلغه فريق مدينة الألف سنة، الذي كان في الأيام الخوالي مهاب الجانب، يتمتع بهوية وشعبية كبيرة وتعاطف الرياضيين حتى من خارج وجدة.
شخصيا حضرت العديد من لقاءاته بمدن أكادير، الدار البيصاء، الرباط، القنيطرة، فاس، مكناس، الخميسات وتيفلت. وفي إحداها وكان ذلك بملعب الفتح بالرباط، تابعت صحبة جمهور اتحاد الخميسات، الدي جاء لمؤازرة فريقه ضد اليوسفية الرباطية برسم الدورة 19من بطولة القسم الأول في موسم 1973 – 1972، وفاز الإتحاد بـ 0 – 2، وبعده جرى لقاء الفتح ومولودية وجدة (1 – 2)، وعقب نهايته سار أنصار الفريق الزموري وراء اللاعبين الوجديين حتى محطة القطار، مرددين أناشيد تتغنى بعظمة المولودية.
فريق شباب المحمدية، بصم هو الآخر على موسم مأساوي بكل المقاييس، وحصيلته المذلة والمخجلة، تعد سابقة في تاريخ الكرة الوطنية وتاريخ الشباب، ولا تليق بعطاءاته وتاريخه الحافل وسمعته ومكانة المدينة التي يحمل اسمها.
أربع نقط في30مقابلة، وبدون فوز، ليحطم بذلك رقم رجاء بني ملال، الذي سجله خلال موسم 2020 – 2019، بالقسم الأول، بحصوله على 12نقطة من فوز و9 تعادلات، مقابل 20هزيمة. مما يبعث الأسى والحسرة في نفوس محبيه.
وإذا عدنا 50سنة إلى الوراء، وتحديدا في موسم 1975 – 1974، فإن الفريق كان وقتها يشكل معادلة مهمة داخل المنظومة الكروية الوطنية، حيث توج عميده ونجمه أحمد فرس بالكرة الذهبية. وأحرز الفريق كأس العرش بعد تجاوز الاتحاد القاسمي بـ 0 – 2 يوم 6 يوليوز 1975بالملعب الشرفي بالبيضاء. وساهم لاعبوه، خاصة الثنائي فرس والراحل عسيلة صحبة الفريق الوطني بقوة في تأهله إلى نهائيات أمم إفريقيا بإثيوبيا 1976، بتسجيلهما للعديد من الأهداف خلال الإقصائيات، كان آخرها في لقاء الحسم ضد منتخب غانا، الذي كان آنذاك من بين أقوى منتخبات القارة السمراء. فبعد هزيمة الفريق الوطني في لقاء الذهاب بكوماسي بـ 0 – 2، كان لقاء العودة بالبيضاء، وفيه تمكن أشبال المدرب مارداريسكو من تسجيل
هدفي التعادل. الهدف الثاني كان من توقيع عسيلة من ضربة جزاء في الأنفاس الأخيرة من المقابلة، لتفوز النخبة الوطنية بضربات الترجيح بـ 3 – 4. وبالتالي التأهل لأديس أبابا في مارس 1976، حيث كان الشباب ممثلا بأربع عناصرهم: فرس، عسيلة، إبراهيم كلاوة والحدادي.
ورغم هذه الوضعية المؤسفة، فإن الشباب لا محالة يؤمن بطموحاته المشروعة لطي هذه الصفحة القاتمة، واستعادة أمجاده كما هو مدون بأحرف بارزة بملعب البشير «نؤمن بطموحاتنا»
بعد إسدال الستار على البطولة الاحترافية بقسميها الأول والثاني .. حكاية نهضة بركان، شباب المحمدية والمولودية الوجدية مع الرقم 50

الكاتب : أورارى علي
بتاريخ : 23/05/2025