البيت الأبيض يسعى لتوضيح تصريحات ترامب بشأن غزة وتحذير أممي من تطهير عرقي

الملك عبد الله الثاني: رفض أية محاولات لضم الأراضي وتهجير الفلسطينيين وتشديد على  ضرورة تثبيت الفلسطينيين على أرضهم

الرئيس الفلسطيني محمود عباس: رفض شديد لدعوات الاستيلاء على قطاع غزة وتهجير الفلسطينيين خارج وطنهم

سعى البيت الأبيض، الأربعاء، لتوضيح خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن سيطرة الولايات المتحدة على قطاع غزة وترحيل سكانه، في حين حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من أي محاولة لإجراء «تطهير عرقي» في القطاع.
وأوضح وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو أن الاقتراح يقضي بخروج الفلسطينيين من غزة مؤقتا ريثما تتم إعادة إعمارها، قائلا إن المبادرة ليست معادية بل «سخية جدا».
من جانبه، أكد البيت الأبيض أن واشنطن «لن تمول إعادة إعمار غزة»، مما أثار تساؤلات حول كيفية تنفيذ الخطة.
وأعلنت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت للصحافيين أن ترامب قال إن «الولايات المتحدة لن تمول إعادة إعمار غزة. إدارته ستعمل مع شركائنا في المنطقة لإعادة بناء هذه المنطقة».
كذلك قالت إن «الرئيس لم يتعهد نشر جنود على الأرض في غزة» لكنها أضافت ردا على أسئلة الصحافيين بهذا الصدد أن «الرئيس لم يتعهد ذلك في الوقت الحاضر».
وتواصلت ردود الفعل المستنكرة، بشأن خطة ترامب، فعلى المستوى الفلسطيني، أعرب الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي زار الأربعاء الأردن للقاء العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني عن «رفض شديد لدعوات الاستيلاء على قطاع غزة وتهجير الفلسطينيين خارج وطنهم».
كما أكد الملك عبد الله الثاني لدى استقباله الرئيس الفلسطيني رفض بلاده «أية محاولات» لضم إسرائيل للأراضي الفلسطينية المحتلة وتهجير سكانها.
وقال بيان صادر عن الديوان الملكي إن العاهل الأردني أكد خلال اللقاء «ضرورة وقف إجراءات الاستيطان، ورفض أية محاولات لضم الأراضي وتهجير الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية، مشددا على ضرورة تثبيت الفلسطينيين على أرضهم».
من جانبها، رفضت المملكة العربية السعودية والإمارات هذه الخطة. وقالت وزارة الخارجية السعودية في بيان إن الرياض «لن تتوقف عن عملها الدؤوب في سبيل قيام دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية»، مضيفة «أن المملكة لن تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل بدون ذلك».
وذكرت وزارة الخارجية الإماراتية أن أبوظبي «أكدت رفضها القاطع للمساس بالحقوق غير القابلة للتصرف للشعب الفلسطيني ومحاولة تهجيره».
من جهتها، شددت مصر على ضرورة إعادة إعمار غزة «بدون خروج سكانها منها».
وفي نفس الإطار، قالت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية في بيان إنها وإذ «تعرب عن ثقتها في رغبة الولايات المتحدة ورئيسها في تحقيق السلام العادل في المنطقة، فإنها تؤكد على أن الطرح الذي تحدث به الرئيس ترامب ينطوي على ترويج لسيناريو تهجير الفلسطينيين المرفوض عربيا ودوليا، والمخالف للقانون الدولي».
على الصعيد الدولي، لقي مقترح ترامب انتقادات واسعة. فقد أكد رئيس الوزراء البريطاني على ضرورة تمكين الفلسطينيين من «العودة إلى ديارهم» في غزة.
وصرحت ألمانيا، ردا على ترامب، أن قطاع غزة «ملك للفلسطينيين».
كما أكد الاتحاد الأوروبي أن «غزة جزء لا يتجزأ من الدولة الفلسطينية المستقبلية»، وأن حل الدولتين هو «المسار الوحيد لتحقيق السلام». وفي السياق ذاته، اعتبرت ألمانيا أن «قطاع غزة ملك للفلسطينيين»، فيما شددت الخارجية الفرنسية على أن مستقبل غزة لا يمكن أن يكون تحت سيطرة «دولة ثالثة».
من جهته، حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الأربعاء في خطاب أمام لجنة الأمم المتحدة المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف من أي محاولة لإجراء «تطهير عرقي» في غزة.
وقال غوتيريش إن «جوهر ممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف يكمن في حقهم في أن يعيشوا على أرضهم».
بدوره، حذر المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة، فولكر تورك، من أن ترحيل سكان أي أرض محتلة محظور تماما بموجب القانون الدولي. كما اعتبر المفوض السامي لشؤون اللاجئين، فيليبو غراندي، أن «مشروع السيطرة على غزة مفاجئ جدا ويثير مخاوف جدية حول تداعياته الإنسانية».


الكاتب : وكالات

  

بتاريخ : 07/02/2025