بعد كلمة « دنيئة « لحفيد مانديلا في افتتاح بطولة «الشان»: استنكار مغربي واسع لاستهداف الوحدة الوطنية ووصف الجماهير المغربية بعبارات عنصرية

 

نددت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، بالممارسات الدنيئة والمناورات السخيفة، التي صاحبت افتتاح بطولة إفريقيا للاعبين المحليين مساء الجمعة بالجزائر.
وذكرت الجامعة، في بلاغ نشرته على موقعها الرسمي يوم السبت، أنها «تندد بالممارسات الدنيئة والمناورات السخيفة، التي صاحبت افتتاح بطولة إفريقيا للاعبين المحليين، بعد الخرق السافر للقوانين المنظمة للتظاهرات الكروية التي تقام تحت لواء الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، بعد إلقاء كلمة خارج السياق لتمرير مغالطات سياسية لا تمت بأي صلة للشأن الكروي».
كما تندد الجامعة، يضيف المصدر، بـ «العبارات العنصرية الموجهة للجماهير المغربية المعترف بتحضرها وأخلاقها النبيلة المشهود بها عالميا من قبل الجماهير الحاضرة في مباراة الافتتاح».
وأعلنت الجامعة أنها راسلت الإتحاد الإفريقي لكرة القدم لتحمل كامل مسؤولياته أمام هذه الخروقات السافرة البعيدة عن مبادئ وأخلاق كرة القدم.
وجاء هذا التنديد المغربي على خلفية كلمة حفيد نيلسون مانديلا، شيف زوليفوليل، خلال مراسيم حفل الافتتاح، حيث جاءت كلمته مليئة بالعنصرية والحقد، ما خلف استياء كبيرا في أوساط الشعب المغربي، حيث ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بتعليقات استنكارية، خاصة عندما وصف هذا الجنوب إفريقي، بشكل مستفز، الصحراء المغربية بأنها «آخر مستعمرة إفريقية».
وقال شيف زوليفيل، في كلمته: «دعونا لا ننسى آخر مستعمرة لا تزال موجودة في إفريقيا، الصحراء الغربية، دعونا نحارب لنحرر الصحراء الغربية من الظلم».
وبمنح الكلمة لهذا الشخص يكون النظام الجزائري قد أظهر حقده وكراهيته وعداءه لكل ما هو مغربي، بعدما دأب على استغلال أنصاف الفرص للتطاول على المغرب وسيادته، رغم ان الميثاق الأولمبي يشدد على الأخوة بين الشعوب وتجنب كل ما يؤدي إلى الفرقة وضرب السلام.
وعبرت عصبة جهة الرباط – سلا – القنيطرة لكرة القدم، عن استنكارها لما حمله حفل الافتتاح من استهداف للوحدة والوطنية الجماهير المغربية، حيث أدانت في بلاغ توصلنا بنسخة منه، العبارات العنصرية الصادرة في حق الجماهير المغربية، «التي أبهرت العالم بأخلاقها وانضباطها وقيمها.» كما نددت «بالخطاب الحقير لحفيد مانديلا، والذي أكد النوايا الخبيثة لهذه العينة من العنصريين»، قبل أن تختم بلاغها بدعمها المطلق لقرار جامعة كرة القدم.
وبدورها، استنكرت الرابطة المغربية للصحافيين الرياضيين استغلال حفل افتتاح كأس إفريقيا للاعبين المحليين في الجزائر لتصريف مواقف عدائية ضد الوحدة الترابية للمملكة المغربية وأفعال عنصرية وعدوانية ضد الجماهير المغربية.
وذكر بيان للرابطة، يوم السبت، أنه، بعدما صدر عن الجهات المنظمة لبطولة إفريقيا للاعبين المحليين لكرة القدم يوم الجمعة بالجزائر، من أحداث لا رياضية، وذات بعد سياسوي وعنصري مقيت، لا يسع الرابطة إلا أن تعبر عن تنديدها الشديد واستنكارها الواضح لاستغلال حدث رياضي في شؤون لا تمت للرياضة بأية صلة، معتبرة في البيان ذاته أن «ما حدث من ممارسات دنيئة ومناورات سخيفة، صاحبت حفل افتتاح البطولة، إثر إلقاء كلمة خارج السياق، وتتعارض مع قواعد ومبادئ الميثاق الأولمبي، لتمرير مغالطات ومكائد سياسية لا تمت بأية صلة لمقتضيات وأسس كرة القدم بصفة خاصة، والرياضة بصفة عامة، يعد خرقا سافرا لكل القوانين المنظمة للتظاهرات الرياضية التي تقام تحت لواء الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، ووفق لوائحها ونظمها التشريعية».
وحملت العديد من التدوينات التي ملأت مواقع التواصل الاجتماعي استياء واستنكارا مغربيين واسعين، بعد أن تم ربط تظاهرة رياضية بقضية الصحراء المغربية، وهو ما يؤكد وجود نية مبيتة، وتخطيط عن سبق إصرار وترصد للمس بالوحدة الترابية، وضرب المقدسات الوطنية، من طرف نظام دأب على تغذية الكراهية، ونشر الأحقاد بين الشعوب.
وكان رئيس الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، باتريس موتسيبي، قد وقف شاهدا عند حلوله بالرباط، صباح الجمعة، رفقة رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم، جياني أنفانتينو، على تواجد عناصر المنتخب الوطني بالمطار، وهم ينتظرون ترخيص السلطات الجزائرية للطائرة المغربية.
وأكد موتسيبي، في تصريح للصحافة، إن عدم تمكن المنتخب المغربي من المشاركة في الشان «أحزنني، أريد أن يمثل هؤلاء الشباب (فريق تحت 23 سنة) الشعب المغربي، وكذلك الأفارقة».
وكانت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم قد أعلنت في بلاغ نشر يوم الخميس، عن تعذر سفر المنتخب المغربي إلى قسنطينة بالجزائر للمشاركة في النسخة السابعة من بطولة كأس إفريقيا للاعبين المحليين، للدفاع عن لقبه، وذلك لعدم الترخيص لرحلته انطلاقا من مطار الرباط سلا في اتجاه مطار قسنطينة بواسطة طائرة الخطوط الملكية المغربية الناقل الرسمي للمنتخبات الوطنية.


الكاتب : إبراهيم العماري

  

بتاريخ : 16/01/2023