بعد نتائج مخيبة في دورة 2022: المغرب يسعى لتحسين أداء التلاميذ في برنامج «PISA 2025»

يستعد 7500 من التلميذات والتلاميذ البالغين 15 سنة ينتمون إلى 180 مؤسسة تعليمية بالثانوي بسلكيه الإعدادي والتأهيلي بالأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين الاثني عشر وعينة من أستاذات وأساتذة علوم الحياة والأرض والفيزياء والكيمياء المنتمين للمؤسسات المعنية، للمشاركة، للمرة الثالثة، في البرنامج الدولي لتقويم التلاميذ PISA الذي تشرف عليه منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية OCDE، والذي يعتبر من أكبر الدراسات التقييمية الدولية التي تجرى كل ثلاث سنوات.
ويعتمد البرنامج الدولي لتقويم التلاميذ على الوسائط الإلكترونية في تدبير مختلف عملياته بما فيها إجراء الاختبارات وتمرير الاستمارات. وحسب وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة فإن الدراسة الرئيسية لهذا البرنامج ستكون ما بين 02 أبريل و 03 ماي 2025، واعتبارا لما تقتضيه إدارة وإجراء البرنامج الدولي لتقويم التلاميذ من خبرات في مجال التقييم وقيادة الدراسات التقييمية، ينبغي، حسب الوزارة الوصية، الاعتماد في تشكيلة الفرق الجهوية والإقليمية على الأطر التربوية التي راكمت خبرات في هذا المجال والتي سبق لها الاستفادة من تكوينات في إطار التقييمات الوطنية والدولية.
وسيقوم مدير (ة) الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بتعيين أعضاء الفريق الجهوي لقيادة الدراسة وموافاة المركز الوطني للامتحانات المدرسية وتقييم التعلمات بمعطيات المسؤولين في أجل أقصاه10 يناير 2025.
سيتم تدريب التلميذات والتلاميذ على استعمال الحاسوب في الإجابة عن أسئلة الاختبارات مباشرة بعد انتهاء الدورات التكوينية على الصعيد الإقليمي حيث سيباشر الفريق المحلي للدراسة تدريب تلميذات وتلاميذ المؤسسة المنتمين للعينة الوطنية على استعمال الحاسوب في إنجاز الاختبارات والإجابة على الاستمارات اعتمادا على الوسائط المعلوماتية المخصصة لذلك. ويتم تدريب التلميذات والتلاميذ المعنيين في مجموعات من 10 أفراد على الأكثر، في خمس حصص على الأقل مدة الواحدة منها 90 دقيقة. وتتم برمجة حصص التدريب بالتناوب بين المجموعات بتنسيق مع الفريق الإقليمي أو الفريق المشترك على أن يتم إنهاء إنجاز الحصص الخمس أسبوعا قبل الموعد المحدد لانطلاق التمرير بتنظيم اختبارات تطبيقية للتأكد من أن تلميذات وتلاميذ العينة يتحكمون بدرجة كافية في مهارات استعمال الحاسوب، مع تشجيعهم وترك الفرصة لهم للتمرن الفردي على ذلك خلال أوقات فراغهم وخارج الحصص المخصصة للتدريب الجماعي، داعية إلى أن يشارك الأطر التربوية وآباء وأولياء الأمور مشاركة كاملة في الإعداد لهذا الاستحقاق.
يذكر أن الدورة السابقة (2022) من برنامج PISA، اختصارًا لـ Programme for International Student Assessment، سجلت نتائج سلبية للتلاميذ المغاربة الذين انخفضت إنجازاتهم مقارنة بدورة سنة 2018، رغم بعض الاستقرار النسبي في نتائج الرياضيات التي لم تتراجع سوى بثلاث نقط ، فقد تراجعت إنجازاتهم كثيرا في العلوم ووصل التراجع 11 نقطة، وانخفضت أكثر في القراءة التي سجلت تراجعا فاق 20 نقطة، وهو ما يؤشر على مدى الضعف في معدل التحصيل الدراسي للتلميذ المغربي في المؤسسات التعليمية العمومية(تستثني الوزارة مشاركة التعليم الخاص في هذا البرنامج)، الذي تراوح بين 339 نقطة في القراءة و365 نقطة في الرياضيات وفي العلوم، أي بفارق عن المراتب الأولى بلغ أكثر من 200 نقطة، وهو ما وضع المغرب في الرتبة 71 في مجال “الرياضيات” ، والرتبة 79 في مجال “القراءة”، والرتبة 76 في مجال “العلوم”، ليتراجع بذلك بثلاثة درجات في القراءة وواحدة في العلوم. كما أثارت الدراسة مشكل الاختلاف الكبير بين مختلف البلدان من حيث ثقة التلامذة في قدرتهم على التعلم الذاتي من خلال استثمار التكنولوجيا الرقمية ذاتيا مسجلة أن 50٪ فقط من التلامذة المغاربة يشعرون بالثقة أو الثقة الكبيرة في استخدام برنامج الاتصال المرئي.
هذا البرنامج الدولي يهدف إلى قياس الكفايات الأساسية بالتركيز على مهارات القراءة، والرياضيات، والعلوم، ومدى قدرة التلاميذ على استخدام المعرفة في مواقف حياتية جديدة، كما يعمل على مقارنة الأداء بين الدول وتقديم تقارير شاملة عن مستوى التعلمات في مختلف البلدان المشاركة، مما يسمح بتحديد الفجوات والتحديات إضافة إلى تحسين النظم التربوية و مساعدة الحكومات على تطوير السياسات التعليمية بناءً على نتائج موثوقة ومؤشرات دقيقة، فضلا عن تعزيز التفكير النقدي والإبداعي بدعم تعلم المهارات التي تتطلب التحليل، والتواصل، وحل المشكلات، وتحليل تأثير البيئة الاجتماعية والاقتصادية بدراسة العلاقة بين نتائج التلاميذ والعوامل المحيطة بهم، مثل دعم الأسرة والبنية المدرسية، فهل تمكنت الوزارة الوصية من استيعاب الدروس المستخلصة من الدورات السابقة التي شهدت أداء مخيبا للتلاميذ المغاربة، ووضعتهم في مراتب متأخرة أسفل ترتيب الدول المشاركة؟ أم أن النتائج السلبية المعتادة ستتكرر مرة أخرى في هذه الدورة أيضا؟


الكاتب : خديجة مشتري

  

بتاريخ : 27/12/2024