بعد اعتصامه فوق سطح خزان الماء ببني ملال المحتج يعتدي على عنصر الوقاية المدنية ثم يسقط من أعلى مشنوقا

 

تحول الشخص المعتصم فوق خزان الماء بقرية أولاد يوسف ببني ملال إلى جاني، بعد اعتدائه على عنصر من الوقاية المدنية الذي صعد إلى الخزان لمحاولة مساعدته بعد أن ادعى بأنه أصيب بوعكة صحية.
المعتصم المعروف في قبيلة أولاد يوسف، ب، البالغ من العمر 45 سنة تحايل على موظف الوقاية المدنية وارتمى عليه بعد أن بلغ سطح الخزان بالضرب بعصا حديدية حتى فقد وعيه ثم كبله بالحبل الذي يستعمله الموظف في تدخلات الإنقاذ، وحاول زميله الذي صاحبه إنقاذه، لكن المحتج هدده بالعصا فتراجع إلى الأسفل عبر سلم الخزان. وبعد حوار بين مختلف السلطات مع المحتج رمى الأخير بعنصر الوقاية المدنية من الأعلى ليقع على الفراش البلاستيكي ” غونفلور”، الذي أعده عناصر الوقاية المدنية في الأسفل. الكارثة لم تنته بعد، فبعد حلول فرقة خاصة من الدرك الملكي للتدخل صعدوا لمحاولة إنزاله لكنه قاومهم بالة حادة ليسقط من الأعلى معلقا على جدار الخزان بعد أن كان قد لف حبلا حول عنقه.
وكان هذا الشخص قد صعد قبل أكثر من أسبوعين إلى سطح خزان الماء بقرية أولاد يوسف، وهو يطالب بفتح تحقيق حول وفاة والده قبل عدة سنوات مدعيا بأنه مات مقتولا، وحاولت منذ ذلك الحين مختلف عناصر الأمن والسلطات وممثل النيابة العامة إقناعه بالنزول لمحاورته حول مطالبه لكنه رفض كل ذلك، مواصلا اعتصامه فوق سطح خزان الماء لمدة أسبوعين…
وقد تم نقل موظف الوقاية المدنية على وجه السرعة إلى إحدى المصحات الخصوصية ببني ملال لتقديم العلاجات الضرورية وهو الآن في كامل وعيه حيث أصيب بكسر في ذراعه وبعض الرضوض في مختلف أجزاء جسمه، بينما نقل المعتدي إلى المستشفى الجهوي لبني ملال حيث يرقد بقسم العناية المركزة.
هذا الحادث الذي تابع تفاصيله الرأي العام الملالي والوطني، منذ حوالي أسبوعين، تحول من احتجاج عادي كباقي الحركات الاحتجاجية الفردية المعزولة إلى كارثة إنسانية نجا منها بأعجوبة موظف في الوقاية المدنية أثناء القيام بعمله، وكادت أن تزهق روح منفذها الذي يرقد بين الحياة والموت. حادث أظهر جليا فشل السلطات في معالجة الأمر سواء في البداية على مستوى الحوار وكذا على مستوى تدخلات الإنقاذ التي كانت تنفذ بشكل بدائي بأفكار هاوية وبدون معدات
وآليات مخصصة لمثل هذه الحالات، وهو ما خلق تذمرا كبيرا لدى المواطنين الذين تابعوا مسلسل هذا الحادث، والذين يطالبون بفتح تحقيق شفاف لكشف ملابساته وتحديد المسؤوليات.


الكاتب : أ - عبد العاطي

  

بتاريخ : 14/07/2025