أثارت القرارات الأخيرة لشركة «كازا إيفنت» الساهرة على تدبير الأنشطة الرياضية والترفيهية بالدار البيضاء، ومن ضمنها مركب محمد الخامس، حالة تذمر واسعة، يمكن أن تبلغ درجة الاحتقان، داخل فريقي الوداد والرجاء البيضاويين وجماهيرهما العريضة، بعدما عمدت إلى التخلي عن عرض التذاكر للبيع عبر الأنترنيت، وتعويضها بالطريقة الكلاسيكية، حيث أبرمت صفقة مع إحدى شركات التي تملك محلات للخدمات، ومكنتها من حق التوزيع الحصري لتذاكر مباريات كرة القدم، مقابل عمولة صافية، تقتطع من جيب الجماهير المتيمة بعشق اللونين الأحمر والأخضر.
وبادر المكتب المديري لفريق الرجاء الرياضي إلى التبرؤ من أي مسؤولية يمكن أن تترتب عن الطريقة الجديدة، التي اختارتها شركة «كازا إيفنت» لتنظيم لقاء القمة، الذي سيجمع النسور الخضر بالأهلي المصري، مساء غد الجمعة،برسم إياب ربع نهائي دوري أبطال إفريقيا، حيث أصدر بلاغا نفى فيه علمه بالطريقة التي اتخذتها شركة التنمية المحلية المعروفة «بكازا ايفنت» لتنظيم عملية بيع تذاكر هذه المواجهة.
وأشار المكتب المديري للفريق الأخضر إلى أنه اطلع، أول أمس الثلاثاء، على قرار تنظيم عملية بيع تذاكر كباقـي العمـوم، دون أن تتم استشارته أو أخذ رأيه بهـذا الخصـوص.
وعلى نفس النهج جاء بلاغ لمنخرطي فريق الوداد الرياضي، استنكروا من خلاله قرار طرح تذاكر ورقية لمباراة فريقهم أمام شباب بلوزداد الجزائري، يوم السبت برسم إياب دور ربع نهائي دوري أبطال إفريقيا، حيث اعتبروا أنه يفتقد لأبسط شروط الحكمة والتريث، مشيرين إلى أنه وبعد الاستبشار خيرا «بإصدار التذاكر الرقمية، ومدى الإقبال المنقطع النظير للأمة الودادية على اقتنائها، تعود بنا «كازا إيفنت» لأيام الجاهلية».
وشدد بلاغ البرلمان الودادي على أن طريقة طرح التذاكر الورقية، «أظهرت ما مرة خروقات وانتهاكات لكرامة الجمهور الودادي، وكانت سببا لإنعاش السوق السوداء الذي ما فتئ تجاره يبتزون الجمهور الودادي… وإن كانت التذاكر الورقية شرا لا بد منه، فلتكن صيغة طرحها مشابهة لما تم العمل به خلال مقابلة منتخبنا الوطني. ثم ما جدوى إضافة وسيط جديد؟! ترى من الرابح الأكبر؟ أما المتضرر فهو بدون شك الجمهور الودادي والفريق».
وبدأت عملية بيع بارتباك كبير، حيث طرحت الشركة في البداية 35 ألف تذكرة، قبل أن تضطر إلى رفعها على 42 ألفا تحت الضغط.
وشنت جماهير الرجاء حملة انتقاد واسعة للطريقة التي تتعامل بها «كازا إيفنت» مع مباريات فريقيها، حيث أقدمت على خطوة غير مفهومة، يمكن أن تؤدي بشكل عكسي إلى تكسير عزيمة الفريق في هذا الظرف الحساس والمصيري.
ففي الوقت الذي كانت فيه الجماهير تنتظر تحسين التقنية الخاصة بالاقتناء الإلكتروني، رأت «ديما ديما راجا» أن الرجوع إلى الطريقة التقليدية والكلاسيكية لعرض التذاكر عودة إلى الوراء،حيث اختار المسؤول الأول عن شركة «كازا إيفنت» التعاقد مع إحدى الشركات التي تملك محلات للخدمات، ما سينعش السوق السوداء، ويضاعف متاعب الجماهير الرجاوية في الحصول على التذاكر، حيث سيكون عليها التضحية بوقتها وعملها والاصطفاف في طوابير طويلة، ما قد تنجم عنه أحداث غير محمودة.
وطالبت الجماهير الرجاوية السلطات الرسمية، وعلى رأسها وزارة الداخلية، وولاية الدار البيضاء الكبرى، وكل الفاعلين والمسؤولين، بالتدخل العاجل لإبطال مفعول هذه القنبلة الموقوتة، التي «خلقتها هذه الشركة، وتهيئها لكل ظروف الانفلات والاضطراب، عن طريق هذه الأخطاء الفادحة التي اختلقتها.»
والغريب أن هذه الأحداث جاءت بعد أيام قليلة من حلول المدير العام لشركة «كازا إيفنت»، ضيفا على أحد البرامج التي تعنى بالشأن البيضاوي المحلي، وصرح بأن الشركة ستضع بين أيادى الجماهير البيضاوي في المستقبل القريب (قبيل مواجهتي الرجاء والوداد الإفريقيتين) بطائق ذكية للدخول على الملعب، تتم عبر التعبئة المسبقة، وهو ما اعتبر حينها خطوة كبيرة نحو تنظيم الدخول على مركب محمد الخامس، لكن هذه العملية لم تر النور، إذ تؤكد مصادرنا أن الكواليس المظلمة دفعت إلى تمديد معاناة الجماهير.
بعد قرار أحادي بعرض التذاكر في محلات للخدمات ورفع أثمنتها : شركة «كازا إيفنت» تشعل غضب جماهير الوداد والرجاء وتدخلها حالة احتقان كبيرة

الكاتب : إبراهيم العماري
بتاريخ : 21/04/2022