بعد سنوات من الإهمال والتهميش ..”لاكازابلانكيز” تنبعث من رمادها

تم يوم السبت الماضي 26 أكتوبر 2024 إعادة افتتاح ” لا كازابلانكيز”، الفضاء الرياضي التاريخي الذي يعود اليوم إلى الحياة بعد أن عانى ولسنوات طوال من الإهمال والتهميش متحولا إلى وكر للمشردين والجانحين رغم أنه كان نقطة انطلاقة للكثير من الرياضيين والرياضيات المغاربة، الذين خطوا أولى خطوات مجدهم الرياضي فوق ممراته، وكان عاملا رئيسا في تألقهم وتميزهم سواء على الصعيد الوطني أو الدولي.
حفل إعادة افتتاح هذه المعلمة التاريخية الرياضية التي تم بناؤها في سنة 1939 إبان الحماية الفرنسية حضره وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة الجديد، محمد سعد برادة، ووالي جهة الدار البيضاء–سطات، محمد امهيدية، وعمدة مدينة الدار البيضاء، نبيلة الرميلي، كما عرف حضور فعاليات رياضية ذات تاريخ رياضي حافل خاصة في رياضة ألعاب القوى، في مقدمتها البطلتان نوال المتوكل ونزهة بدوان، وبلغت كلفة إعادة تأهيله 103 مليون درهم تحملت 93 مليون درهم أي 80 في المئة منها وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة فيما تحملت وزارة الثقافة والتواصل والشباب 10 في المئة من مجموع التكلفة.
في تصريح لعدة منابر إعلامية وطنية قالت المهندسة المكلفة بإعادة تهيئة هذا الفضاء الرياضي البيضاوي نسرين لوباريس إن ” لاكازابلانكيز” ذات أهمية كبيرة للرياضيين والسياسيين البيضاويين ولجميع المغاربة لأن هذا الفضاء يعتبر مدرسة لألعاب القوى وغيرها من الرياضات، تخرج منها خلال سنوات السبعينيات و الثمانينيات رياضيون بارزون وأبطال كبار كنوال المتوكل وفاطمة عوام ونزهة بيدوان والإخوان عاشيق والكولونيل زكري في رياضة الجيمناستيك، وأكدت المتحدثة أن “لا كازابلانكيز” معلمة رياضية ذات تاريخ عريق وإعادة تأهيلها هي بمثابة إحياء روحها وبعثها من رماد النسيان والتهميش، مع المحافظة على جوهرها و على الرياضات التي كانت تمارس بها دون إغفال إدراج رياضات جديدة وإنشاء مرافق أخرى، من بينها قاعات للقراءة وغرفة خاصة بالآلات الرياضية وتوسيع غرف الملابس، بالإضافة إلى توفير مرفق للرعاية صحية، وكذلك إعادة هيكلة وتوسيع غرفة الجمباز وتطوير الرياضات التي كانت توجد من قبل داخل المعلمة في محاولة لجذب عدد أكبر من الشباب واليافعين. ودعت المتحدثة البيضاويين إلى مرافقة أبنائهم إلى “لاكازابلانكيز” والعمل على انخراطهم في مختلف الأنشطة الرياضية والثقافية التي توفرها وذلك أسهاما منهم في بعثها من جديد وإحياء هذا الفضاء التاريخي الرياضي المتميز.
و عن الصعوبات التي واجهتها المهندسة وفريق العمل المكلف بالمشروع وكل المتدخلين أكدت أن أكبر مشكل واجههم هو غياب التصاميم القديمة للفضاء الرياضي مما اضطرهم إلى إعادة تشكيل التصاميم انطلاقا من الصور المتوفرة كما أن طريقة بناء المبنى القديمة كانت غير مألوفة للمهندسين، وهي عبارة عن مزيج من الحجر والإسمنت المسلح حاولوا مسايرتها وترميم ما يمكن ترميمه مع احترام طريقة البناء وإجراءات السلامة.
بدوره بادو الزاكي الإطار الوطني لم يخف تأثره بتواجده بهذا الفضاء متحدثا عن ذكرياته به حيث قال إن أول تدريب مع فريق الوداد كان بلاكازابلانكيز، وكان عمره إذاك 16 سنة، معبرا عن سعادته بتواجده بهذا المكان.
هذا وسيفتتح هذا الفضاء الرياضي أمام الأفراد والجمعيات بثمن رمزي، وستتمكن جميع الفئات العمرية من الاستفادة من خدماته .
يذكر أن هذا الملعب / الفضاء كان التحفة الرياضية الوحيدة التي بنتها الحماية في أواخر الأربعينيات بالدار البيضاء، خاص بالجيمناستيك، وكان يتدرب فيه الرياضيون الفرنسيون، ثم بعد الاستقلال كان شاهدا على مسار حافل من النجاحات للأبطال المغاربة الذين كانوا يجدون فيه الملاذ المناسب لممارسة رياضاتهم المفضلة خصوصا رياضة ألعاب القوى وعلى رأسهم البطلتان العالميتان نوال المتوكل ونزهة بيدوان لكنه سيغلق سنة 2002 بشكل نهائي بهدف إعادة تأهيله وتهيئته، لكن النسيان طال هذا المشروع لتتحول جنبات هذه التحفة التاريخية مع مرور الأيام و السنوات إلى وكر للمشردين وإلى فضاء لشرب الخمور وتناول المخدرات، وبعد 14سنة من إعادة تأهيله وتهيئته افتتح أول أمس في أفق المساهمة في صقل مواهب رياضية مغربية تعيد أمجاد “لاكازابلانكيز”، وأمجاد الرياضة المغربية خاصة ألعاب القوى.


الكاتب : خديجة مشتري

  

بتاريخ : 30/10/2024