بعد حملات تمشيط ونداءات استغاثة
تمكنت فرق الإنقاذ، التي تجندت بمختلف تلاوينها، في الساعات الأولى من صباح أمس الثلاثاء 27 دجنبر 2022، من العثور على الأستاذ المفقود بجبال بتونفيت، عبد الوافي الفاطمي، وذلك بضواحي «آيت شعا وعلي»، على سفح «جبل المعسكر»، وهو مصاب ببعض الكسور نقل على إثرها على متن سيارة إسعاف صوب المستشفى لتلقي العلاجات الضرورية. وقد كان المعني بالأمر قد اختفى عن الأنظار، منذ صباح الأحد 25 دجنبر 2022، حين كان في رحلة استجمام رياضي للجبل المذكور، ولم يظهر له أي أثر، حيث تفاجأت أسرته بانقطاع اتصاله وعدم عودته للبيت ولا للعمل.
وكانت عملية البحث التمشيطي عن المختفي قد تواصلت في كل الاتجاهات، طيلة يوم الاثنين وليلة الثلاثاء، بمشاركة العديد من سكان المنطقة والمعارف وزملاء العمل ممن تطوعوا، إلى جانب عناصر السلطات المحلية وأفراد الدرك الملكي والمياه والغابات والوقاية المدنية والقوات المساعدة، غير أن كل المحاولات باءت بالفشل، وذلك وسط نداءات مكثفة موجهة للجهات المسؤولة من أجل تحريك مروحية والاستعانة بكلاب مدربة في حملة التمشيط، علما بأن المنطقة معروفة بالأجواء الصقيعية والتضاريس الوعرة.
وقد انتشرت الواقعة كالنار في الهشيم على مواقع التواصل الاجتماعي، باستعمال هاشتاغ يحمل عبارة» «أنقذوا الأستاذ عبد الوافي الفاطمي»، فيما عرفت هذه الواقعة موجة من التعاليق التي هيمن عليها انتقاد ما اعتبرته «تقصيرا في التعامل مع القضية بالتجهيزات اللازمة»، كما خرجت «تنسيقية الأساتذة المتعاقدين»، بميدلت، بنداء أشارت فيه إلى ما وصفته بـ «عدم تسخير ما يمكن من الوسائل اللازمة والامكانيات الضرورية لتحديد المصير المجهول للأستاذ عبد الوافي الفاطمي».
وبينما أعربوا بدورهم عن «تشكراتهم للسلطات على ما بذلته من مجهودات»، لم يفت أساتذة ثانوية عبد المومن التأهيلية، وأعضاء جمعية أمهات وأباء وأولياء التلاميذ بها، وكذا أساتذة الثانوية الاعدادية الأرز، الإشارة إلى ما اعتبروه «مجهودات غير كافية» و«التقصير الحاصل في إجراءات التدخل»، مقابل «المطالبة بتكثيف عملية البحث وتوفير ما يلزم من الوسائل كالكلاب المدربة والمروحيات والمختصين في مثل هذه الحالات»، ومن خلال بيانهم، أعلن أصحاب البيان عن «توقفهم عن الدراسة للمساهمة في عملية البحث».