بعد مسار امتد لأربعين سنة في الكتابة والسياسة .. المفكر اللبناني كريم مروة يلتحق بالشيوعيين الخمسة الكبار

في مسيرة حفلت بالمحطات السياسية والحزبية والفكرية والثقافية المتميزة، رحل ، صباح أمس الأربعاء 10 يناير 2024، عن عالمنا، الكاتب والمفكر اللبنانى الكبير كريم مروة عن عمر يناهز الرابعة والتسعين عاما.
قضى مروة عقودا طويلة في مسيرة امتدت لأربعين عاماً، تفرّغ خلالها للكتابة بعد تقاعده من العمل السياسي اليومي الدؤوب، حيث تتميّز كتاباته بالنقد والنقد الذاتي، هو الذي كانت تشغله التحوّلات الكبرى التي يشهدها العالم، والبحث الدائم عن الطريق المؤدّي إلى مستقبل أفضل لبلده لبنان ولسائر البلدان العربية.
ويعد كريم مروة وهو احد قادة الحزب الشيوعي اللبناني منذ ستينيات القرن الماضي، وكان قد ولد في العام 1930 في بلدة حاريص العاملية (جنوب لبنان)، وختم القرآن وهو في عمر الثامنة، ثم تابع دراسته على شيوخ قريته، وعندما بلغ السابعة عشر من عمره أي في العام 1947 ميلادي، أرسله والده الشيخ أحمد مروه إلى النجف لمتابعة دراسته فيها مع ابن عمه حسين مروة، الذي كان قد تخلّى عن العمامة وارتدى الثياب الرسمية وأخذ يدرّس هناك بل وانتسب إلى الشيوعية، فتبعه على ذلك «أبو أحمد» أو كريم مروة أحد «صناع» الحزب الشيوعي اللبناني في نسخته الجديدة المنبثقة عن المؤتمر الثاني 1968،كريم مروة الذي يقول عن هذا التحول: «تحولّت منذ شبابي الباكر، في ضوء مطالعاتي في مجلة الهلال والرسالة والكاتب المصري ومجلة الطريق، وفي كتب وكتابات جبران خليل جبران وميخائيل نعيمة وأمين الريحاني وطه حسين وتوفيق الحكيم وجورجي زيدان وعباس محمود العقاد وكثرة من الكتّاب العرب، تحولت الى مواطن لبناني عربي وسميت نفسي قومياً عربياً. وأعطيت لقوميتي صفة مختلفة عما كان سائداً عن الكثيرين من القوميين العرب، صفة ابتعدت فيها عن التمييز والتمايز والقوميات الأخرى».
له ما يزيد على 20 مؤلفا ، منها الحزب الشيوعي اللبناني: سياسته وأهدافه ، كيف نواجه الأزمة في حركة التحرر الوطني العربية ، ماذا بعد حرب تشرين ،المقاومة أفكار للنقاش، حوارات حول الاشتراكية والديموقراطية والقومية والدين ، جدل الصراع مع إسرائيل وجدل السلام معها ، الوطن الصعب والدولة المستحيلة ، حوار بين كريم مروة وكريم بقرادوني،حوار الإيديولوجيات . كما أبدع مروه، كتاب» الفكر العربي وتحولات العصر» ، و»أزمة النظام العربي وإشكاليات النهضة» ،» الظاهرة العراقية» ، الشيوعيون الأربعة الكبار، البحث عن المستقبل ، نحو نهضة جديدة لليسار في العالم العربي .
وبرحيله، ينضم كريم مروة الذي أصدر كتاب «الشيوعيون الأربعة الكبار في تاريخ لبنان الحديث»، ويقصد فرج الله الحلو، نقولا الشاوي، جورج حاوي، وفؤاد الشمالي، الى الشيوعيين الأربعة الكبار .