بعد توقيف أكثر من 500 مهاجر أجنبي من بينهم 164 جزائريا بمدينة الفنيدق .. المغرب في حاجة إلى مقاربة جديدة للهجرة

بعد توقيف أكثر من 500 مهاجر أجنبي، من بينهم 164 جزائريا، وذلك على خلفية الهجرة الجماعية غير القانونية إلى إسبانيا عبر سبتة المحتلة.
وبعد توقيف 70 محرضا على هذه الهجرة، ينتمون إلى دولة الجزائر ودول من جنوب الصحراء، كشفت محاولة الهجرة الجماعية هاته التي أقدم عليها مئات الشباب والأطفال المغاربة ذكورا وإناثا، ومئات الأفارقة من دول جنوب الصحراء، ومواطنين من بعض الدول العربية المقيمين في المغرب بطريقة غير قانونية، بأن المغرب أصبح في حاجة إلى مقاربة جديدة للهجرة تستحضر أمنه عوضا عن المقاربة الإنسانية والتعاون جنوب/جنوب، المبالغ فيها، والتي جعلت حدوده البرية والبحرية مشرعة للجميع، مع ما يمكن أن يشكله ذلك من خطر على استقراره وأمنه.
وبفعل غياب الصرامة عند الحدود أصبح المغرب قبلة للعديد من المهاجرين غير القانونيين ومن جنسيات مختلفة: أفارقة من دول جنوب الصحراء، أكراد سوريون، وعراقيون، امتهنوا التسول كأفراد، أو كأسر، وشجعهم على ذلك عدم تطبيق مسطرة الترحيل ضدهم، مع العلم أنه قانون مطبق في كل دول العالم، ومنها أعرق الدول في الديموقراطية.
وقد شجع عدم الصرامة في مراقبة المهاجرين قدوم جزائريين بأعداد كبيرة إضافة إلى بنغاليين وهنود ومنهم من انخرط في صفوف الباعة الجائلين كما هو الحال في مدينة سلا، وذلك بعد أن أحسوا بالأمان.
وبالعودة إلى محاولة الهجرة الجماعية نحو سبتة المحتلة التي عرفتها مدينة الفنيدق يوم15 شتنبر الجاري، فإن تلك الطريقة تعد جديدة على الشباب المغاربة، وهي مقتبسة حرفيا من المهاجرين الأفارقة غير القانونيين، والذين كانوا من حين لٱخر يهجمون على النقط الحدودية بكل من الثغرين المحتلين سبتة ومليلية، بطريقة جماعية، انطلاقا من الغابات والجبال المجاورة، وكانوا دائما يعرضون حياة رجال الأجهزة الأمنية للخطر، نظرا لكونهم كانوا لا يترددون في مواجهة رجال الدرك والقوات المساعدة ورجال الأمن، بالأسلحة البيضاء والهراوات وقضبان حديدية يستعملونها لتسلق السياج والأسلاك الشائكة .
وكشف الزحف نحو مدينة الفنيدق وبني انصار، عن تواجد جزائريين بأعداد كبيرة إضافة إلى تونسيين، وليبيين، وسوريين، وهو ما يؤكد بأن هناك ثغرات في حدودنا يتسلل منها هؤلاء المهاجرون.
وهنا لا يجب استبعاد تواطؤ حرس الحدود الجزائري لتسهيل تسلل المهاجرين نحو المغرب، خاصة وأن النظام الجزائري يسعى دائما إلى خلق المشاكل للمغرب.
وتأكد ذلك من خلال فيديو لسيدة ادعت بأنها مغربية وأنها لا تجد ما تأكله هي وابنها، في حين أنها جزائرية تقطن في قرية بليونش القريبة من مدينتي الفنيدق وسبتة المحتلة، وقد تم توقيفها من طرف الدرك الملكي هي ومواطنتين جزائريتين واحدة منهن حامل.
محاولة الهجرة الجماعية أساءت كثيرا إلى المغرب بعد اهتمام الإعلام العالمي بها، وقد استغلها الإعلام الجزائري الحاقد بشكل كبير للتشكيك في الإنجازات الصناعية والاقتصادية التي حققها المغرب.
وفي المغرب كانت محاولة الهجرة الجماعية فرصة لمحاسبة حكومة عزيز اخنوش على فشلها في اختياراتها الاجتماعية والاقتصادية بعد تدهور القدرة الشرائية للمواطنين، بسبب غلاء الأسعار الذي قهر أيضا الطبقة المتوسطة، والتي لم يعد لها وجود، بعدما وجدت نفسها هي أيضا عاجزة عن مواجهة الغلاء.
وبعيدا عن ذلك فقد رهنت محاولة الهجرة الجماعية المئات من رجال الأجهزة الأمنية، وهو ما أثر سلبا على حماية الأمن في بعض المدن، خاصة وأن التصدي لمحاولة الهجرة الجماعية تطلب تعزيزات أمنية من العديد من المدن المغربية، كما أن هذه المحاولة حدت من تحرك المغاربة من وإلى مدن الشمال، بسبب وضع العديد من السدود الأمنية بغاية الحد من تدفق الراغبين في هذه الهجرة الجماعية.
يذكر أنه تم توقيف 3795 مواطنا مغربيا بالغا، و141 قاصرا، و519 مهاجرا سريا من بينهم 164 جزائريا، وذلك بمدينة الفنيدق، كما تم توقيف 434 مغربيا و 5 بنغاليين و6 أفارقة من دول جنوب الصحراء وجزائريين بمدينة الناضور وبني انصار .


الكاتب : عبد المجيد النبسي 

  

بتاريخ : 19/09/2024