بعد تسريب وثائق وتسجيلات من كندا : «ملف المرأة الحديدية (العلبة السوداء) المعروض على استئنافية أكَادير، سيأخذ منعطفا آخر وسيعصف بعدة رؤوس مسؤولة»

علي وعلى أعدائي، ونهج سياسة الأرض المحروقة، سبيل ترى المرأة الحديدية القابعة بين أسوار سجن أيت ملول، لا محيد عنه في نهاية معركتها لكشف المستور،في ملف قضائي معروض على أنظار محكمة الاستئناف بأكَادير،بعدما وجدت المرأة الحديدية،كما تصفها وسائل الإعلام،نفسها متهمة فيه بخيانة الأمانة من قبل مشغلها المستثمر السوسي المعروف.
لكن الجديد في هذا القضية التي شغلت الرأي العام المحلي،هو أن المتهمة لم تكن سوى علبة سوداء حارقة،لأنها تملك وثائق وتسجيلات خطيرة عن كل المعاملات المالية التي تمت في الخفاء بطرق ملتوية وغيرشرعية للتملص من الضرائب الحقيقية والحصول على امتيازات عقارية وضمان سكوت وصمت المسؤولين عنها مقابل إتاوات،حسب ما يروج حاليا في وسائل الإعلام المكتوبة والإلكترونية.
هكذا من المحتمل أن يعرف هذا الملف الشائك منعطفا آخر،قد يعصف بعدة رؤوس مسؤولة محليا ومركزيا،بعد أن قام أبناء المتهمة المقيمين بكندا تسريب وثائق وتسجيلات صوتية عبارة عن حوارات بين المتهمة ومشغلها الثري السوسي، بحيث سيكون ما تم تسريبه إلى حد الآن،في حالة ما توصلت بها الجهات العليا،عبوة حارقة لن يفلت من لهيبها كل من ذكراسمه في هذه الوثائق التي تحمل أسماء مسؤولين تلقوا إتاوات مقابل الحصول على امتيازات.
لهذا لم يبق للقابعة بين أسوارالسجن إلا إخراج كل الأوراق والوثائق والتسجيلات التي تحتفظ بها وقد تكون قد وزعتها من قبل على أبنائها بداخل المغرب وخارجه تحسبا لأي طارئ محتمل، لذلك كانت مستعدة دوما لمواجهة كل السيناريوهات المحتملة في معركة ضارية شعارها»علي وعلى أعدائي»خاصة أنها تمثل العلبة السوداء لشركات المستثمر السوسي وشركاءه.
بل كانت واحدة ممن يعرف الشاذة والفاذة عن كل العمولات والمعاملات والصفقات العلنية والسرية وطرق تبييض الأموال بدليل أنها احتفظت أوبالأحرى خزنت تلك الوثائق الفاضحة خوفا من أن تنقلب الأمورعليها في الأيام القادمة،وهذا ما حدث فلم يكن لها من خلاص إلا أن تخوض في النهاية معركة»الأرض المحروقة».
وما ينتظره المتتبعون لهذا الملف القضائي الشائك، بعدما تسربت شظايا كواليسه إلى وسائل الإعلام، أن يتم استنطاق كافة الوثائق والتسجيلات الصوتية المسربة والتحقيق مع المسؤولين الذين وردت أسماؤهم في تلك الوثائق،وإجراء خبرة محاسباتية على كل العمولات والمعاملات المالية البنكية لشركات المعني والتي تدعي المتهمة أنها تملصت من أداء الضرائب الحقيقية، ومن التعشيرات الجمركية الحقيقية .
وإجراء مواجهة مباشرة بين المتهمة/ العلبة السوداء وبين مشغلها المستثمر السوسي في كل أطوار التحقيق تمهيديا وتفصيليا،حول كل العمليات والصفقات التي تمت أمام أعين المتهمة،فنحن لا نبرئ أي أحد ولا ندين أي أحد، فهذا من اختصاص القضاء وحده لكن نحن مع رفع الشبهة والإنصات إلى كافة الأطراف وكافة الشكايات الموجهة في هذه القضية.


الكاتب : عبداللطيف الكامل

  

بتاريخ : 01/10/2020