وجّهت الجمعية المغربية لتعزيز الصحة نداء لمختلف الفاعلين المدنيين من أجل تعزيز كل أشكال وسبل التصدي لظاهرة انتحار اليافعين. وجاءت الدعوة على إثر الحادث الأليم الذي عرفه حي النجد بمدينة الجديدة خلال الشهر الفارط، والمتمثل في إقدام طفل يبلغ من العمر 14 سنة على إنهاء حياته شنقا داخل منزل أسرته، حيث اعتبرت الجمعية بأن هذه الواقعة تعتبر مأساة آخر تنضاف إلى سلسلة من الوقائع المؤلمة التي هزّت ضمائر الأسر والمجتمع، وتدقّ ناقوس الخطر بشأن تصاعد ظاهرة الانتحار بين الأطفال واليافعين.
وفي تصريح له، شدّد زهير ماعزي رئيس الجمعية، على أن هذه المأساة تسلط الضوء مجددا وبشكل صارخ على الخطورة المتنامية لظاهرة الانتحار في صفوف اليافعين والمراهقين ومشاكل الصحة النفسية عموما، وتذكّر الجميع بالحاجة الملحّة إلى تعزيز آليات الوقاية، والإنصات، والمواكبة النفسية المبكرة في الوسط الأسري والتربوي، مؤكدا على أن مرحلة المراهقة تُعدّ من أكثر المراحل حساسية، وتتطلب اهتماما خاصاً بالتوازن العاطفي والدعم النفسي – الاجتماعي وتقوية المرونة والكفايات النفس اجتماعية.
هذا وكانت الجمعية قد دعت على إثر هذه الواقعة الأليمة إلى ضرورة اعتماد مقاربة شاملة توحد جهود كافة الفاعلين من سلطات محلية ومصالح خارجية وجماعات ترابية، ومؤسسات تعليمية، وصحية، والأسر، ومجتمع مدني، وإعلام، وتدعوهم إلى تحمل مسؤولياتهم المشتركة في حماية حياة الأطفال، مشددة على ضرورة دعم مبادرات الدعم النفسي والاجتماعي لليافعين، وتمكين المؤسسات التربوية من أدوات الكشف المبكر والتدخل الوقائي واللجوء إلى المساعدة عند الحاجة.
وطالبت الجمعية الفاعلة في المجال الصحي، والتي استطاعت أن تحقق بصمات مهمة خلال تجربتها الفتية لكن المتميزة، بمدارس معززة للصحة وتقوية القدرات في المهارات الحياتية بما يطور مهارات التواصل، وإدارة الضغوط، وتقدير الذات لدى الأجيال الصاعدة، معبرة في هذا الإطار عن التزامها بمواصلة برامجها التحسيسية والتكوينية في إطار مشروعها الرائد “Mentally”، الرامي إلى تعزيز الصحة النفسية والوقاية من السلوكيات الخطرة داخل المؤسسات التعليمية بإقليم الجديدة عبر التحسيس والتكوين ودعم خلايا الإنصات ومواكبة الأندية الصحية.
وأوضحت الجمعية بأنه لتعزيز الصحة فإن كل حياة تُنقذ هي مسؤولية مشتركة، مؤكدة على أن الاستثمار في الصحة النفسية للأطفال والشباب هو استثمار في مستقبل الوطن بأكمله. وجدير بالذكر أن الجمعية المغربية لتعزيز الصحة كانت قد تأسست في 13 أكتوبر 2024 بمدينة الجديدة، وتتبنى مبادئ ميثاق أوطاوا لتعزيز الصحة وتسعى إلى مغرب صحي، عادل ومستدام عبر التحسيس والتكوين والترافع.