بعد خروج الشركات الجهوية إلى حيز الوجود : منتخبون وفاعلون يناقشون إشكالات توزيع الماء والكهرباء وتدبير التطهير السائل بجهة سوس – ماسة

في سياق برنامجه الإعلامي الذي دأب على تسطيره هذه السنة، استضاف النادي الجهوي للصحافة بأكادير رئيس مجموعة الجماعات الترابية لجهة سوس ماسة محمد المودن، من أجل شرح وتوضيح مهام وأهداف الشركة الجهوية سوس ماسة لتوزيع الماء والكهرباء والتطهير السائل التي أحدثها المشرع المغربي مؤخرا من أجل تدبير هذا القطاع من ناحية التوزيع، وما يتعلق بتقديم خدمات ناجعة للمواطنين فيما يخص الإسراع باستكمال عمليات الربط والتوزيع للماء والكهرباء والتطهير السائل بكامل تراب جهة سوس ماسة، خاصة أن الماء والكهرباء والتطهير السائل من الإشكالات الكبرى التي يعاني منها العديد من المواطنين بهذه الجهة سواء بالوسط القروي أو الحضري.
وفي بداية استهلاله للموضوع أكد محمد المودن على أهمية تأسيس مجموعات الجماعات الترابية بكل جهات المغرب، لكونها تمثل هيكلا جديدا يتأسس بشكل قانوني وتنظيمي يجمع عددا من الجماعات الترابية المتعاونة لتحقيق مشاريع تنموية مشتركة وتقديم خدمات فعالة، موضحا أن هذه المجموعات الترابية تهدف إلى تحقيق كفاءة أكبر في استغلال الموارد وضمان التنمية المستدامة، والعمل على تشخيص الحاجيات بدواوير ومراكز كل جماعة ترابية بأقاليم وعمالات جهة سوس ماسة أي تشخيص ما يقارب 175 جماعة ترابية.
وأشار المتحدث إلى أن مجموعة الجماعات الترابية التي خلقها المشرع المغربي مؤخرا تخضع للقانون التنظيمي رقم 113.14 الصادر سنة 2015، والذي ينظم اختصاصاتها وطرق تسييرها وأهدافها، ويعكس جهود الدولة لتعزيز اللامركزية من خلال منح الجماعات الترابية استقلالية مالية وإدارية. وقال المودن بأن مجموعة سوس ماسة للتوزيع تأتي ضمن مشروع وطني لإصلاح قطاع الماء والكهرباء والتطهير السائل بكل جهات المملكة، وهومشروع تأسس وفقا للقانون رقم 21.83 المتعلق بإحداث الشركات الجهوية متعددة الخدمات، مؤكدا أن هذه الشركة الجهوية بسوس هي من ضمن أربع شركات جهوية بدأ العمل بها بالمغرب كمرحلة أولى لتلتحق بها الشركات الجهوية الثمانية المتبقية. وبالنسبة للشركة الجهوية لسوس ماسة فهي تضم عدة جماعات ترابية بالجهة وتهدف إلى تحسين جودة الخدمات العمومية وتعزيز التنمية المستدامة عبر التعاون بين الجماعات.
وكشف رئيس مجموعة الجماعات الترابية لجهة سوس ماسة أن المجموعة استحوذت على 60%من رأسمال الشركة الجهوية، فيما تساهم الدولة والمكتب الوطني للكهرباء والماء بنسبة 25%لكل منهما، مشددا على أن هذه الشركة جاءت لتعويض الوكالة المستقلة المتعددة الخدمات بأكَادير والمكتب الوطني للكهرباء والماء، بهدف تحديث البنية التحتية وتجويد الأداء الإداري والخدماتي. وعن أهداف الشركة الجهوية أوضح المتحدث أن تأسيس الشركة الجهوية يشكل خطوة نوعية لتعزيزالخدمات العمومية، خاصة في مجالات الماء والكهرباء والتطهير السائل، ونهج نموذج حكامة يتيح مشاركة الفاعلين المحليين والقطاع الخاص لضمان إدارة شفافة وفعالة للشركة الجهوية.
وعن أهداف الشركة الجهوية أكد للحضورأنها تقوم على نقط أساسية تتوزع ما بين تقديم خدمات ذات جودة عالية في توزيع الماء الصالح للشرب والكهرباء وفق معايير حديثة، وتقليص الفوارق المجالية في الولوج إلى الخدمات الأساسية، و تعزيز الشفافية في التدبير من خلال إشراك الجماعات الترابية في اتخاذ القرار.
هذا وكان اللقاء الإعلامي الذي افتتح فعاليته رئيس النادي الجهوي للصحافة بأكادير الأستاذ العمالكي السعودي بكلمة ترحيبية أبرز فيها الغاية من تنظيم لقاءات إعلامية من هذا الحجم لتسليط الضوء على أهم الإشكالات الكبرى التي تعيشها جهة سوس ماسة في عدة مجالات. وعرف اللقاء تدخلات موازية بشأن أهمية إحداث شركات جهوية جديدة لتدبير قطاع الماء والكهرباء والتطهير السائل سواء من طرف رئيس غرفة التجارة والصناعة والخدمات بجهة سوس ماسة والنائب الأول لرئيس المجلس الجماعي لأكادير، ورئيس مصلحة التواصل بالوكالة المستقلة المتعددة الخدمات بأكادير. كما شهد اللقاء أيضا نقاشا مفتوحا مع الإعلاميين والحضور، حيث تركزت الأسئلة حول مدى جاهزية الشركة الجهوية للتعامل مع التحديات المناخية وشح الموارد المائية وإشكالية الإنتاج والنقل وكذا إشكالية التوزيع والربط في ظل صعوبة التضاريس وتشتت الدواوير بالجماعة الترابية ذات الطابع القروي والجبلي.
لكن في رده على جميع الأسئلة المطروحة أكد محمد المودن أن الشركة الجهوية الجديدة المكلفة طبقا للقانون التنظيمي لها سوف تعتمد على تقنيات حديثة لتقنين استهلاك الموارد وتعزيز استخدام الطاقات المتجددة وتحسين البنية التحتية لتلبية احتياجات المواطنين بنجاعة وتدبير أمثل لأهم قطاع يظل دائما من أهم مطالب الساكنة بالوسط القروي والحضري، معبرا في نهاية اللقاء عن تفاؤله حول الدور الذي يمكن أن تلعبه الشركة الجهوية في تحسين جودة حياة المواطنين وتعزيز التنمية المحلية مشددا في النهاية على أن المواطنين يظلون شركاء في تحقيق الأهداف خاصة أن نجاح الشركة الجهوية يعتمد بالدرجة الأولى على التعاون الوثيق بين مختلف الأطراف.


الكاتب : عبد اللطيف الكامل

  

بتاريخ : 31/10/2024