بعد تسجيل حالة وفاة واحتجاج والد طفلة قبلها : واقعتان حول الخدمات الصحية تشعلان مواقع التواصل الاجتماعي في أسبوع

 

فارقت شابة في منتصف العشرينات من عمرها الحياة، يوم السبت الماضي بمصحة الساحل الخاصة بالدارالبيضاء، التي تم نقلها إليها على إثر تدهور وضعها الصحي بعد أن خضعت لتدخل طبي من أجل التجميل في مرفق صحي خاص آخر، ورغم كل المجهودات التي تم القيام بها على مستوى المصحة التي تم توجيه المريضة إليها، بحكم توفرها على مصلحة مختصة في الإنعاش المتطور، وفقا لمصدر طبي، إلا أن المعنية بالأمر لم تتمكن من تجاوز أزمتها وأسلمت روحها لبارئها، حيث طالبت أسرتها بفتح تحقيق مع الطبيب الذي أجرى لها التدخل الطبي الذي يهمّ التجميل، لتحديد ظروف وملابسات الوفاة، في الوقت الذي أكدت فيه مصادر صحية أن كل الوسائل والظروف الصحية تم توفيرها.
وفي سياق ذي صلة، كان شريط فيديو آخر لوالد طفلة قد أشعل مواقع التواصل الاجتماعي مطلع الأسبوع الفارط، احتجاجا من الأب على ما اعتبره اختلالات تقنية وغيرها في التعامل مع الحالة الصحية لطفلته، الأمر الذي نفته إدارة مصحة «جرادة» الوازيس جملة وتفصيلا، وأكدت أنها بادرت وفور علمها بمضمون الشكاية إلى فتح تحقيق إداري عاجل في حينه، من أجل تجميع كافة المعطيات المتعلقة بالواقعة، حرصا منها على حقوق المرضى والمواطنين الذين يتقدمون إلى المصحة طلبا لخدمات صحية وعلاجية، مبرزة أن هذه الخطوة تعتبر مسطرة اعتيادية وتقوم بشكل منتظم بتقييم خدماتها واستطلاع آراء المرتفقين في هذا الصدد، كما صرّحت بأنها ربطت الاتصال بوالدي الطفلة واستقبلتهما، واستمعت إلى تظلمهما سعيا منها لاستجلاء كامل الحقيقة المرتبطة بالواقعة.
وأكدت إدارة المصحة، أن الطفلة موضوع الشريط المسجّل، تم التكفل بها وفقا للمساطر الصحية المعمول بها، وباستشارة كاملة مع والديها، حول نوعية الخدمات الصحية التي جرى تقديمها، حيث تم فحصها بالأشعة التي أثبتت عدم وجود أية كدمات أو مضاعفات على مستوى رأس الطفلة، وبأن وضعيتها الصحية لا تستدعي أي خوف أو قلق عليها، وهو ما تبيّن للجميع لاحقا مع مرور الساعات والأيام، علما بأن الطاقم الطبي كان قد اقترح في حينه على والد الطفلة استشفاءها ووضعها تحت المراقبة الطبية المركزة كإجراء احترازي، في حالة ما إذا تم تسجيل أية مضاعفات على مستوى وضعيتها الصحية، لكن والدها فضل عدم الاستشفاء بعد أن تأكد من أن نتيجة الأشعة سليمة، مما يوضح، بحسب المصحة، أن الطاقم الطبي تعامل مع الحالة بالمهنية المطلوبة ولم يكن هناك أي خطأ طبي أو مهني أو تقصير في هذا الصدد. وشدّدت المصحة على أن ولوج الطفلة للمصحة والاستفادة من الخدمات الصحية لم يكن مقترنا بأية مساومة كيفما كان نوعها، إذ تم تسديد واجب الخدمة الطبية الطبيعي دون أية زيادة، خلافا لعدد من التعاليق ومضمون مجموعة من التفاعلات التي كانت لها صلة بالواقعة، مؤكدة أن ما تم تداوله بسبب الشريط المسجّل تسبب لصورة المصحة في ضرر بالغ بسبب سوء الفهم الذي رافقه، وأضافت بأنها حريصة على التأكيد على أن الأخطاء الفردية السلوكية في علاقة بالغير، التي لا صلة لها بما هو طبي، لأي من موظفيها، تبقى واردة، في إطار احتمالية الخطأ السلوكي الفردي ويتم التعامل معها بمنتهى الجدية والسرعة.


الكاتب : وحيد مبارك

  

بتاريخ : 27/11/2019