بعد فتح وزارة الداخلية باب المبادرة للسنة الثانية على التوالي بناء على اتفاقية مع الصحة

دعوات لرفع أعداد الموظفين الجماعيين الشباب للتكوين في معاهد التمريض ولتطوير أرضيتها البيداغوجية

 

 

دعت وزارة الداخلية موظفي الجماعات الترابية الراغبين في الاستفادة من تكوين في مهن التمريض وتقنيات الصحة بالمعاهد المختصة إلى تقديم ملفاتهم قبل الخامس من شهر شتنبر الجاري، وتأتي هاته الخطوة التي تم اعتمادها لأول مرة خلال الموسم الدراسي السابق، والتي تدخل سنتها الثانية اليوم، تفعيلا لشراكة بين وزارة الداخلية ووزارة الصحة والحماية الاجتماعية، بهدف محاولة سدّ الخصاص الكبير المسجّل على مستوى مصالح حفظ الصحة بالجماعات الترابية، حيث تم تخصيص هاته الإمكانية للتكوين وللارتقاء في المسار المهني للراغبين في ذلك، شريطة أن يكونوا حاصلين على شهادة الباكلوريا العلمية، على أن يتلقوا تكوينا في ثلاث تخصصات وهي «ممرض متعدد التخصصات»، و «ممرض في صحة الأسرة والمجتمع» ثم «تقني في الصحة والبيئة».
وأكد عدد من المتتبعين للشأن الصحي بشكل خاص والشأن الترابي بشكل عام، في تصريحات لـ «الاتحاد الاشتراكي»، على أهمية الخطوة من أجل الرفع من رصيد أعوان وموظفي الجماعات الترابية المكوّنين في مجالات صحية لتطوير وتجويد أداء مصالح حفظ الصحة وللمساهمة في الارتقاء بتدخلاتها في مختلف المستويات، بما في ذلك الشق المتعلق بالتحسيس والتوعية. إشادات لم تمنع المعنيين من التنبيه إلى نقطة أساسية تتعلق بمدى توفر هاته الرغبة عند عدد مهم من الموظفين الجماعيين، خاصة منهم الشباب، مع ضرورة استحضار تفاصيل تساهم في تحقيق الهدف العام المبتغى من هاته الخطوة، وليس فقط الرغبة الذاتية للموظف.
ودعت مصادر الجريدة إلى أهمية أن يلج التكوين في المعاهد العليا لمهن التمريض وتقنيات الصحة موظفون شباب، وهذا ليس فيه تصنيف أو إقصاء لفئة ما، لكنه من باب التفضيل أكثر، حتى يمنح الموظف تجربة تكوينه للجهة المشغّلة سنوات أكثر، إلى جانب تقديم المقترح بشكل تحفيزي، بالنظر إلى أن بعض المعاهد لم يتجاوز عدد المسجّلين فيها من الموظفين الجماعيين أصابع اليد الواحدة، وفقا لذات المصادر، التي أكدت على معطى آخر والمتعلق بمواصلة مشوار التكوين وعدم الانقطاع. وشددت مصادر «الاتحاد الاشتراكي» على أن استثمار الجماعات الترابية في العنصر البشري وتأهيله للاستفادة من هذا التكوين في مجالات الحياة اليومية التي تهم عمل الجماعات الترابية بما ينعكس إيجابا على المصلحة الجماعية والمنطقة والساكنة يعتبر فكرة ذكية وجدّ مهمة وجب تطويرها.
بالمقابل دعا عدد من الفاعلين الصحيين إلى تطوير البنية التحتية للمعاهد المذكورة والرفع من إمكانياتها التقنية والبشرية، وذلك حتى تكون قادرة على استيعاب أعداد الملتحقين الذين يتوزعون ما بين الناجحين في الباكلوريا في قطاع التربية والتكوين، وطلبة القوات المسلحة الملكية، والطلبة الأجانب الذي يلجونها بناء على كوطا معينة، ثم طلبة المنظمة العلوية للمكفوفين. وأوضح المعنيون للجريدة بأن الأمر لايقتصر على أقسام التدريس بل يشمل حصص المحاكاة والدروس التطبيقية، مما يستدعي تطوير الأرضية البيداغزجية للمعاهد لمصاحبة كل الطلبة في مسارهم التكويني بشكل يضمن الجودة المطلوبة.


الكاتب : وحيد مبارك

  

بتاريخ : 02/09/2025