افتراضا…
وبقلـيل من الحظ،
كدت أكون مسمارا
على جدار قديم .
أو شرخا بزجاج نافذة
بيت مهجور.
عشبا بريا
في منحدر واد سحيق….
أو موالا حزينا
لنسوة ينتظرن عودة الغائبين .
افتراضا…
وبقلــيل من الحظ،
كدت أكون طائرة ورقية
تحلق بين الغيم،
وخيطها بيد صبي أرعن.
أو شجرة عرعر بغابة بعيدة،
تخشى الحريق،
تتوجس الريح ،
ولا تــأبه لفأس حطاب.
ناقوسا مجــلــجلا
بدير جبلي .
أو عش سنونو على مئذنة مسجد،
بقرية منسية …
افتراضا…
وبقليل من الحظ،
كدت أكون سبحة سندسية
بيد صوفي يشطح بذكر ربه .
أو فراشة،
أسرق ألوان الزهرة وعبيرها،
ثم أموت حرا وأنا أقتفي
أثر ضوء بعيد….
أو سمـاء ربيعية
تجلو أقدار آنــسات،
على عويل مررن متـــشحات
بــالرغــبة،
لم يسعــفهن العـمر
ليتركــن رسالة أخيرة
لمــن أحــببن،
ولم يقطفن باقة أحــلام
للآتـــين من زمن النسيان …
افتراضا…
وبقليل من الحظ،
كدت أكون نثيــرة
لم يكتبها شاعر حــداثي بعــد .
تفاحة مقضومة على مائــدة عشاء .
تعــويذة عـرافة على جــيد عانس .
بنــدول ســاعة معطــلة .
سرب نمل على كرمة تين عتيقة .
منديــل وداع تلوح به حبيبة لحبيب مسافر.ذ
افتراضا…
وبقليل من الحظ،
كــدت أكون
فراغا ســحيقا
بين الأرض والسمــأء…