بعد الإعلان رسميا عن مغادرته اتصالات المغرب، التي ترأس مجلس إدارتها لمدة 27 سنة، تنتظر أسرة ألعاب القوى الخطوة التالية لعبد السلام أحيزون، رئيس الجامعة منذ دجنبر 2006، حيث يترقب الكثيرون احتمال رحيل الرجل الذي أمسك بكل ما أوتي من قوة بكافة خيوط هذه الرياضة، التي فقدت معه حضورها الدولي، وتراجعت إلى الوراء، بعدما كانت في مطلع الألفية الثالثة نموذجا يحتذى به، ليس على المستوى القاري فقط، إنما على المستوى الدولي أيضا.
لقد عمر أحيزون طويلا على رأس الجامعة، بحوالي 19 سنة، موزعة على خمس ولايات، رغم أن القانون الأساسي حصر مدة الرئاسة في ولايتين على أقصى تقدير، متجاوزا بذلك الراحل الجيلالي العوفير، الذي ترأس الجامعة ما بين 1957 و1971 (14 سنة(.
وحسب مصادر مطلعة فإن حصيلة أحيزون على رأس جامعة ألعاب القوى لا تتجاوز الذهبيات التي حققها البطل الأولمبي والعالمي سفيان البقالي في سباق 3000 متر موانع وجواد غريب في سباق الماراثون، لأن الخلف غير موجود، كما أن المغرب فقد كل التخصصات التي هيمن عليها رفقة نجومه الكبار، سواء رفقة سعيد عويطة ونوال المتوكل، أو في عهد الكروج وبدوان، ومن عاصرهما من أبطال تسيدوا المسافات المتوسطة والطويلة على مدى سنوات.
وكانت أسرة ألعاب القوى قد استقبلت ترشح البطل العالمي والأولمبي هشام الكروج لخلافة أحيزون في الجمع العام الذي انعقد في يوليوز 2019 بكثير من التفاؤل، إلا أنه فشل في الظفر بالسباق، رغم أنه طعن في نتائج الجمع العام لدى المحكمة الإدارية، حيث كان يطمح إلى اعتماد الاقتراع السري، لكن الرئيس أحيزون رفض وقرر اعتماد التصويت العلني، ليحطم كل آمال البطل العالمي، بعد تراجع كثير من الداعمين له في آخر لحظة.
وتساءل كثير من المراقبين حول مدى قدرة أحيزون على مواصلة مهامه، رغم أن ولايته مازالت ممتدة لسنتين، كما أن فقدانه سلطة اتصالات المغرب، التي كان يؤدب بها خصومه ومعارضيه، عبر حرمانهم من الإشهار أوالدعم، قد يفجر الأوضاع داخل الجامعة، التي تعد اتصالات المغرب من أكبر داعميها، بمنحة سنوية تصل إلى 3 ملايير سنتيم، فيما تبلغ مساهمة الدولة أزيد من 8 ملايير سنتيم. كما يتساءلون أيضا حول مدى تأثير مغادرة أحيزون لاتصالات المغرب على علاقة الأخيرة مع الجامعة، وهل ستواصل دعمها لهذه الرياضة، التي لم تعد بذلك التوهج الذي كانت عليه عندما وقعت عقد الإشهار أول مرة مع امحمد أوزال.
يذكر أن أحيزون انتخب أول مرة رئيسا للجامعة يوم رابع دجنبر 2006 خلفا لامحمدأوزال، الذي ترأس لجنة مؤقتة خلفت الرئيس السابق محمد المديوري، وأعيد انتخابه يوم 29 نونبر 2010، ثم لولاية ثالثة يوم 29 يناير 2015 مدتها أربع سنوات (2015–2019)، ويوم 22 أبريل 2019 لولاية رابعة، قبل أن يحصل على ولاية خامسة، بعد الجمع العام الذي جرى يوم 28 يوليوز 2023.