بعد 25 سنة من الصمت الهدم يطال فيلا «السبوعا» في مدينة سلا

بعد صمت دام لأكثر من 25 سنة، وبعد أن استنزفت فيلا «السبوعا» أطنانًا من الرخام، والتي كلفت صاحبها ملايين الدراهم، تفتح السلطات الإقليمية بسلا عينيها على فيلا مطلة على البحر، على مستوى حي اشماعو، بعدما لم تعد قادرة على حمل المزيد من التماثيل والمجسمات الغريبة، ومنها تلك اليد التي وُضعت مفتوحة فوق الفيلا، في إشارة لا يعرف أحد دلالاتها، مع أن هناك من يقول بأن تلك اليد الكبيرة هي من أفاضت الكأس.
ولتحل الجرافات والسلطات والأجهزة الأمنية، وليتم الشروع في هدم فيلا «السبوعا» ابتداءً من صباح يوم الأربعاء، وهي العملية التي قد تطول نظرًا لصلابة المواد المستعملة في البناء من جهة، ولتفادي وقوع ضحايا من بين سائقي الجرافات، لأن التماثيل توجد في كل طوابق الفيلا الغريبة، التي لم ينقصها إلا دخول كتاب «غينيس» كبناية غريبة وعجيبة في مدينة سلا، إن لم تكن في المغرب كله.
وكانت فيلا «السبوعا»، وبحكم تصميمها وشكلها، تجذب ساكنة سلا وزوارها، إلى درجة أنها أصبحت خلفية للصور العائلية.
الغريب، أن صاحب الفيلا العجيبة، كان يتوفر على مخزون كبير من صفائح الرخام، وهو ما كان يشجعه على هدم أي تمثال أو مجسم غير رأيه فيه، وقد يكون القرار مباشرة بعد بنائه، ليتم وضع تمثال آخر محله.
وهنا لا بد من التساؤل حول كمية الرخام والأحجار التي استهلكتها الفيلا؟ وكم كلف ذلك صاحبها من مال؟
وللإشارة، فإن صاحب الفيلا كان يمارس هواية إقامة التماثيل، وخاصة مجسمات الأسد على الشريط الساحلي، وخاصة على الجزء المواجه للفيلا. وبعد أن مُنع حينها من ذلك، انتقل إلى الفيلا التي أصبحت تُعرف بفيلا «السبوعا»، وليُكثر من بناء مجسمات الحيوانات والطيور وبعض الأشكال الغريبة، وعندما يضيق المكان، يبني طابقًا آخر يتسع لبناء تماثيل جديدة.
وكان جيران فيلا «السبوعا» يحسون بالغبن وأحيانًا بالحكرة، بعد أن تم إهمال شكاياتهم، خاصة وأن الفيلا داست على كل قوانين التعمير.
الغريب والمضحك أن بعض المواقع التي تبحث عن «البوز» والتغليط، صوّرت عملية الهدم على أنها اعتداء على التراث، والتاريخ، والجغرافيا، مغلطين بذلك بعض مستجوبِيهم الذين انفجروا غضبًا ضد عملية الهدم، مع العلم أن هذه العملية كان يجب أن تتم منذ سنين، وقبل أن يتحمس صاحب الفيلا ليرفع من وتيرة البناء العشوائي الغريب، والذي لا يحترم معايير الهندسة والتعمير، والسلامة أيضًا.
وهنا لا بد من التساؤل عن سبب صمت السلطات بعمالة سلا لكل هذه السنين، وغياب مراقبة المجالس المنتخبة التي كان عليها التدخل في بداية انطلاقة عملية بناء التماثيل، ووضع حد للتجاوزات في مجال التعمير، والتي تجسدت في فيلا «السبوعا».
وهذا الصمت هو الذي ورّط صاحب الفيلا في صرف ملايين الدراهم من أجل بناء فيلا غريبة، وفي النهاية تحل الجرافات لتدكّها ولتزيل مسخًا كان صاحب الفيلا يعتبره إنجازًا.


بتاريخ : 24/05/2025